رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بمناسبة مرور 13 عامًا على افتتاحها.. أوبرا دمنهور صرح ثقافي يواكب أحدث مسارح العالم

أوبرا دمنهور
أوبرا دمنهور

تحفة معمارية تتجسد فيها خصائص العمارة المصرية في بداية العقد الرابع من القرن الماضي، هكذا تكون «أوبرا دمنهور»، التي تحتفل دار الأوبرا المصرية اليوم بمرور 13 عامًا على افتتاحها، وينفرد مسرح أوبرا دمنهور باستخدام عناصر معمارية وزخرفية إسلامية الطراز، ونجح المعماري الإيطالي فيروتشي نجاحاً تاماً في المزج بين التخطيط الأوروبي الوافد الذي يتناسب مع الوظيفة، وبين العناصر المعمارية الإسلامية التي كانت مستخدمة منذ العصر الفاطمي وما تلاه من عصور ومنها العقود المنكسرة.

 

تاريخ أوبرا دمنهور منذ التأسيس 

تعتبر دار أوبرا دمنهور هي أوبرا تاريخية شيدت في عهد الملك فؤاد الأول في سنة 1930م على غرار أوبرا القاهرة التي احترقت في سبعينات القرن الماضي،  وقام الملك فؤاد بوضع حجر الأساس لمبنى البلدية والسينما والمكتبة في الثامن من نوفمبر سنة 1930م وقد أطلق على القسم الغربي من المبنى أولاً «سينما وتياترو فاروق»، ثم تغير الاسم من «سينما فاروق» إلى «سينما البلدية» في سنة 1952م، وظل الأمر على ذلك حتى سنة 1977م عندما تغير الاسم إلى «سينما النصر الشتوي»، وأخيراً أطلق عليها «مسرح وأوبرا دمنهور»، أما المكتبة فقد سميت «مكتبة الملك فؤاد»، ثم أطلق عليها اسم الأديب الراحل توفيق الحكيم، ويشغل مبنى البلدية القسم الشرقي، بينما يشغل مبنى السينما والمسرح القسم الغربي.

ونظراً للقيمة الفنية والمعمارية للمسرح، والتي تعبر بصدق عن عمارة المسارح المصرية في بدايات القرن الماضي فضلاً عن إبرازه للعناصر الفنية من زخارف نباتية وهندسية وعقود دائرية وأخرى على الطراز الأندلسي في مجموعة المداخل، ونظراً لأن المسرح قد تم افتتاحه في الثلاثينيات من القرن الماضي وهو يعتبر مكملاً لمسرح سيد درويش بالإسكندرية والذي شيد في عهد الملك فؤاد، فقد قام قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس الأعلى لللآثار بتسجيله كأثر إسلامي بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية في عام 1988م وصدور قرار وزير الثقافة رقم 499 لسنة 1990م بتسجيل المسرح وذلك للمحافظة على عناصره الفنية والمعمارية، وتطبيقاً للمادة الثانية من قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983م، وقد تم ضم المبنى إلى قوائم مباني ذات القيمة الفنية والتاريخية بمحافظة البحيرة بعد العرض على اللجنة المشكلة بقرار السيد رئيس الوزراء الصادر في 30 سبتمبر عام 1998م.

وفي منتصف الثمانينات تدهورت حالة المسرح خاصة من الناحية الإنشائية، فقد أدى عدم إجراء أعمال الصيانة والترميم الدورية للمسرح مع سوء الاستخدام إلى ظهور العديد من المشكلات الإنشائية أهمها تدهور وتحلل الخرسانة المسلحة لأسقف المسرح، وانهيار جزء كبير من قبة صالة المسرح، كما أن ارتفاع منسوب المياه الجوفية وتسرب المياة إلى ممرات المسرح قد أثر على حالة الأساسات بالكامل، وفي الثمانينات أغلق المسرح وتوقفت جميع انشطته التي كانت تمارس عليه وأصبح المسرح في حالة يرثى لها، إلى أن قامت وزارة الثقافة بترميمه وتزويده بأحدث وسائل العرض والإضاءة ليواكب احدث مسارح مصر والعالم.

وفي 7 مايو 2009م، افتتح وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، دار أوبرا دمنهور وشارك في حفل الافتتاح 200 فنان من فرق الأوبرا المختلفة وقام الوزير فاروق حسني بإلقاء كلمة عقبها عرض فيلم تسجيلي عن تاريخ إنشاء المسرح ومراحل الترميم، كما عزف أوركسترا القاهرة في حفل الافتتاح أوبرا "زواج فيجارو" للموسيقار "موتسارت"، وقدمت فرقة باليه القاهرة مشهد من باليه "أوديسيوس"، واختتم الحفل بمشهد من باليه «زوربا».

برنامج احتفال مرور 13 عامًا على أوبرا دمنهور

وبهذه المناسبة تحتفل دار الأوبرا المصرية، بالذكرى من خلال صالون أوبرا دمنهور الثقافى، يستضيف الدكتور محمد رفعت عميد كلية الآداب جامعة دمنهور ويديرها أحمد نوار تحت إشراف الفنان أمين الصيرفي، وخلال الأمسية يعرض فيلم وثائقي عن ترميم مبنى دار أوبرا دمنهور واخر بعنوان 13 سنة أوبرا دمنهور إلى جانب فيلما عن مهرجان الفلكلور الذي يقام سنويا  يليه ويتخلله فقرة غنائية لفصل كورال تنمية المواهب بقيادة المايسترو الدكتور محمد حسني، كما يتم افتتاح معرض تشكيلى لرسومات الأطفال الموهوبين .