رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شكة دبوس.. «الدستور» تتبع حقيقة خطف البنات في المواصلات (تدقيق معلومات)

خطف البنات
خطف البنات

على مدار الأيام السابقة، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتداول أخبار وتحذيرات بشأن خطف الفتيات وسرقة أعضائهن، وذلك عن طريق وخز إبرة تحت الجلد لتخدير الفتيات في المواصلات العامة ومحطات المترو. 

أثارت تلك المنشورات جدلًا كبيرًا بين المواطنين على السوشيال ميديا وفي الشارع المصري، وسيطرت حالة من الخوف والحذر وعدم الأمان على وجوه الناس في المواصلات العامة ولا سيما الفتيات والسيدات.

وانتشرت شهادات عدة لفتيات يدعين تعرضهن للخطف في الأماكن والمواصلات العامة، لكن اختفت تلك المنشورات إذ فجأة، وخاصة بعد التحذيرات التي أطلقها أطباء التخدير في مصر، ونفي وزارة الداخلية المتكرر للوقائع الوهمية حول "شكة الدبوس المخدرة".

وفي السطور التالية تتبع «الدستور» مدى حقيقة وقائع خطف البنات التي انتشرت مؤخرًا كالنار في الهشيم بروايات مختلفة ولكن مع تكرار نفس الصور، عن طريق استخدام أدوات التحقق من الصور لتدقيق صحة المعلومات.


وبالبحث المكثف عن شهادات الفتيات، تواصلنا مع بعضهن للاطلاع على التحاليل الطبية التي خضعن لها، مدعين أنها أثبتت وجود مادة مخدرة بأجسادهن بعد التعرض لشكة الدبوس.

 

وبمجرد أن طلبنا الحصول على هذه التحاليل لإثبات جريمة الخطف المنتشرة، سرعان ما يهربن من تلبية مطلبنا، ويقمن بحظرنا عبر موقع "فيسبوك" على الفور.


على مدار أسبوع، تتبعنا شهادات الفتيات المتعرضات للخطف، واكتشفنا أن أغلب الشهادات التي انتشرت في الآونة الأخيرة قد اختفت تمامًا، وأيضًا الحسابات الوهمية التي روجت لها، ما يعكس حقيقة الادعاءات التي كذبها العديد من الجهات المختصة في الأيام القليلة الماضية.

وبالبحث عن الصورة المذكورة داخل صفحات "الفيسبوك" المختلفة، تّبين أن هناك العديد من المجموعات العامة والحسابات الوهمية التي استخدمت الصورة مرفقة بوصف لواقعة معينة (تفاصيلها مكررة)، بهدف نشر الذعر بين المواطنين، دون وجود أي دليل على ما يدعون.

وباستخدام أداة "google image" لأحد الصور التي تم تداولها أكثر من مرة في روايات مختلفة وجديدة بلسان الفتيات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تبين أن هذه الصورة ترجع إلى منشور كتبته الفنانة بدرية طلبة عن محاولة خطف ابنة أخيها، وهو الأمر نفسه الذي نفته وزارة الداخلية مؤكدة على أن الفتاة تعرضت لحالة إغماء طبيعية دون أي محاولات خارجية للخطف أو التخدير.

أما عن أداة "yandex" لتحليل الصور المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي، فقد كشفت أن صورة الوخز بالإبرة التي تداولتها البنات على صفحات التواصل الاجتماعي، فقد تم تداولها آلاف المرات على مختلف المواقع المصرية والأجنبية. 

وكشفت وجود كم كبير من الصور المشابهة لهذه الصورة على مواقع الإنترنت بمختلف الدول واللغات، يستخدمها الأطباء في توضيح معلومات طبية عبر المواقع العلمية المتخصصة في ذلك الأمر.

ومن جانبه، الدكتور مروان محمد، طبيب تخدير، نفى احتمالية وقوع مثل هذه الحوادث وانتشار ادعاءات التخدير في المواصلات العامة بـ"شكة دبوس"، مستنكرًا كل تلك الحكايات والمنشورات على صفحات التواصل الاجتماعي، موضحًا أنه علميًا يجب ألا تقل حقنة التخدير عن 10 مل في حال أخذها في العضل.

وأوضح أن التخدير عن طريق الاستنشاق يتطلب جهازًا خاصًا به وماسك طبي ويستخدم مادة الكلوروفورم والتي تندرج تحت جدول المخدرات وتصعب إجراءات الحصول عليها في المستشفيات، فضلًا عن أن عملية التخدير بهذه المادة تحتاج إلى أسطوانات ومن ثم تدخل في دورة تبخير ليستنشقه المريض في غرفة العمليات عن طريق الماسك.

وأشار طبيب التخدير إلى أن الحكايات المتداولة عن الخطف بحجة سرقة الأعضاء ليست إلا مجرد شائعات مرجعًا ذلك إلى أنه لا يوجد سرقة أعضاء في مصر، ويتوفر إمكانية زراعة القرنية، الكبد والكلى للكبار فقط، وتعد هذه العمليات واحدة من العمليات المعقدة التي تحتاج إلى إجراء تحاليل وفحوصات للتوافق وتستغرق وقتًا طويلًا.