رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تخاريف صيفية

كعادتنا في الأعياد والمناسبات يحلو لنا السمر والسهر، وفي السهر تحلو مناقشات موضوعات الساعة، والفراغ يفتح موضوعات جمة ومتباينة خاصة بين أصحاب المعاشات وحتى كبار الموظفين في الإجازات، وأغلب الحوارات هذه الأيام تتمركز في قرارات الحكومة التي صدرت والتي لم تصدر بعد وينتظرها المواطنون علي أحر من الجمر.
على سبيل المثال تدور الحوارات حول ارتفاع أسعار البنزين والسولار الأخير وما سوف يترتب عليه من زيادة أسعار معظم السلع نتيجة زيادة أسعار النقل مما سيتسبب في المزيد من المعاناة خاصة بين أفراد الطبقتين الوسطي (التي كادت أن تتلاشي) والفقيرة.
الحوار الثاني الأكثر شيوعًا هو طريق الساحل الشمالي الجديد الملىء بالكباري والصواني ومتاهات طريق الخدمة، البعض يرون أن الطريق الجديد يضارع أحدث الطرق العالمية وأن المواطن لم يعتاد علي أصول التعامل مع مطالع ومنازل الكباري أو الدورانات، وأن الطريق ينقصه حاليًا كباري المشاه وبعض الدورانات للخلف.
البعض الآخر يصرخون ويولولون ويرون أن الطريق إهدار للمال العام وأن الزيارات بين القري تستغرق ٢٠ كيلومترًا ذهابًا وإيابًا للوصول لأول دوران، ومع الزحام تستغرق الرحلة من ساعتين لثلاث ساعات ناهيك عن استهلاك البنزين بأسعاره المرتفعة.
ويشارك بشدة وانفعال أصحاب الأيديولوجيات المناهضة لنظام الحكم والتي لا يمتلك معظمها حتي استوديو صغيرا في الساحل الشمالي وربما لم يزره قط  لكنهم من هواة النقد غير البناء ويدسون أنفهم بغرابة شديدة فيما لا يعنيهم لمجرد الظهور كالعالم ببواطن الأمور، وبالطبع يحلو لهؤلاء نقد أسعار تذاكر حفل عمرو دياب التي وصلت لـ١٠ آلاف جنيه، وكأنهم كانوا مستعدين لحضوره لو كان سعر التذكره نصف هذا المبلغ!
الحوار الثالث والأهم يتناول التوقعات حول الحوار المجتمعي الذي دعا إليه سيادة الرئيس، والتساؤل حول هل بالإمكان مناقشة الموضوعات التي تمس المواطن مباشرة وتقض مضجعه وهل سيتم وضح حلول سريعة لتلك المشاكل أم ستمر مرور الكرام ويبقي الحال كما هو عليه؟.
أهم الموضوعات المطلوب مناقشتها وحلها جذريًا هي قانون الإيجار القديم، وموقف الأحياء المثير للجدل في التعامل مع قانون التصالح، والموقف الأغرب للحكومة من قانون المباني وقيود الارتفاعات الذي يقتل الاستثمار العقاري ويشرد الملايين من العاملين في هذا المجال.
وحتى لا أدخل في كل هذه الحوارات وتجنبا لأن ينفجر عقلي غيظًا تمددت أمام البحر لأستمتع بنسمات الهواء النقي علي أنغام أغنية الست "أنساك يا سلام.. أنساك دا كلام".