رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العيوب الفنية للسيارات.. «نعوش طائرة» على الأسفلت والشركات تتهرب

السيارات
السيارات

"لولا العناية الإلهية لكانت حدثت لنا كارثة"، كلمات إحدى السيدات التي تقدمت بدعوى قضائية مؤخرًا تتهم فيها واحدة من كبرى الشركات الموردة للسيارات في مصر بتعريض حياتها للخطر، بعد اكتشافها عطلًا فنيًا في السيارة كاد أن يقضي على حياتها وعلى من يرافقها إذ أنه بالفعل تسبب في إحداث جروح كبيرة في وجه طفلها الذي كان يستقل معها السيارة أثناء السير بها وكاد أن يتسبب فيما أكثر من ذلك من إصابات.  

لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يقدم عدد من المواطنين شكاوي ضد الشركات الموردة للسيارات نتيجة العيوب الفنية الخاصة ببعض السيارات، والتي كادت أن تتسبب في وقوع حوادث تودي بحياتهم.

ومن المُلاحظ أن ذات الشركة التي اشتكت منها السيدة مؤخرًا قُدم ضدها إلى جهاز حماية المستهلك العديد من الشكاوى السابقة، وكانت أبرز هذه الشكاوى بخصوص عداد معدل دوران محرك السيارة «RPM» الذي يرتفع إلى أقصى درجة له، بالتزامن مع وجود رعشة غير عادية فى السيارة.

أحد ملاك سيارة هيونداى توسان 2019، أوضح أنه بعد شرائه السيارة من الشركة الموردة الشهيرة، فوجئ فى صباح اليوم التالى بارتفاع عداد السرعة إلى 2.5 مع وجود رعشة شديدة في السيارة، وأكد أنه توجه مباشرة إلى مركز صيانة هذه الشركة، فأخبره أن هناك عيبا بالسوفت وير الخاص بالسيارة، كما وعدوه بإصلاحه، إلا أنه حين توجه لاستلام السيارة وجد العيب ما زال موجودًا، فتوجه مرة أخرى إلى المركز، فاحتفظوا بالسيارة عدة أيام ولم يخبروه بما فيها من عيب، وعند استلامه لها للمرة الثانية، وجد العيب ذاته ما زال موجودا، ليخبره حينها مركز الصيانة أنهم بعثوا برسائل إلى الشركة المصنعة فى كوريا، واتضح أن العيب فى وحدة التحكم وأنهم سيقومون بإصلاحه، وظلت السيارة لدى المركز لمدة تقارب 15 يومًا، وبعد استلامها بعد هذا العناء يقول "فوجئت بالعيب ما زال موجودا بل أن السيارة أصدرت دخانًا مني على الطريق ولولا عناية الله لوقعت لي كارثة كبيرة".

وتابع أنه ظل الوضع بينه وبين المركز مستمرا لأكثر من 4 أشهر دون جدوى، فما كان منه إلا أن توجه إلى جهاز حماية المستهلك، الذى قرر تحويل الشكوى إلى كلية الهندسة جامعة حلوان، وبدورهم وجهت اللجنة المشكلة من أساتذة هندسة السيارات فى قرارها، بأن هناك عيب تصنيع خطيرًا فى السيارة.

وحاول صاحب السيارة التفاوض مع "توكيل السيارات الشهير" من خلال جهاز حماية المستهلك، لاسترداد ثمن السيارة الذي يبلغ 500 ألف جنيه، إلا أن الشركة رفضت إرجاع المبلغ، كما رفضت استلام السيارة، فما كان من الرجل إلا أن أطلق تحذيرات للمواطنين من التعامل مع الشركة.

الأمر ذاته تكرر مع شخص أخر الذي اشترى إحدى السيارات ذات الأنواع الشهيرة، إلا أنه وجد بها عيوبًا فنية وبعد تردده أكثر من مرة على مركز الصيانة المعتمد تعنتوا معه واحتاروا فى تحديد العيب وإجراء الصيانة اللازمة، لدرجة أنه تعرض للإهانة والسب وتعدى عليه مسئولو المركز، بسبب مطالبته للشركة باسترداد أمواله التى تبلغ 610 آلاف جنيه، لكن الشركة حاولت إرهابه لإجباره على عدم الإعلان عن عيوب السيارة والقبول بها بهذا الشكل الذى يعرض حياته للخطر، ويضيع عليه أمواله.

مُشكلات الإطارات كذلك هي إحدى عيوب تصنيع السيارات التي تتسبب في أخطار جسيمة فقد سجلت عيوب فنية خطيرة فى «إطارات» ماركة «هيونداى ألنترا HD » موديل 2017/2018/ 2019، وتصاعدت حينها الأزمة بشكل كبير، الأمر الذي استدعى تدخل جهاز حماية المستهلك لحل أزمة مشكلة فنية فى جنوط السيارات الخاصة بهذا الموديل، وذلك بعد تعدد الشكاوى أمام الجهاز وتقدمهم باستغاثات متفرقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أدى إلى إعلان الشركة صاحبة توكيل هذه الموديلات في بيان رسمى أرسلته إلى جهاز حماية المستهلك،  عن حملة استدعاء وفحص مجانى لتغيير الجنوط ذات الـ10 أضلاع للسيارة هيونداى إلنترا hd موديلات 2017/2018/2019، وقيامها بعملية الصيانة عبر مراكز خدماتها، دون أى تكاليف على العملاء.

