رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أميرة فيالة: فخورة بتمثيل بلدى عالميًا.. وأسرتى أكبر داعم لى (حوار)

الدكتورة أميرة فيالة
الدكتورة أميرة فيالة

تميزت أبحاثها العلمية بشكل مؤثر على تقدم وتطور علم طب الأمراض والكلينيكال باثولوجي وعلاج السرطان، فتم اختيارها ضمن أهم 40 عضوًا تحت سن الأربعين من الهيئة الأمريكية للباثولوجيا الإكلينيكية، الذين سيتم تكريمهم على مستوى العالم لعام 2022، هي الدكتورة أميرة فيالة.

وأكدت أميرة فيالة، على اعتزازها وفخرها بأن تكون الباحثة المصرية الوحيدة التي تم اختيارها ضمن 40 عضوًا في ASCP لعام 2022.

وكشفت خلال حوارها لـ«الدستور» عن تفاصيل اختيارها مشوارها المهني في مجال أبحاث علاج السرطان، وإلى نص الحوار..

 

- في البداية.. كيف استقبلتِ اختيارك كأول مصرية ضمن الـ 40 الذين تم اختيارهم من الـ ASCP؟

كانت مفاجأة لي أن يكون اسمي من بين 40 عضوًا تم اختيارهم من أعضاء الـ ASCP على مستوى العالم، وأن أكون الوحيدة من مصر والشرق الأوسط لعام 2022 في أقدم وأكبر منظمة في علم طب الأمراض على مستوى العالم، فهذا يوضح أننا نستطيع المنافسة في الكثير من المجالات، وهذا الاختيار لم يكن سهلًا، حيث إن كل شخص بالجمعية له بروفايل خاص به يتضمن البيانات الشخصية والإسهامات في المجتمع المحلي والدولي للتقييم العام، وقبل الاختيار النهائي، أُبلغت أنه تم ترشيحي لإرسال تحديث لـ C.V لتقديمه مرة أخرى، بالإضافة إلى إرسال عدة أسئلة للإجابة عليها، والحمد لله تم اختياري ضمن 40 عضوًا على مستوى العالم، حيث إن الباحثين والأعضاء المختارين سيتم تأهيلهم ليكونوا قادة للعلماء الجدد في المجال وليشاركوا بإسهاماتهم في تطوير علم طب الأمراض في مجال الكلينيكال باثولوجي.

-على مدار أعوام كيف تدرجتِ للوصول لباحث معتمد مما كان له أثر على اختيارك؟

الجمعية الأمريكية للكلينيكال باثولوجي ASCP، تعد أقدم وأكبر منظمة في علم طب الأمراض على مستوى العالم، تشمل جميع علوم طب الأمراض، وهي بدأت اختبارات في 2014، لعمل كوادر وإعداد قادة لها، ولكي أكون عضوًا يجب أن تتوفر فيّ العديد من الشروط والمواصفات، وقبل الالتحاق بها كنت عضوًا في AACR الجمعية الأمريكية الخاصة بأبحاث السرطان، وبسبب الأبحاث التي كنا نتقدم بها من الفريق البحثي بقيادة الدكتور أحمد سلطان، حصلنا على جوائز في عام 2017، وتناقشنا مع اللجنة في العديد من الأبحاث، حتى تدرجت للوصول بها وأصبحت عقب ذلك عضوًا في الجمعية الأمريكية لمجال عملي في التحاليل والكلينيكال باثولوحي بجانب أبحاث السرطان، وتقدمت بأبحاث السرطان، وكنت في 2018 عضوًا عاديًا، وتحولت في وقت قصير لعضو معتمد، وفي عام 2019 كان أفضل بحث إنترناشونال فاز باسمي، وفي 2020 رشحني الدكتور أحمد سلطان لجائزة ثانية، بناءً على أني مشرف أول في المعمل الخاص بالفريق البحثي في مصر.

 


ـ تحدثتِ عن الإسهامات في المجتمع المحلي والدولي.. هل كان له دور في اختيارك؟

التقييم لاختيار الباحثين كان نتاج فترة كبيرة من العمل يمكن أن تصل إلى 10 سنوات، وكان يتضمن إسهامات الباحثين وإنجازاتهم وصفاتهم القيادية، وأبحاثهم العلمية الحديثة التي تساهم في تغير طب الأمراض، حيث كانت إسهاماتي في المجتمع الدولي تشمل الأبحاث في أكبر جمعيتين ASCP-  AAC، أما المجتمع المحلي فكانت مشاركتي كعضو مؤسس في أكثر من جمعية خيرية، والمشاركة في العمل الخيري منذ 2005، فضلًا عن حصولي على العديد من الكورسات والدورات منها كورسات إدارة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وكورسات في لغات الكمبيوتر، بجانب تدريبات الكوادر بالمجلس القومي للمرأة، وعدة دورات إعداد قادة، وكل ذلك كان لشغفي بالتعلم في الكثير من المجالات، وكان له تأثير إيجابي على عملى الأساسي.

