رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رجاء النقاش يكتب: وقائع انتحار كاتب

رجاء النقاش
رجاء النقاش

كان المجتمع القديم فى مصر قبل سنة ١٩٥٢ ضعيفًا قاسيًا مليئًا بالآلام المريرة التى تجعل الطريق فى عيون الناس مسدودًا، وتعكس على حياتهم ونفوسهم أسوأ الآثار.. وهذه ثلاثة نماذج من مجتمع زمان.. مجتمع الأزمة والانتحار.

فى صيف ١٩٤٠ شاهد الناس على شاطئ الإسكندرية رجلًا رقيق الجسم يسير وفى يده كمية من الشيكولاتة يأكل منها، وكلما قابله طفل أعطاه واحدة، كانت على شفتيه ابتسامة إذا رآها أحد ورأی تصرفاته أحس بأنه نصفه مجنون، ولكن إذا تأمل الإنسان هذه الابتسامة التى تملأ الوجه الرقيق الشاحب فإنه سوف يجد وراءها شعورًا عميقًا بالعذاب والضياع.

انتهت الشيكولاتة التى كان يحملها، وفوجئ الناس بالرجل الذى كان يوزع الابتسامات والشيكولاتة منذ قليل يلقى بنفسه فى البحر فتبتلعه الأمواج، ويحاول الناس إنقاذه، فلا يستطيعون إلا إخراج جسده الميت من الماء.

وسأل الناس عن هذا الذى انتحر بتلك الطريقة الغريبة الشاذة، وعرفوا أنه الكاتب العالم إسماعيل أدهم.

لقد انتحر بطريقة غريبة حقًا. وقبل أن يموت فإنه عاش حياة أكثر غرابة وشذوذًا.. لقد انتحر فى سن صغيرة، لا تتجاوز الخامسة والثلاثين بعد مغامرات غريبة فى الفكر والحياة.

حاول إسماعيل أدهم فى حياته أن يقنع الناس أنه ليس من مصر، وإنما هو مستشرق ترکی تعلم فى روسيا ونال منها شهادة الدكتوراه فى العلوم، وصدقت الصحف هذه القصة، وكانت تنشر له أبحاثه على هذا الأساس.

وقد حدثنى عدد من الأصدقاء الذين عاشوا فى الإسكندرية، وعرفوا إسماعيل أدهم، أن القصة الحقيقية لهذا الشاب هى أنه ابن لأسرة مصرية فقيرة من الإسكندرية، تعلم تعليمًا محدودًا، وكان يمتاز بالذكاء الحاد.. فانصرف إلى الدراسة والقراءة، واختار الفلسفة والرياضيات، وتقدم فى دراسته الخاصة به حتى وصل إلى مستوى ملحوظ فى فهم هذه المسائل الصعبة، وكان يبحث لنفسه عن طريق فى الحياة، طريق يعمل منه ويكسب، ولكن الطريق كان مسدودًا أمامه.

كان المجتمع فى ذلك الحين يواجه أزمة عنيفة، أزمة يصعب على الفرد الممتاز معها أن يجد لنفسه طريقًا فى الحياة، خاصة إذا كان هذا الفرد غير مسلح بأى شىء.. فهو ليس من أسرة ثرية تساعده وتحميه حتى يصل إلى ما يريد، وهو لا يحمل شهادة علمية تسمح له بالعمل فى داخل المجتمع.. لقد كان معتمدًا على جهده الشخصی وحسب.. وهذا الجهد لا يستطيع أن يحل له مشكلة من المشاكل.

كما أن مجتمع مصر فى ذلك الوقت لم يكن يميل إلى الدراسة العلمية.. كان الإنجليز يسيطرون على الاتجاهات الرئيسية فيه.. وكان أكثر الأشياء التى يكرهونها هو نمو الوعى العلمى عندنا.

