رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الإسكوا»: النزاع في المنطقة العربية السبب الرئيسي لتزايد الحاجة إلى المعونة الإنسانية

لجنة الأمم المتحدة
لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا

قالت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا"، إن المنطقة العربية تعاني من من حلقات نزاع متكررة لها آثار مدمرة تحول دون استدامة مكاسب التنمية، ومن المرجح لموجات النزاع هذه أن تستمر مع بقاء أسبابها الجذرية ومحركاتها، التي ترسخها آثار النزاع المباشرة والطويلة الأمد. 

وأضافت "الإسكوا" في تقرير لها، أنه حتى لو توقف النزاع تمامًا، ستفنى أجيال قبل معالجة ما عانته المؤسسات الاقتصادية وشبكات التجارة من دمار، ومؤسسات الدولة من انهيار، والمجتمعات من تمزق الأثر الدوري للنزاع. 

وضرب النزاع بلدانا عربية عدة، مثل الجمهورية العربية السورية والسودان والصومال والعراق وليبيا واليمن، كما لا تزال دولة فلسطين تعاني من أطول احتلال شهده التاريخ الحديث، وقد أصيب الأردن بالآثار غير المباشرة للنزاعات المستمرة في البلدان المجاورة له. 

وأما لبنان، فما زال يشهد توترات طائفية تحرمه من الاستقرار، وهي عامل أساسي لما فيه من مستويات صارخة من عدم المساواة. وفي عام 2021، بلغ إجمالي عدد سكان البلدان العربية المتأثرين بالنزاعات، أي الأشخاص المتأثرين بشكل مباشر أو غير مباشر بالنزاعات، 180.6 مليون نسمة، يبلغ عدد الشباب والشابات منهم (أي الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 24 عامًا) حوالي 56.04 مليون نسمة".

وأكدت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، أن النزاع في المنطقة العربية هو أيضا السبب الرئيسي لتزايد الحاجة إلى المعونة الإنسانية من أجل سد ثغرات الوصول إلى خدمات أساسية كالغذاء والمياه والرعاية الصحية، ولا يزال الاعتماد شديدًا على هذه المعونة رغم تراجع حدة النزاع في المنطقة.

ولا يزال النزوح القسري في المنطقة عند مستويات قياسية، وسجل عام 2018 أعلى مستويات لأعداد اللاجئين (5.6 مليون)، كما سجل عام 2020 أعلى مستويات لأعداد النازحين داخليا (58.5 مليون). وقد كان المتضررون، غالبًا، من النساء والاطفال، وستتحمل أجيال المستقبل تداعيات هذه المعاناة، لا سيما من حيث الوصول إلى الاحتياجات الأساسية والاستفادة من الفرص. 

ويخيم النزاع بتداعياته على التنمية البشرية في المنطقة، ويكاد يفرض مسار عدم المساواة على جموع غفيرة من شباب المستقبل خلال مراحل حاسمة من حياتهم: الطفولة المبكرة، والطفولة، ومرحلة الانتقال إلى سن البلوغ، وتتأسس ركائز نجاح الإنسان، غالبا، خلال السنوات الأولى من حياته. وحين يتعرض الأطفال للنزاع، يرجح أن يتحملوا ثقل تبعاته طوال حياتهم. وسيكون لانعدام الأمن الغذائي وتراجع الالتحاق بالمدارس والافتقار إلى التدريب المهني، علاوة على تدهور موارد الأسرة وانخفاض الاستثمارات الأسرية في الأطفال عواقب مدمرة طويلة الأمد على الأطفال في البلدان المنكوبة بالنزاعات في المنطقة.