رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زعماء 4 دول أوروبية.. جيشها مليون جندي في قطار أوكرانيا السريع

لأول مرة يلتقي زعماء  أوروبيين، في  زيارة، لدولة تحارب قوة عظمى. 
أربعة زعماء  جمعتهم العاصمة الأوكرانية كييف. 
.. انه يوم الخميس المختلف في أجندة الحرب التي تجاوزت المائة يوم. 
فهل تظهر زيارة الزعماء الأوروبيون، تحت حراب الغزو الروسي، نوعية من الدعم لأوكرانيا تحت ويلات الحرب،ولماذا في هذا التوقيت؟. 
*مليون عسكري.. لمن؟

اجتماع  معلن،في أوكرانيا الحرب(....)، زيارة الرئيس الفرنسي  إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي والرئيس الروماني كلاوس يوهانيس.

زعماء لدول من قوة حلف الناتو الأولى، المؤثرة؛ ذلك أن فرنسا وألمانيا وإيطاليا ورومانيا، تمتلك (مجتمعة) حوالي مليون جندي، وعسكر من كل الأطياف العسكرية المجربة والمدربة. 
.. اذن، أوكرانيا ليست وحدها في مقاومتها وكفاحها الصعب  ضد الغزو الروسي.

* يورونيوز ترسم صورة ما بعد الزيارة.

.. "شوهد شولتس وماكرون في محطة القطار. ويرتدي شولتس بنطال جينز وقميص أسود بينما يرتدي ماكرون بدلة، ويرافقهما السفير الفرنسي في أوكرانيا إتيان دي بونسان.وهذه الزيارة الأولى للقادة الثلاثة لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في 24"، 
.. كأنها ستارة مسرح  مظلم:
يفتح السيناريو الذي رسمته شبكة  " يورونيوز"، عن خشبة مسرح في وسط عربة قطار استقله الرئيس الفرنسي  والمستشار الألماني  ورئيس الوزراء الإيطالي، كأنه قطار الشرق السريع، الأمر المختلف، ان الزعماء اعتبروا القطار، حافلة  خاصة، متوجهين إلى كييف، حسبما ذكرت وسائل إعلام إيطالية وألمانيا، واجمعت على سرية الطريقة التي تم بموجبها تموية وتخصيص القطار، في إشارة تحدي للرئيس الروسي بوتين، فالعربة، تمتلك قرار بتحويل 70% من مليون جندي! 
.. عمليا، ووفق السيناريو، تم الاحتفال، ووصل القطار، وكما رسمت شبكة  " يورونيوز"، وأكدت ذلك السيناريو  قناة "تسي دي إف" الألمانية وصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية إن القادة الثلاثة (لم يكن معهم الرئيس الروماني) استقلوا هذا القطار الخاص في بولندا، وقد  اجتمعوا في  العاصمة الأوكرانية كييف، على مائد الإفطار مع  الرئيس  فولوديمير زيلينسكي ونشرت الصحيفة الإيطالية صورا للقادة الثلاثة على متن القطار، داخل عربة من الطراز الكلاسيكي. 
*مجاملة

*مجاملة  ام نتائج، تحدد شكل مائة يوم جديدة من الغزو؟.

منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير، توافدت قيادات العالم وجيوش الناتو، ما دعم المقاومة في أوكرانيا، التي تتوغل الجيوش الروسية في العمق الأوكراني، دون أي توسع في مواجهة مشتركة تمنع قرقعة الحرب بحسب الرئيس الأميركي جو بايدن.

