رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على الكسار «بربرى الفن» وهذه قصة ابتكاره شخصية «عثمان عبدالباسط»

علي الكسار
علي الكسار

علي الكسار أو بربري الفن الأول كما أطلق عليه، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده الـ133، حيث ولد في مثل هذا اليوم من العام 1889، واسمه الحقيقي علي خليل سالم، ولد في حي السيدة زينب العريق بالقاهرة، واتخذ من اسم عائلة والدته “زينب علي الكسار” لقبا له.

تنافس علي الكسار مع الفنان نجيب الريحاني، حيث شهدت مسارح شارع عمادالدين في بدايات القرن العشرين منافسة ومباراة تمثيلية بين القطبين، وصلت إلى عناوين أعمالهما المسرحية، فعندما يعلن نجيب الريحاني عن مسرحيته “إش إش”، يرد عليه علي الكسار بمسرحيته “ولو”.

علي فايق زغلول يحاور علي الكسار

في لقاء إذاعي نادر، أجراه الإذاعي الراحل علي فايق زغلول، الذي اشتهر من خلال برنامجه الإذاعي “مسرح المنوعات”، والذي كان يطوف من خلاله جامعات مصر، ليقدم من فوق خشباتها برنامجه الإذاعي.

في اللقاء الإذاعي الذي أجراه معه علي فايق زغلول في العام 1956، يقول الفنان علي الكسار مبتدع شخصية “عثمان عبدالباسط”، الذي أداها بأسلوبه العبقري بما يتمتع به من السهل الممتنع، إنه بدأ التمثيل عام 1908 من خلال مسرح “دار التمثيل الزينبي” بحي المواردي، وكان مالكه تاجر أقمشة يدعي “فؤاد السويسي”.

وحول إذ ما كان علي الكسار قد حقق أحلامه وأمنياته التي حلم بها حينما بدأ مشواره الفني يقول “الكسار”: كانت أحلامي وأمنياتي تتلخص في أن أكون ممثلا جيدا يرضي الجمهور، وهذا وصلت إليه والحمد لله.

مشوار فني طويل خرجت منه صفر اليدين

وحول ثروته التي جمعها من الفن، يقول علي الكسار في لقائه علي فايق زغلول: “ولا حاجة، بس مستورة وعايش بستر ربنا”.

وعن اختفائه يضيف علي الكسار: أقضي خدمتي في “المرسح” الشعبي، باشتغل حفلات في المؤسسات الشعبية، وفي أي مكان يطلبني الناس فيه.

يرى علي الكسار أن المسرح قديما كان في حال أفضل مما عليه تلك الأيامــ تاريخ تسجيل اللقاء 1956ــ المسرح زمان كان أحسن فنيا، أما الآن فالمسرح أفضل “تهريجيا” إذا كنت عاوز الحقيقة. 

ويوضح “الكسار”: كان المسرح أفضل فنيا، فقد كانت الروايات التي تقدم، روايات لها أول ونهاية، وأغلب كتابها كانوا فنانين، فمثلا الفنانة منيرة المهدية قدمت مسرحية “كارمن” والتي رجت البلد.

أصل شخصية عثمان عبدالباسط التي ابتكرها 

وعن شخصية “عثمان عبدالباسط” التي ابتكرها علي الكسار يقول: كنت قد قدمت رواية على مسرح كازينو “دي باري” في شارع عمادالدين، كنا قد انتقلنا إلى هذا المكان واشتغلنا عند واحدة اسمها مدام “مارسيل لاند وا”، وقدمنا رواية اسمها “حسن أبوعلي سرق المعزة”، وقد نالت الرواية استحسان الجمهور كثيرا وشهدت إقبالا كبيرا، وقد اخترت شخصية لهذه الرواية عن ثري يذهب إلى عزبته لشم النسيم ويصطحب معه خادمه “عثمان عبدالباسط”، هذا البربري الظريف وروحه اللطيفة، فنالت استحسان الجمهور وإعجابه، حتى أن الناس كانت تتبادل عبارات وجملا من المسرحية فيما بينهم في حياتهم اليومية، ونظرا لهذا النجاح لشخصية البربري عثمان عبدالباسط، تمسكت بهذه الشخصية وقدمتها واستمريت فيها للنهاية.

عندما نطح علي الكسار خروف العيد

ويتابع الإذاعي علي فايق زغلول حديثه مع الفنان علي الكسار، ويسأله عن أطرف المواقف الذي تعرض لها في حياته، فيقول الكسار: قبل عيد الأضحى بيومين اشتريت خروف العيد، ولم أجد له مكانا مناسبا في المنزل إلا الحمام، فوضعته فيه وأغلقت عليه الباب، جاءت ابنتي الصغيرة ولما فتحت باب الحمام وجدت الخروف فاتخضت وجريت خارج الشقة وأغلقت عليها الباب وتركت باب الحمام مفتوحا، فخرج الخروف ودخل المطبخ، فوجد صفيحة “الجاز” مكشوفة وشرب منها، ودخل غرفة النوم ووقف أمام المرآة فظن أن خياله فيها خروف آخر فأخذ ينطحه.

ويتابع علي الكسار حكايته: عندما رجعت وجدت الخروف وقد تشبع بالجاز، ففكرت أنه لن يصلح للذبح، وخرجت لأوصي الجزار لتحضير لحوم العيد، وفي طريقي قابلت صديقا لي وسألني إلى أين أنا ذاهب فحكيت له الحكاية، فقال لي ممكن تعمل غسيل معدة للخروف، اتصل بالإسعاف ليجرون للخروف غسيل المعدة، وبالفعل اتصلت بالإسعاف فقالوا إنه ليس اختصاصهم، فقال لي الصديق، اذهب أنت إليهم، وبالفعل ذهبت بالخروف إلى الإسعاف، فما كان منهم إلا أن أدخلوني أنا والخروف إلى سيارة الإسعاف إلى المستشفى، ووجدت هناك طبيبا أعرفه وحكيت له قصة الخروف فضحك وقال لي إنها مستشفى المجانين، فرجعت إلى البيت بالخروف ووضعت حلة فوق رأسي وبدأت أنطح الخروف وهو ينطحني، واستيقظت من النوم وأنا أنطح المخدات برأسي. 

وهنا يفاجئ علي فايق زغلول بأن ما يقصه عليه علي الكسار ما هي إلا مزحة من خياله وبنات أفكاره ارتجلها خلال تسجيل الحوار بسرعة بديهة وخفة ظل لا تقارن.