وأعلنت وزارة النقل الكورية اعتزام خمس شركات تصنيع سيارات كبرى استدعاء أكثر من 12 ألف سيارة في كوريا الجنوبية لإصلاح عيوب فنية فيها، وتستدعي شركات هيونداي موتور ومرسيدس -بنز وبي إم دابليو وأودي وهانبول موتور، وهي الشركة المستوردة لسيارات بيجو وستروين الفرنسية حوالي، 12463 سيارة في كوريا الجنوبية بسبب وجود مكونات معيبة فيها، وفقا لبيان أصدرته وزارة الأراضي والمرافق والنقل الكورية الجنوبية.

وكانت أبرز العيوب فيها هي بعض المُشكلات بنظام التوقف والتشغيل بسيارة جي في 80 التي ينتجها قطاع جينيسيس للسيارات الفارهة التابع لشركة هيونداي، ومشكلة في خرطوم تزويد الزيت التوربيني في السيارة أيه.إم.جي إي 36 فور ماتيك من مرسيدس بنز، ومشكلة في برنامج التحكم في الإضاءة في السيارة دي 118 من شركة بي إم دابليو، وتسرب محتمل لمياه التبريد في السيارة كروس باك 5ر1 بلو إتش.دي.آي من شركة بيجو الفرنسية.

المستشار أسامة أبو المجد، رئيس رابطة تجار السيارات، قال لـ"الدستور" إن العيوب الفنية للسيارة يتحملها المورد في حال كانت السيارة صنع الخارج، أما في حال كانت صناعة محلية فيتحمل تكلفة إصلاحها أو استبدالها المصنع المُنشئ، وهذا طبقًا لقانون 181 لسنة 2018، متابعا أن هذا الأمر يتم بعد عرض السيارة على كلية الهندسة لفحصها وتحديد حالتها الفنية وما تحتاج إليه من إصلاحات.

 

وأكد أنه في حال امتناع "المورد" عن تعويض العميل سواء باستبدال السيارة أو دفع مبلغ مالي أو إصلاح السيارة، يحال الأمر إلى النيابة لاتخاذ إجراءاتها ثم تحول القضية إلى المحكمة الاقتصادية مشددًا أنه لا محال من تنفيذ حكم القضاء وتعويض العميل.

جدير بالذكر أنه قد كشف الدكتور راضي عبدالمعطي، رئيس جهاز حماية المستهلك، أن الجهاز يطبق حاليًا استراتيجية فعالة لمواجهة وحل أي شكاوى من المستهلكين فيما يتعلق بالسيارات، مشيرًا إلى أن النظام المطبق يعمل على تتبع قطع الغيار الأصلية لحماية المستهلك من المقلد والمغشوش. 

أوضح كذلك أنه في حالة ورود شكاوى من عيب  فني بالسيارات يتم إجراء فحص فني من قبل المختصين والرقابة الصناعية والجودة حسب نوع المشكلة، أضاف أنه بالنهاية يتم تعويض المستهلك سواء من خلال رد الثمن أو استبدال السلعة أو إجراء الصيانة.

أشار أيضًا إلى أن القانون الجديد يحتوي على حقوق وضمانات عديدة تصب في النهاية في ضبط المنظومة الاستهلاكية وحماية المستهلك من كل المخاطر التي من الممكن أن يتعرض لها، مؤكدًا أن القانون الجديد يضمن التزام مقدم الخدمة أو المنتج بالقواعد التي تضمن صحة وسلامة المنتج وجودتها مع ضرورة إعلام المستهلك بالبيانات والمواصفات الخاصة بالسلعة المعروضة أو الخدمة المقدمة.

كما شدد عبدالمعطي، على أن القانون الجديد يعطي قوة وصلاحية لجهاز حماية المستهلك، مشيرًا إلى أن الجهاز استرد 120 مليون جنيه لمواطنين تقدموا بشكاوى ضد شركات السيارات.

وكان قد أعلن جهاز حماية المستهلك العام الماضي عن استدعاء 211 سيارة ماركة مرسيدس CLA class،A Class ،B  لتعديل برنامج وحدة العدادات لوجود عيب عند تشغيل مفتاح ضوء التحذير من المخاطر لأنه قد يتم تعطيل إضاءة المفاتيح الأخري في السيارة (لوحة التبديل، لوحة التحكم العلوية، عجلة القيادة، وما إلى ذلك).

وأشار الجهاز إلى أن المشاكل التي وردت بالسيارة عدم إضاءة نظام ضوء التحذيرإذا قام السائق بتشغيل المحرك حتي يتم إلغاء تنشيط نظام ضوء التحذير من الخطر في حالة إيقاف التشغيل، وسوف تقوم الشركة بإجراء (الكشف والمصنعية) دون أي نفقات إضافية على المستهلك.

ودعا الجهاز المستهلكين للتوجه بشكواهم إلى الجهاز في حالة وجود ما يستدعي ذلك من خلال الخط الساخن 19588 من أي تليفون أرضي أو عن طريق خدمة الواتس آب 01281661880 أو عن طريق الصفحة الرسمية لجهاز حماية المستهلك على موقع التواصل الأجتماعي Facebook، والموقع الإلكتروني للجهاز   www.cpa.gov.eg أوالتطبيق الإليكتروني على الهواتف الذكية جهاز حماية المستهلك.

جدير بالإشارة إلى أنه أعلن الجهـــاز المركـزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفاع عــــدد حـــوادث السيارات على الطرق خــــلال عـام 2019، حيث بلغ 9992 حادث مقـــابل 8480 حادث عام 2018 بنسبة ارتفاع 17.8٪.

وقال الجهاز في تقرير عن معدل الحوادث، أنه ارتفع عدد الوفيات الناتجة عن حوادث السيارات إلى 3484 متوفى عام 2019 بزيادة 12.9٪ وأرجع الجهاز السبب إلى عيوب فنية في المركبة بنسبة 13.5٪ من إجمالي أسباب الحوادث على الطرق عام 2019.