إن نمو العلم يترتب عليه نمو الصناعة.. وكان الإنجليز مصممين على تعطيل الحركة الصناعية فى المجتمع.. ألسنا بلدًا زراعيًا لا يصلح للصناعة؟! هكذا كانوا يقولون دائمًا.

وكان عندنا عدد بسيط جدًا من العلماء والمهندسين والأطباء، بل كان معظم الذين يقومون بالأعمال العلمية كالهندسة وغيرها من الموظفين الإنجليز.

حتى الذين درسوا وتعلموا فى القاهرة وأوروبا كانوا يعانون أزمة عنيفة، فليست فى البلد أی معامل، وليس هناك إقبال من الدولة على العلم.. كان مصطفى مشرفة عالمًا عربيًا عظيمًا، وكان صديقًا وتلميذًا لأينشتین، درس نظريته، وكان واحدًا من أبرز علماء العالم الذين فهموها فهمًا عميقًا فى وقت مبكر، ومع ذلك فقد عاش هذا الرجل فى مصر قبل الثورة حياة تعيسة أليمة، حتى أصيب فى آخر حياته بأمراض عصبية خطيرة كادت تقوده إلى الجنون، وذلك لأن كل ثقافته العلمية لا قيمة لها فى مجتمع يكره العلم والعملاء ولا يعطيهم أی فرصة.. وكان باستطاعة هؤلاء العلماء أن يفعلوا شيئًا.. ولكنهم بدلًا من ذلك أصيبوا بأمراض مختلفة من بينها الجنون!

كان إسماعيل أدهم يعيش فى هذا المجتمع المضطرب المصاب بأزمة «کراهية العلم»، تحت ضغط المستعمر. ولم يكن أدهم يملك غير ذكائه سلاحًا ليواجه به المجتمع.. وكان الحل فى نظره هو:

أن يكذب على المجتمع ويتظاهر أمام الناس، فأطلق ذقنه، وقال إنه مستشرق نال الدكتوراه من روسيا، وهو فى حقيقة الأمر إسكندرانی فقير لا يعرف روسيا وليست له بها أى علاقة من أى نوع. ومن أين للناس أن يعرفوا الحقيقة؟.. إن مصر لم تكن على علاقة دبلوماسية مع روسيا حتى عام ١٩٤٥، أى بعد انتحار أدهم بخمس سنوات.

كتب أدهم كثيرًا فى الرياضيات والطبيعة، وكان يعيش حياة تعيسة قاسية على قروش تأتى له من هنا أو هناك.

ولم يكن الكذب كافيًا فلجأ إلى التحدى وألف كتابًا بعنوان «لماذا أنا ملحد» ويعتبر هذا الكتاب من أخطر الكتب وأجرأها فى الثقافة العربية الحديثة.

وكان إسماعيل أدهم يحاول أن يفسر إلحاده على أساس علوم الطبيعة والرياضيات، وقد نشره له أحد الناشرين بالإسكندرية.

قبل هذا الكتاب كان أدهم يلقى إهمال الناس.. فأصيح مهملًا وملعونًا فى وقت واحد.

لقد ثار عليه المجتمع ووقف ضده.

ولكنه استمر يكتب ويعاند، ونشر مقالات كثيرة فى مجلة «الرسالة» والتى كانت تصدر فى القاهرة، وفى مجلة «الحديث» التى كانت تصدر فى حلب.

ثم ألف كتابًا هامًا عن توفيق الحكيم ولم يتم هذا الكتاب، فقد انتحر قبل أن ينهى فصوله الأخيرة.. وقام الدكتور إبراهيم ناجى بإتمام الكتاب، وطبعته مجلة «الحديث» فى حلب.

والواقع أن هذا الكتاب يعتبر من أفضل الدراسات النقدية التى ظهرت عن توفيق الحكيم فى الأدب العربى حتى اليوم، بالرغم من أنها دراسة غير معروفة على نطاق واسع.

لقد ظل البؤس المادى والمعنوى يسيطر على حياته حتى انتهى به الأمر إلى الانتحار.

