رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل القصاص يسقط عقوبة الآخرة؟.. الإفتاء تجيب

الإفتاء
الإفتاء

اهتم المصريون، اليوم، بالبحث عن القصاص في القتل وهل القصاص يسقط عقوبة الآخرة؟، وذلك بالتزامن مع قرار محكمة جنايات المنصورة اليوم بتحويل أوراق قضية قتل نيرة طالبة المنصورة للمفتي، لإبداء الرأي فيها.

هل القصاص يسقط عقوبة الآخرة؟

واهتم المصريون بالتواصل مع دار الإفتاء المصرية للبحث عن إجابة السؤال هل القصاص يسقط عقوبة الآخرة، ونشرت الدار الإفتاء ردها عبر صفحتها الرسمية قائلة: «القصاص لا يُسقط عقوبةَ الآخرة إلا إذا تاب القاتلُ إلى الله توبةً نصوحًا».

وأضافت أن القتل العمد من أكبر الكبائر، وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 93].
 

وذهب جمهور الفقهاء حول هل القصاص يسقط عقوبة الآخرة أن للقاتل عمدًا ظلمًا توبةً كسائر أصحاب الكبائر؛ للنصوصِ الخاصة الواردة في ذلك، والنصوصِ العامة الواردة في قبول توبة كل الناس؛ من ذلك قول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا • يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا • إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا • وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتَابًا﴾ [الفرقان: 68- 71].


عقوبة القتل في الإسلام

وأوضحت دار الإفتاء المصرية، حول إجابة سؤال هل القصاص يسقط عقوبة الآخرة أن القاتل عمدًا واقتُصَّ منه أو عُفي عنه من أولياء المقتول فلا يعاقب في الآخرة عن هذا القتل في حق المقتول، لكن إن لم يتب توبةً صحيحة بقي حقُّ الله تعالى يحاسب عليه في الآخرة.

وأكدت حول سؤال هل القصاص يسقط عقوبة الآخرة أن توبة الكافر بدخوله إلى الإسلام تقبل بالإجماع، فتوبة القاتل أولى.

وقال ابن القيم في الجواب الكافي: والتحقيق في هذه المسألة أن القاتل يتعلق به ثلاثة حقوق حق لله، وحق للمظلوم المقتول، وحق للولي؛ فإذا سلم القاتل نفسه طوعا واختيارا إلى الولي ندما علي ما فعل وخوفا من الله وتوبة نصوحا يسقط حق الله بالتوبة، وحق الولي بالاستيفاء أو الصلح أو العفو، وبقي حق المقتول يعوضه الله عنه يوم القيامة عن عبده التائب المحسن ويصلح بينه وبينه فلا يبطل حق هذا ولا تبطل توبة هذا .