رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه.. كيف عبرَّ «دنقل» عن محبته لأشعار «سعدي ودرويش»؟

أمل دنقل
أمل دنقل

نادراً ما يكشف شاعر عن رأئيه فى أعمال شاعر آخر ينافسه من أبناء جيله؛ وهو ما عهدناه فى عالمنا العربي فى إطار الصراع على المنافسة؛ ولكن عندما نذهب الى أمل دنقل، أحد كبار شعراء جيله، نجد أن هذا الأمر لا يشكل له أى حساسية بالمرة؛ ودائما ما يعلن وبكل بساطة دون مواربة عن شعرائه المفضلين فى قائمة متابعاته، ولمن يقرأ قصائده ويتتبع مُنجزه الشعري.

أمل دنقل الذى نحتفى بذكرى رحيله اليوم؛ قال فى حوار صحفى أجراه معه الكاتب سيد عثمان فى مجلة "البيان" الكويتية، 1 ديسمبر 1976، إن أبرز شعراء عصره الذين يتابعهم ويقرأ أشعارهم، هما العراقي سعدى يوسف، والفلسطيني محمود درويش.

 

سعدي يوسف الذى ردد أشعار ديوانه "الأخضر بن يوسف ومشاغله"

بسؤاله «منذ أيام سمعتك تردد أشعارًا للشاعر العراقى سعدي يوسف من ديوانه الأخير (الأخضر بن يوسف ومشاغله) فما الذى يشدك لدى سعدي يوسف؟»؛ قال أمل دنقل: «سعدي يوسف هو أكثر الأصوات الشعرية العربية معاصرة، أنه من الجيل الذى بدأ مسيرته فى الخمسينات؛ لكنه أستطاع– على خلاف أكثر منهم- أن يكون شاعرًا تجد فيه الأجيال التالية نبضها الشعرى، وهذه قيمته الأولى».

أمل دنقل عدد مميزات «يوسف»، حين قال: «قيمته الثانية فى نظري هي تواضعه، فأبناء جيله عادة ما تحس إنهم يرتدون عباءات شعرية مُلونة، وواحد يلبس عباءة المسيح المضطهد، وآخر يلبس عباءة الصوفي الزاهد، وثالث يلبس عباءة النبي الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه، لكن (سعدي) عندما تقرؤه تحس أنه سعدي فقط، تحس أنك جالس مع صديق يروى لك معاناته فى حياء، وهو ليس مبالغًا فى تصوير الآمه، ولا فى تصوير قسوة الآخرين، إنه يروى لك فقط، ويترك لك أن تبدى دهشتك من بشاعة ما هو كائن وبساطة ورقة ما ينبغي أن يكون».

 

محمود درويش وصورة العالم العربى الوردية التى شكلها من إذاعة "صوت العرب"

أشعار محمود درويش عند أمل دنقل لها من التقييم الموضوعي ما لم تجده الآن عند شاعر يقيم أعمال أحد أبناء جيله؛ فهو يرى أن «درويش» عندما كان بفلسطين قبل أن يتركها كانت لديه صورة عن العالم العربى كونها من خلال إذاعة صوت العرب، تفيد أن مصر دولة اشتراكية مرتبطة بالمعسكر الاشتراكي، تُقيم السد العالى، والمصانع، لكنه صٌدم عندما جاء فى زيارة الى الأقصر وأسوان وشاهد بعينه بعض الأناس يسيرون دون حذاء، وعندما دخل حلبة الصراع وشارك فيها بفكره وحضوره، كان لابد أن يلجأ إلى القصيدة الدرامية التى تتشابك فيها الخيوط، وقد لا تلتقي، وقد لا تنحل المعادلة فى ذهنه أبدًا. 

 

أمل دنقل الذي كتب الشعر بدلاً من البكاء

من أشهر قصائده «لا وقت للبكاء» التي ألقاها في حفل تأبين ورثاء الزعيم جمال عبدالناصر، وهي قصيدة عبرت عن طبيعة أمل دنقل الشاعر الذي يكتب الشعر بدلاً من البكاء؛ فكان له 6 دواوين شعرية هي: «البكاء بين يدي زرقاء اليمامة» في 1969، وتضمن الديوان قصائد تتضمن تعبيره عن الصدمة التي أحدثتها نكسة 5 يونيو عام 1967، ثم أصدر «تعليق على ما حدث»، «مقتل القمر»، «العهد الآتي»، «أقوال جديدة عن حرب بسوس» ثم «أوراق الغرفة 8» في 1983، والمستلهم من تجربة مرضه.

 

فعاليات لإحياء ذكرى صاحب "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة"

تقيم لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة بالاشتراك مع بيت الشعر بالقاهرة لإحياء الذكرى التاسعة والثلاثين لرحيل الشاعر الكبير أمل دنقل، وذلك في الساعة السابعة مساء الأربعاء 25 مايو بالقاعة الكبرى بالمجلس الأعلى للثقافة.

ويتضمن البرنامج: كلمة لجنة الشعر أحمد سويلم، كلمة بيت الشعر للشاعر السماح عبد الله، والدكتور حسن طلب، والدكتورعادل ضرغام، ومحمد سليمان، والدكتور مصطفي رجب، وعبلة الرويني، والدكتور عبد الحكم العلام، ورامي هلال، وأحمد فضل شبلول قصيدة، ويقدم الأمسية: عماد غزالي.

وكان الشاعر السماح عبدالله، قد أعلن عن البرنامج الكامل لاحتفالية بيت الشعر المصري بالشاعر أمل دنقل، التي يتم تنظيمها بمناسبة إحياء الذكرى الـ 39 على رحيله.

وجاءت الفعاليات، على مدار ثلاثة أيام متفرقة 17 و 18 و 19 مايو الجارى بمسرح مركز الإبداع الفني بساحة دار الأوبرا، بحضور الشعراء والنقاد والفنانين: أحمد عبد المعطي حجازي، الدكتور أحمد درويش، الدكتور أحمد مجاهد، طارق الدسوقي، الدكتورة فاطمة الصعيدي، أشرف عامر، الدكتور أحمد بلبولة، وفي بيت الشعر المصري بيت الست وسيلة، بحضور الشعراء والنقاد: أحمد عنتر مصطفى، الدكتور أبو اليزيد الشرقاوي، عماد غزالي، عذاب الركابي، الدكتور محمد السيد اسماعيل، أسامة الخولي، أمل الشربيني، خالد أبو العلا، أحمد سويلم، الدكتور حسن طلب، الدكتور محمد سليمان، الدكتور مصطفى رحب، الدكتور عبد الحكم العلامي، الدكتور عادل ضرغام، عبلة الرويني، راني هلال، صباح هادي.