لقد أغرقته الديون وطاردته لقمة العيش، وعجز عن الحصول على مأوى يحميه.. فاختار هذه النهاية.

أما دراساته العلمية فلم تجمع إلى اليوم فى كتاب، رغم أنها دراسات ممتازة عميقة.. وكثير من الناس لا يعرفون حقيقة هذا الرجل حتى الآن، ويظنون بالفعل أنه كان مستشرقًا، بل كان أصحاب الصحف والمجلات ينشرون مقالاته على هذا الأساس.

والحقيقة التى يؤكدها الذين عرفوه عن قرب فى الإسكندرية، ويؤكدها أيضًا عدم معرفته الدقيقة باللغات الأوروبية كما كان يظهر من الاصطلاحات الكثيرة التى كان يوردها فى مقالاته.

هذه الحقيقة تؤكد أنه أحد أبناء الإسكندرية، ومن الجائز أن يكون من أصل ترکی بعيد جدًا، وكل القصص التى كُتبت عن حياته تبدو أقرب إلى الخرافات منها إلى الحقيقة، مما يجعل منها قصصًا مشكوكًا فيها إلى أبعد حد، فلا يوجد أى دليل يثبتها غير روايته هو.

وفى سنة ١٩٤٠، وبعد هذه الحادثة بقليل، أطلق شاب وسيم لم يتجاوز الثلاثين من عمره الرصاص على نفسه فى حديقة بيته الجميل الأنيق بالإسكندرية أيضًا. وكان هذا الشاب كاتبًا شاعرًا بدأ نجمه يلمع شيئًا فشيئًا.. ولم تكن أمامه عقبات.. بل كان الطريق مفتوحًا أمامه ليتفوق وليزداد نجمه بريقًا.. فما الذى دفعه إلى هذه النهاية الأليمة؟

كان فخری أبوالسعود- وهذا هو اسمه- طالبًا لامعًا يحرص على عزلته، قليل الكلام، كثير القراءة.. كان منذ صباه متميزًا بصورة واضحة، وفى أحد الأعوام، وهو طالب فى معهد المعلمين، قرر زملاؤه أن يقوموا بالإضراب عن الامتحانات احتجاجًا على الأساتذة الإنجليز.. وفوجئ الطلبة بفخرى أبوالسعود يدخل قاعة الامتحانات ليكون الطالب الوحيد الذى يؤدی امتحانه.. وكانت النتيجة أن أفسد على زملائه كل شىء، ولما سأله أحد أصدقائه عن سر خروجه على إجماع الطلبة وتعريض نفسه لاتهامات كثيرة فى وطنيته وأخلاقه.. قال:

«إننى وطنى ووسيلتى فى محاربة الإنجليز هى أن أتعلم.. إن العلم هو أقوى سلاح لهزيمتهم.. ولا يهمنى ذلك السخط السطحى الذى تمتلئ به نفوس الطلاب ضدی!».

ونجح بعد ذلك وتفوق، ثم نجح فى مسابقة لبعثة إلى إنجلترا وكان الأول، وسافر إلى لندن ليدرس الأدب الإنجليزى سنة ١٩٣٢ وعاد بعد ذلك بسنتين ومعه زوجة إنجليزية.. فتاة جميلة رقيقة، أحبها هناك وكانت زميلة له فى الدراسة.. وعندما عاد عمل مدرسًا، وبدأت الصحف الأدبية تنشر له شعره ودراساته الأدبية العميقة التى تكشف عن ثقافة قوية، ثم نشر بعد ذلك ترجمة لرواية تعتبر من روائع الأدب العالمى هى: رواية «تس»، لتوماس هاردی .

وكانت حياته الخاصة فى الإسكندرية مثالًا للهدوء والسعادة، كان عصفورًا أنيقًا وجد العش الهادئ الجميل، فاستراح، وأخذ يفكر فى الإنتاج والإبداع فى ظل حبه ومدينته الوادعة، وبيته الحلو.. ثم على صوت طفل صغير جميل.. فقد أصبح أبًا.

