رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطعام.. من التمييز والتحريم إلى الدور السياسي والوجودي

سارتر في المطعم
سارتر في المطعم

يذهب الكاتب كريستوف ربات، أستاذ الدراسات الأمريكية في معهد الدراسات الإنجليزية والأمريكية بجامعة بادربورن في ألمانيا بأن زيارة المطعم لا تأتي من أجل الخوض في جدل مع آخرين، وليس من أجل قراءة جريدة، بل دوما يكون الذهاب للمطعم من أجل الاسترخاء، “فهو برأيه أحد أبزر الأماكن المناسب لإجراء أحاديث رومانسية”.

الطعام والتمييز العنصري 

 كيف لعب المطعم دور في الثقافة، وكيف كان جزء رئيس من أبرز أدوات التمييز العنصري، في موروثنا الثقافي كان ومازال الشائع لدينا  كمصريين ان وجبة "الملوخية"، كانت من ضمن أبرز المحرمات على المصريين وجاء تحريمها عبر الحاكم بأمر الله، وذلك بسبب حبه الشديد للملوخية، لدرجة أنه كان يزرعه في حديقة قصره.

من جملة المحرمات في العصر الفاطمي، كانت الأرانب التي منع الفاطميون المصريين من ذبحها وتناولها استنادا لتحريمها طبقا للمذهب الشيعي.

 المطاعم وسارتر 

ذهب  كتاب "كريستوف ربات “في المطعم.. ثقافة الطعام. حكايات من بطن الحداثة”، الصادر عن مؤسسة كلمة وترجمة محمد أبو زيد  إلى أحد مراسلي مجلة تايم ولا يف الأمريكية كان يراقب جان بول سارتر في مقهى فلورا، حيث كان يمكن مقابلته هناك، يكتب ويحاضر ويستقبل ضيوفه، ويقود أحاديث ويعمل ويعطي مقابلات.

واهتم المراسلين الصحفيين الأمريكيين من صحف مثل تايم ولا يغ والنيويورك تايمز بطبيعة تحركات المثقفين الفرنسيين ومطاعمهم المفضلة.

ويذهب الكتاب إلى أن التأكيد على أن "الافتتنان الأمريكي بالفلاسفة الذين يأكلون خارج البيت ليس وليد الصدفة البحتة، ففى الولايات المتحدة في فترة ما بعد الحرب يتم من جديد تعريف دور المثقفين. مفكرون مؤثرون لم يعودوا يرون أنفسهم دخلاء نزاعين إلى الانتقاد، بل وطنيين، من الطبقة الوسطى. فهم المحرضون من أجل مجتمع جديد وفعال يجعل نفسه الآن في خضم الحرب الباردة.

التقارير الصحفية الأمريكية تصف سارتر وسيمون دى بوفوار من متعلق اللذة والمتعة ممن لا يمكن أخذهما على محمل الجد. في حين يتم النظر إلى تشاؤمهما اليساري كونه وضعا متكلفا، فنمط حياتهما يبدو إثباتا، بالطريقة الأكثر وضوحا على تناقضات المذهب العقلاني الأوروبي.