رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إفريقيا تريد حياة كريمة

مطالبات إفريقية عديدة بتعميم المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، شهدتها جلسة خاصة عن المبادرة، أقيمت ضمن فعاليات الدورة التاسعة لـ«قمة المدن الإفريقية»، Africites ٢٠٢٢، شارك فيها اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، واللواء عبدالحميد الهجان، محافظ القليوبية، والدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، وحضرها عدد كبير من المسئولين والمحافظين الأفارقة، المشاركين فى القمة، التى بدأت أعمالها الثلاثاء الماضى بمدينة «كيسومو» الكينية، ومن المقرر أن تنتهى اليوم السبت. 

المطالبون بتعميم المبادرة أبدوا رغبتهم فى زيارة مصر، للوقوف على كل تفاصيل تنفيذها على أرض الواقع، وأكدوا أنها نموذج جيد وناجح، يمكن تكراره فى العديد من دول القارة، التى أنفقت مئات الملايين من الدولارات على مشروعات لم تحقق الأهداف والنتائج المرجوة منها. وأشادوا بدور مصر الرائد فى تعزيز آليات العمل الإفريقى المشترك، وتقديمها الدعم اللازم بمختلف صوره إلى دول القارة، و... و... واستوقفنا، أسعدنا وأثلج صدرنا، أن يكون مِن بين هؤلاء مسئولة مهمة فى منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية.

تأسست منظمة «المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية»، UCLG Africa، سنة ٢٠٠٥، بعد توحيد ثلاث مجموعات قارية من الحكومات المحلية، وتضم فى عضويتها ٤٤ رابطة وطنية للحكومات المحلية من جميع مناطق القارة. ويقع مكتبها الإقليمى لغرب إفريقيا فى العاصمة الغانية أكرا، ويغطى ١٥ دولة، وتديره أو ترأسه جولييت ميكون سيل، Juliet Mekone Sale، التى اكتفى بيان أصدرته «وزارة التنمية المحلية»، استسهالًا أو كسلًا ولن نقول جهلًا، بذكر اسمها الأول بعد تغييره إلى «السيدة جوليا»، وللأسف تكرر هذا الخطأ الفادح فى صحف ومواقع إلكترونية عديدة نقلت البيان بنصه وأخطائه وركاكة صياغته!.

المهم هو أن الأستاذة «جولييت»، المديرة الإقليمية بمنظمة «UCLG Africa»، وصفت ما تقوم به الحكومة المصرية فى مبادرة «حياة كريمة» بأنه جهد غير مسبوق، وأعربت عن تطلعها لتبنى تنفيذ هذه المبادرة على الصعيد الإفريقى، وقالت إنها «لا يجب أن تكون مصرية فقط، بل ينبغى أن تمتد إلى باقى الدول الإفريقية، بنفس الأسلوب والمنهج»، واقترحت أن يتبنى وزراء التنمية المحلية الأفارقة هذا التوجه، وأن يتم رفعه الى الاتحاد الإفريقى لدراسته وعرضه على قادة وزعماء الدول خلال القمم والاجتماعات المقبلة.

تأسيسًا على ذلك، عرض وزير التنمية المحلية أوجه التشابه بين الريف المصرى وبعض أقاليم ومناطق الدول الإفريقية، والتحديات المشتركة مثل انتشار ظاهرة الهجرة الريفية الحضرية، وارتفاع كثافة السكان بالمدن، وانخفاض المستوى التنموى. وأشار إلى إمكانية تعميم التجربة المصرية والبناء على الدروس المستفادة منها، لتحقيق الاستدامة متعددة الأبعاد. كما أكد أن مصر خلال استضافتها مؤتمر وزراء التنمية المحلية الأفارقة، فى يوليو المقبل، ستقوم بطرح كل جوانب هذه المبادرة، التى تتسق مع أهداف التنمية المستدامة الأممية، وصارت محل اهتمام المؤسسات الدولية فى العالم بعد إدراجها ضمن أفضل الممارسات على منصة الأمم المتحدة.

كل تفاصيل المبادرة ستكون متاحة للأشقاء الأفارقة، وستعلن مصر لقارتها ما يمكن تبادله من خبرات فى هذا الإطار، حسب ما قاله شعراوى، الذى طالب الشركاء الدوليين بتقديم الدعم والمساندة لتعميم تلك المبادرة فى العديد من دول القارة، التى تنفق مبالغ ضخمة مشتتة، دون رابط ودون تحقيق الأهداف التنموية. وأكد ضرورة وجود تنسيق بين الوزارات لتوجيه الإنفاق فى قطاعات محددة، مشيرًا إلى أن ذلك كان أحد أبرز التحديات التى نجحت الدولة المصرية فى تخطيها بدعم ومتابعة من رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء، وبأسلوب جديد للتعاون بين الوزارات المركزية والمحافظات والمجتمع المدنى، والقطاعين العام والخاص.

.. أخيرًا، ولأن دولة ٣٠ يونيو تُولى دول القارة السمراء أولية متقدمة فى سياستها الخارجية، نتوقع، أو ننتظر، أن يتم تكثيف التواصل والتنسيق والتعاون مع الدول الشقيقة، الراغبة فى استنساخ أو تنفيذ المبادرة، وأن تقوم كل وزارات ومؤسسات الدولة المصرية بتسخير كل إمكاناتها وجهودها وخبراتها، لتحقيق تطلعات شعوبها فى الحياة الكريمة، واستئصال الفقر، الذى يغطى جزءًا واسعًا من رقعتها. بالضبط، كما ساعدت، ولا تزال، دولًا عديدة، إفريقية وعربية، فى تجاوز أزمات مزمنة ومواجهة تحديات عديدة.