وأصبح طفله بالنسبة له شيئًا أساسيًا يعطى لحياته معنى جديدًا. وقامت الحرب سنة ١٩٣٩، وكانت زوجته قد سافرت قبل ذلك بقليل لتزور أهلها ثم تعود إلى زوجها الذى أحبته، وإلى المدينة التى سعدت بها واستقرت فيها.. وأخذت معها ولدها الذى أصبح صبيًا صغيرًا.. وعاش فخرى أبوالسعود وحيدًا ينتظر عودة الزوجة.. كان الأمل والحب يضيئان حياته.. ولكن الحرب قامت.. فلم تستطع زوجته العودة.. ثم وصل إليه خير قاسٍ مرير. فقد جمعت الحكومة الإنجليزية عددًا كبيرًا من الأطفال الإنجليز فى سفينة وأرادت أن تبعث بهم إلى كندا بعيدًا عن غارات الألمان. ولكن السفينة تغرق ويموت كل من بها من الأطفال، وكان من بينهم ابن فخرى أبوالسعود.. ولم يحتمل الأديب الشاعر الحساس تلك الصدمة الأليمة المريرة.

وكانت سنة ١٩٤٠ فى الواقع سنة اليأس الكبير، فقد كانت انتصارات هتلر متتالية، وكان الغرب منهارًا إلى أبعد الحدود، وكانت النظرة إلى الواقع فى ذلك الحين تدعو إلى اليأس.. لم يكن هناك أمل فى هزيمة هتلر وانتصار الدول الغربية.. كان جوًا قاتمًا يفرض اليأس على الناس.

وقد تصور فخری أبوالسعود أنه فقد الصلة بينه وبين زوجته إلى الأبد.. کما فقد الصلة بينه وبين ابنه الذى مات غريقًا فى كارثة السفينة فقرر أن ينهى حياته بيده.

وقبل هذه الحادثة بعشر سنوات تقريبًا أغلق شاب على نفسه حجرة كان يسكن بها وأشعل فى نفسه النار.. ورأى الجيران الدخان يتصاعد من الحجرة.. فاندفعوا إليها ليجدوا جثة تحترق لا يزال صاحبها يئن وهو يرسل أنفاسه الأخيرة.. فأطفأوا النار ولكن الجسد كان قد فارق الحياة.

كان هو الآخر شاعرًا رقيقًا اسمه أحمد العاصى، وكان لا يزال صغير السن لم يصل إلى الثلاثين من عمره بعد، وكان أحمد شوقى أمير الشعراء فى ذلك الحين يعرفه ويحبه. فما محنته؟.. ما مأساته التى دفعته إلى هذه النهاية؟ إنها محنة الإنسان الحساس الذى لا يعرف طريقًا واضحًا لمواجهة الأزمة فى مجتمع متخلف مظلم.. خاصة فى ذلك الحين الذى كان الشخص الممتاز فيه شذوذًا غير مقبول على الإطلاق.

وقد اختلف الشاعر مع والده التاجر الذى كان يعيش فى أحد الأقاليم، كان أبوه يريد منه أن يكون تاجرًا مثله، وأن يترك طريق الفن، هذا الطريق الخيالى الذى لا قيمة له فى نظر تاجر لا يعرف إلا معنى الكسب والربح. وحاول أن يضغط على ابنه ويكلفه ما لا تطيق نفسه الحساسة الرقيقة.. وبالطبع لم يستجب الابن لهذا الضغط، وفشلت علاقته بوالده الذى قاطعه واعتبره ابنًا ملعونًا.. وكان لهذه التجربة أثرها الأسود الكئيب فى نفس الشاعر الشاب، فقد فاجأته هذه التجربة فى وقت كان يعانى فيه تجربة حب فاشل.. وكيف يمكن لتجربة حب أن تنجح فى مجتمع ١٩٣٠ وما قبلها؟ لقد كانت المرأة فى ذلك الحين أكثر من سجينة، ولذلك فقد كان أدب تلك الفترة أدب الحرمان والحزن والدموع.. وسافر الشاعر الحساس إلى لبنان.. وحاول أن ينسی محنته مع أبيه.. ومحنته مع فتاته.. وعاد بعد فترة وقد ألف رواية طويلة، ثم نشر بعد ذلك ديوانه الوحيد وأسماه «ديوان العاصى»، وكتب فى مقدمته يقول:

«ألمت بی محنة من محن الدهر ألزمتنى العزلة حيًا، فشعرت بحاجة حادة لأن أشغل نفسى بقول الشعر فيما شغلنى من شئون الحياة من قبل، فلما ودعتنى المحنة جمعت هذا الشعر وضممت إليه شيئًا من حدیث شعری وقدمته إلى الناس، فإن قبلوه كان ذلك خير عزاء وخير جزاء».

وقد قدم أمير الشعراء أحمد شوقى هذا الديوان بقصيدة هذا نصها:

هذا شباب الشعر يلمح ماؤه

من جدول العاصى ومن دیوانه

من كل قافية كأن رفيفها

من طل آذار ومن ريحانه

وكأن رنتها ونغمة شعرها

من طيره الصداح فى أغصانه

هجر التكلف بيتها فكأنما

من قلبه بنيت ومن وجدانه

ويكاد يلمسك السرور يراعه

وترى يد الأحزان حول بنانه

يشكو الزمان لنا فيا لك يافعًا

ناءت بميعته هموم زمانه

ولتعلمن إذا السنون تتابعت

أن التشكی كان قبل أوانه

على أن محنة هذا الشاعر الشاب كانت متعددة الجوانب، وكان من جوانبها أنه كان تلميذًا لطه حسين فى كلية الآداب، وكان يحاول أن يناقشه، ولكن خُيل إليه أنه لا يلقى من أستاذه الترحيب الكافى، ففقد ثقته فى ذلك الأستاذ الذى كان حينذاك علمًا لامعًا من أعلام العصر، وتصور الشاعر الحساس أن طه حسين يضطهده، وامتلأت نفسه بالأسى والحيرة، ولم يجد طريقًا يخرج به من تلك الأزمة العاصفة فى نفسه، وقد تعددت جوانب هذه الأزمة من جانب عاطفى إلى جانب عائلى إلى جانب فكرى.. وأخيرًا اختار أحمد العاصى الانتحار بتلك الطريقة المؤسفة المريرة.. لقد أحرق العاصى نفسه.

هؤلاء المنتحرون الثلاثة لا يمثلون أنفسهم وحسب، بل هم يمثلون جانبًا من الجيل الذى ظهر فى مصر بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى إلى نهاية الحرب الثانية، وكما كان هناك من أبناء هذا الجيل من ناضلوا وصمدوا ووقفوا فى وجه الظروف الصعبة، فقد كان هناك أيضًا تیار كبير يمثل بين أبناء هذا الجيل نوعًا حادًا من الحزن والقلق وعدم القدرة على معرفة طريق للخلاص أو النجاة. كان هناك من يظنون أن الحياة قد أصبحت تمضى فى طريق مسدود يملؤه الحزن والفشل والعذاب، وقد تكون أسماؤهم غير معروفة للكثيرين، ولكن حياتهم فى الواقع كانت غنية وخصبة على قصرها.. وكانت دالة على نوع المجتمع الذى يعيشون فيه.. وبعدهم جاء جيل آخر كان يعانی نفس الحزن والقلق، ولكنه استطاع أن يجد طريقًا للخلاص.. لقد اختاروا هم طريق الانتحار أما الجيل الجديد الذى ظهر بعد الحرب العالمية الثانية.. فقد اختار طريقًا آخر هو: الثورة والتمرد.

من كتاب «تأملات فى الإنسان» ١٩٦٢