الواضح، ان لقاء الزعماء، الأربعة مع  الرئيس الأوكراني  زيلينسكي، ليس فقط لمجرد لمناقشة الدعم العسكري وطلب أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
بل ان أوكرانيا، ليست بالقلق على إذا كانت  فرنسا وألمانيا وإيطاليا ورومانيا تؤيد  انضمام أوكرانيا لحلف، يدافع عن حريتها ورؤيتها الديمقراطية نحو حلف الناتو وأوروبا.. وأن كانت العضوية،  على الأمد البعيد، فهي عضوية كلفت الحلف ودول الحلف الكبرى دعما يتجاوز  إلى الآن( 80 مليار) دولار أميركي.. والبنوك المركزية في الولايات المتحدة وحلف الناتو مفتوحة، لدولة قالت [لا] لروسيا الاتحادية.

المجاملة، أو لنقل الزيارة، جاءت مع تمركز الحرب  والقتال الشرس، منذ أيام في ليسيتشانتسك وسيفيرودونيتسك وهما مدينتان رئيسيتان في دونباس. واعترفت السلطات الأوكرانية في الأيام الأخيرة بأن قواتها طُردت من وسط مدينة سيفيرودونتسك ولم يعد لديها سوى "قنوات اتصال معقدة" معها بعد تدمير جميع الجسور المؤدية إلى ليسيتشانسك.

وذكر قائد القوات الأوكرانية، قبيل زيارة زعماء الدول الأوروبية الذين غامروا بركوب عربة القطار، بأن "سيفيرودونيتسك عنصر استراتيجي في نظامنا الدفاعي منطقة لوغانسك"، مؤكدا أنه "لا يمكن اعتبار المدينة غير ذلك".

*قنوات اتصال ماكرون..!

في علامة ما، ليس لها تفسير في منظومة الحرب، بشكلها ونتائج ها الحالية، قال الرئيس الفرنسي ماكرون لأوكرانيا: يمكنك التعويل علينا، بمعنى(....) 
إن أوكرانيا يمكن أن تعول، على حلفائها فيما تحتاجه من دعم.
.. وإنه(ماكرون)، اتفق مع قادة ألمانيا وإيطاليا ورومانيا على بعض الإجراءات لإظهار أن أوكرانيا جزء من الأسرة الأوروبية.

المذهل في رؤية فرنسا ماكرون، أنه قال: إن ثمة حاجة إلى نوع من قنوات الاتصال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي غزت قواته أوكرانيا؛ ذلك ما يفسر السيناريو القادم، من فهم آليات الحرب وخططها. 
بعد زيارة قصيرة لمدينة"إربين" ، إحدى ضواحي كييف التي دمرت في الأسابيع الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا"نظر زعماء اوروبا: "رأينا جميعنا صور مدينة مدمّرة، مدينة بطلة، فهنا أوقف الأوكرانيون، من بين أماكن أخرى، الجيش الروسي الذي كان متوجها إلى كييف".
.." ماكرون "، خطيبا، الذي كان يرافقه القادة الألماني أولاف شولتس والإيطالي ماريو دراغي والروماني كلاوس يوهانيس، قال كأنه هاملت:
"لذلك يجب أن تبقى في اذهاننا بطولة الجيش، وكذلك الشعب الأوكراني". وتابع إن على اوكرانيا "أن تقاوم وتنتصر".

*صورة الكرملين.. ونظرية الخداع.

مع توقيت الزيارة، حذّر الكرملين  من إرسال أسلحة غربية جديدة لأوكرانيا مع وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إلى كييف.

الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، حرك ما تبقى من ماكنة الإعلام الروسي، وقال:"أتمنى ألا يركز زعماء هذه الدول الثلاث ورئيس رومانيا فقط على دعم أوكرانيا من خلال ضخ المزيد من  الأسلحة"، مضيفا أن ذلك سيكون "غير مجد على الإطلاق وسيؤدي إلى مزيد من الأضرار التي لحقت بالبلاد".
.. بعد عام من الان، قد يعيد اى مؤرخ عسكري أوروبي، دراسة وضع هذه الدول التي، تنحاز نحو نداء الحرب، دون جدية في خلاص ممكن، فالوضع في الجيش الروسي، يستنزف العالم، قبل أي جيش أوروبي.. أليس كذلك؟.