تقرير بريطاني: جدري القرود انتشر خلسة في أوروبا ويواصل التفشي عبر العالم

رفعت منظمة الصحة العالمية مستوى تهديد جدري القردة للعالم إلى "معتدل"، اليوم، وذلك في بعد وصول الفيروس المداري إلى عشرات البلدان، محذرة من ان خطورته قد تصل إلى "درجة مرتفعة".

وقالت منظمة الصحة العالمية إن انتشار الحالات التي لا علاقة لها ببعضها البعض أو بأفريقيا يعني أن الرقم الحالي لإصابات جدري القرود "من المرجح أن يكون أقل من الواقع''، محذرة من أنه إذا استمرت العدوى، فقد يبدأ الأشخاص المعرضون للخطر والأطفال في الإصابة به.

ووفق تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، اليوم الاثنين، وصل المرض، الذي تم اكتشافه لأول مرة في أوائل مايو الماضي، إلى 24 دولة وتم تسجيل 106 إصابة به داخل بريطانيا غالبيتهم من الرجال الشواذ الذين يمارسون الجنس مع رجال أمثالهم.

وبحسب التقرير هناك أيضًا مخاوف متزايدة من انتقال الفيروس إلى الحيوانات البرية ثم تتحول إلى مرض مستوطن لاحقا في جميع أنحاء العالم، كما هو الحال في أجزاء من وسط وغرب إفريقيا، كما أن انتقال جدري القرود بين البشر والحيوانات سيزيد من خطر تحور جدرى القرود. 

انتشار جدري القرود في الخفاء

يأتي ذلك بعد أن ادعى طبيب سابق في منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي أن جدري القرود ربما يكون قد انتشر في الغرب لسنوات دون أن يتم اكتشافه، ولا يمكن للعلماء استبعاد أن التفشي الحالي قد تأجج من قبل حفلات المثليين في أوروبا.

كما حذر خبراء بريطانيون من أن المزيد من المهرجانات الموسيقية يمكن أن تكون أحداثًا مؤثرة في الانتشار هذا الصيف، وسلطوا الضوء على حدث Mighty Hoopla الذي يستمر يومين في لندن في نهاية هذا الأسبوع لأنه "سيجذب الكثير من الأشخاص المثليين''.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن “الظهور المفاجئ” و''النطاق الجغرافي الواسع'' للحالات يشيران إلى انتقال الفيروس على نطاق واسع بين البشر والذي ينتشر من خلال ملامسة الجلد للجلد ولعاب الأشخاص المصابين.

كما حذرت من أن زيادة حالات الإصابة بجدرى القرود تشير إلى أن الفيروس "ربما كان ينتشر دون التعرف عليه لعدة أسابيع أو أكثر".

ويمكن لجدري القرود أن يقتل حوالي 10 في المائة من المصابين، أما السلالة الأكثر اعتدالًا المسؤولة عن الانتشار حاليا تقتل واحدًا من كل 100 مصاب على غرار فيروس كورونا Covid عندما ظهر لأول مرة.  

خريطة انتشار جدري القرود

وأكدت 24 دولة حتى الآن حالات إصابة بفيروس جدري القرود، وسجلت إسبانيا والمملكة المتحدة والبرتغال معظم الإصابات، فيما بلغ إجمالي الإصابات حول العالم حوالي 436 شخصًا حتى الآن.

ونظرًا لأن الجدري وجدري القرود متشابهان جدًا، يُعتقد أن الذين تلقوا اللقاح لديهم مناعة تقدر بـ 85 في المائة ضد جدري القرود.

يأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه الدكتور ويل نوتلاند، من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، من أن المهرجانات قد تزيد من انتشار الفيروس، حيث تم ربط التفشي الحالي في بريطانيا بأول حالة قادمة من نيجيريا إلى المملكة المتحدة في 6 مايو الماضي، بجانب مهرجان فخر المثليين في غران كناريا، ومهرجان آخر في بلجيكا ومهرجان "ساونا" في إسبانيا.

في وقت سابق من هذا الشهر، قال الدكتور هانز كلوج، المدير الإقليمي لأوروبا في منظمة الصحة العالمية، إنه قلق بشأن "التجمعات الجماهيرية والمهرجانات والحفلات"، التي يمكن أن تسرع نقل العدوى، مؤكدا أن الإصابات تم تحديدها بين الذين يمارسون نشاطًا جنسيًا شاذا، وتخلق أعراضًا غير مألوفة.

 وتم اكتشاف جدري القرود لأول مرة في قرود المختبرات في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وعادة ما يكون خفيفًا ولكن يمكن أن يسبب مرضًا شديدًا في بعض الحالات.