 

ـ متى كانت بداية مشاركتك مع الفريق البحثي المصري بجامعة الإسكندرية؟

في عام 2006 بعد تخرجي مباشرة التقيت بالدكتور أحمد سلطان أستاذ الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية والسرطانية بجامعة الإسكندرية خلال محاضرة، وكان يقدم لنا بعض النصائح من بينها أنه عندما يلتقي بنا مرة أخرى ومن الممكن أن يكون بعد مدة طويلة لتواجده في الولايات المتحدة في تلك الفترة، يجب أن يكون لدينا C.V مشرف قائلًا: «عاوز تقولي المرة الجاية أنا عملت سي في مقدرش أشيله»، وكانت لهذه الجملة أثر كبير جدًا ولم أنس تلك النصيحة، وعندما سافر إلى أمريكا بدأت التواصل معه، وأتناقش معه في الأفكار والأبحاث، على مدار عامين عبر الإنترنت، وكان يحمسني ويؤهلني وكان داعمًا لمناقشاتي وأبحاثي وكان يشجعني على التقديم حينها للماجستير بسبب أفكار الأبحاث التي كنت أعرضها.

وفي عام 2008 عاد الدكتور أحمد إلى مصر ليكون فريقًا بحثيًا، وتم انضمامي للفريق تحت قيادته، حيث يقوم الفريق بأبحاث متقدمة فى مجال أبحاث السرطان والذكاء الاصطناعي والطب الموجه الشخصى والخلايا الجذعية السرطانية لإيجاد علاجات غير تقليدية لتحسين طرق العلاج الحالية.

IMG-20220727-WA0028
الدكتورة أميرة فيالة


ـ ساهمتِ في العمل المجتمعي.. ما أبرز المشاركات التي كانت محطة هامة في حياتك؟
 


في وقت انتشار فيروس كورونا، وكان العالم كله في ذعر وهلع، فضلًا عن إغلاق المستشفيات، انضممت في هذا الوقت لمؤسسة تابعة للدولة تمت إضافتها عقب ذلك لمبادرة «حياة كريمة»، وكانت تلك المؤسسة توفر سيارة مجهزة بالأجهزة الطبية لعمل قوافل طبية، وتم تدعيم وجه بحري لأول مرة في فترة كورونا، وكانت تستهدف القرى النائية في محافظة البحيرة، لم نكن حينها نمتلك سبل الوقاية وكنا نعمل في ظروف صعبة، ولكن كان علينا الوصول للناس وعلاجهم، وتبرعت حينها بعمل التحاليل للمرضى في المعمل الخاص بي، بالإضافة إلى المواد الكيميائية الخاصة لمعظم بالتحاليل مجانًا، أو مخفضة، وهو ما كنت أحرص عليه لتقديم المساعدة للحالات الأولى بالرعاية، وتم بعد ذلك تنظيم تكريم من محافظة البحيرة لجيش مصر الأبيض، وكنت من بين ما تم تكريمهم، ومستمرون حتى الآن بالوصول لكل القرى، قائلة: «دي رسالة من ربنا، كل ما بستمر في العمل الخيري بيكون في مكافأة كبيرة».


ـ ما خططك وطموحاتك الفترة القادمة؟

عقب اختياري من الجمعية الأمريكية للكلينيكال باثولوجي ASCP، ضمن أعلى 40 على مستوى العالم، عن مجموعة أبحاثي الفترة الماضية، والتي تتضمن إسهامات في تطوير علم طب الأمراض في مجال الكلينيكال باثولوجي، ستكون هناك مرحلة جديدة من التدريب والأبحاث في أمريكا، فالطموح في تلك المرحلة ليس شخصيًا، فبعد 10 سنوات من العمل في الأبحاث، هدفي هو نقل الخبرات التي سوف أكتسبها في الخارج إلى مصر وتطبيق هذا العلم على أرض الواقع وفي بلدي.

IMG-20220727-WA0029
الدكتورة أميرة فيالة


ـ من كان أكبر داعم لكِ من أسرتك خلال الفترة الماضية؟

الدعم كان من جميع أفراد أسرتي، كانوا جميعهم يحرصون على تشجيعي دائمًا، وأتذكر أنه في عام 2006 عندما كنت أتواصل مع الدكتور أحمد سلطان وبعض الباحثين، كان التواصل عبر الإنترنت صعبًا، كان والدي يساعدني، حيث كان الإنترنت في مكتبه وينتظر معي حتى الانتهاء من عملي لفرق التوقيت بين مصر وأمريكا، فقد حظيت بأسرة كانت دائمًا داعمة وواثقة بي.