رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صورة نادرة للأنبا كيرلس آخر مطران للكنيسة القبطية في إثيوبيا

الأنبا كيرلس آخر
الأنبا كيرلس آخر مطران قبطي للكنيسة الإثيوبية

نشر المؤرخ الكنسي ياسر يوسف غبريال، المُتخصص في التاريخ القبطي المُعاصر، صورة نادرة للأنبا كيرلس، آخر مطران قبطي للكنيسة الإثيوبية (١٩٢٩-١٩٥٠).

تاريخ الصورة

وعلق المؤرخ الكنسي على الصورة قائلًا: إنه تم التقاط هذه الصورة عام ١٩٤٦، ومكتوب عليها جمعية الشباب القبطي بالشرابية،والمعروف أن الأنبا كيرلس قضى آخر سنوات عمره في العاصمة المصرية القاهرة، بعيدا عن كرسيه في إثيوبيا، وكان يسكن غرفة صغيرة في كنيسة العذراء في مهمشة».

وأضاف: «كان قويًا في الحق، ووقف في وجه موسوليني؛ رافضًا الانفصال عن الكنيسة القبطية، وقت احتلال إيطاليا لإثيوبيا».

May be an image of 1 person and text

من هو الأنبا كيرلس آخر مطران قبطي لإثيوبيا؟

القمص تادرس يعقوب ملطي، تحدث في كتابه «قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية»، عن الأنبا كيرلس آخر مطران قبطي لإثيوبيا، وقال إنه وُلد ببلدة الكشح مركز البلينا من أبوين بارين سمياه سيداروس، ألحقاه في طفولته بكُتّاب البلدة التابع للكنيسة وكان بطبيعته ميّالًا إلى الوحدة والتأمل والصلاة والصوم، ولما بلغ التاسعة عشر من عمره استأذن والديه وقصد إلى دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، حيث ترهبن باسمه الأصلي.

وفي سنة 1929 م، أرسل الإثيوبيون وفدًا طالبين من البابا يوأنس التاسع عشر أن يرسم لهم مطرانًا، فقرر البابا أن خير من يصلح لهذه الكرامة هو القمص سيداروس الأنطوني، فأرسل وفدًا إلى بهجورة ليصحبه إلى القاهرة، وكان البابا يعرف اتجاهات القمص سيداروس فما أن وصل حتى رفع الصليب فوق رأسه لساعته وصلى الصلوات التمهيدية للرسامة، وبهذا وضع القمص تحت الضرورة وأطلق عليه اسم كيرلس. 

لما سافر الأنبا كيرلس مع الوفد الإثيوبي بدأ أعماله الرعوية بمسح الملك تفري إمبراطورًا على كل إثيوبيا باسم الإمبراطور هيلاسلاسي، ثم قضى السنوات ما بين سنة 1930 - 1935 م، في افتقاد شعبه والتنقل بين مختلف المقاطعات، فكانت هذه السنوات فترة سلام بنَّاء.

ثم استولى الإيطاليون على إثيوبيا في مايو سنة 1936 م، واضطر هيلاسلاسي وعائلته وغالبية الأمراء إلى الهروب من بلادهم ورجا الإمبراطور من المطران أن يظل في أديس أبابا؛ ليعطي الشعب المنكسر شيئًا من الطمأنينة، فبقى في مكانه، وحكم الإيطاليون على الطريقة الرومانية القديمة، فعذبوا وشردوا وقتلوا بلا شفقة، وأراد القائد الإيطالي جرازياني أن يجعل الأنبا كيرلس ينضم إلى بابا روما فبدأ بالوعود العالمية البراقة، ولما لم تؤثر فيه هدده بالقتل.

وأقام القائد استعراضًا عسكريًا ضخمًا بهدف إدخال الرهبة في القلوب، ولكن الإثيوبيين ردوا على هذا الاستعراض بإلقاء القنابل اليدوية على كبار الحاضرين، أصابت إحدى شظاياها الأنبا كيرلس واضطرته للبقاء في المستشفى عدة أسابيع، ولما خرج من المستشفى تحجج القائد وأعوانه بوجوب علاجه في روما، وبالفعل حكموا عليه بالسفر وهناك عاودوا محاولاتهم في دفعه إلى الخروج عن الكنيسة القبطية والانضمام إلى كنيستهم.

ولما فشلت كل جهودهم منعوه من العودة إلى أديس أبابا واضطروه إلى العودة إلى مصر، فعاش من سنة 1936 - 1942 م، في شقة في مهمشة إلى جوار مبنى الإكليريكية القديمة، ثم انهزم الإيطاليين سنة 1942م، في الحرب العالمية الثانية واضطروا إلى مغادرة إثيوبيا، فعاد هيلاسلاسي هو وأمرائه وعائلاتهم، وحالما استقر في عاصمته أرسل وفدًا على طائرة خاصة طالبًا عودة الأنبا كيرلس، فعاد معزّزًا مكرمًا.

إلا أن صحته كانت قد ساءت إلى حد اضطر معه أن يعود إلى القاهرة بعد سنتين، وتحمل المرض بالصبر والصمت، وفي الأسبوع الأخير من حياته نقله أحباؤه إلى المستشفى القبطي ليكون تحت العلاج المباشر، وهناك رحل بسلام.