رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العالم عند نقطة الغليان.. لماذا يجب على البشرية إعادة تعريف علاقتها مع البيئة؟

مسيرة في يوم الأرض
مسيرة في يوم الأرض بواشنطن | الصورة: Gemunu Amarasinghe / AP

دعا معهد ستوكهولم إلى "اتخاذ قرارات جريئة قائمة على العلم" لمعالجة الأزمات المناخية والاجتماعية والاقتصادية، حيث رأي المعهد أن العالم وصل إلى "نقطة الغليان" والبشرية أضحت في أشد الاحتياج إلى إعادة تحديد علاقتها بالطبيعة إذا كانت تريد معالجة الأزمات المترتبة على تردي الاهتمام بالبيئة والتي ترتب عليها ارتفاع الأسعار مرورا بدرجات الحرارة الشديدة وصولا للفيضانات، وغيرها من الأزمات وفقًا لتقرير صدر من قبل مؤتمر تاريخي للأمم المتحدة.

وذكر البحث الذي أجراه معهد ستوكهولم للبيئة (SEI) ومجلس بيئة الطاقة والمياه إلى أن الحلول لأزمة كوكب الأرض مترابطة وعدم تطبيقها بسبب تقاعس الجهات المعنية وتولية اهتمام اكثر لقضايا دون قضايا، مؤكدا أنه على العالم "اتخاذ قرارات جريئة قائمة على العلم" ومن ضمنها "إعادة التفكير في أسلوب حياتنا كله"، كما أضاف أوسا بيرسون، مدير الأبحاث في المعهد أنه من نواحٍ عديدة، "وصل العالم إلى نقطة الغليان"  خاصة مع وصول درجات حرارة إلى "القصوى" في جنوب آسيا، وتصاعد أسعار الوقود والغذاء، والحروب والصراعات". 

نُشر التقرير قبل اجتماع الأمم المتحدة، ستوكهولم 50، الذي يوافق مرور 50 عامًا على التجمع البيئي المحوري في العاصمة السويدية في عام 1972، ويشير إلى إن التغيير التحويلي يمكن أن يحدث من خلال "جعل أنماط الحياة المستدامة وهو الخيار السهل عبر الترويج لنماذج الأعمال التي تركز على الخدمات المقدمة، وليس المنتجات المصنوعة".

قالت نينا ويتز، من نفس المعهد أن الفرص كبيرة أمام صانعي السياسات لاتخاذ الإجراءات لصنع التغيير" ووصفت هذا بأنه يمنحها الأمل، خاصة بعدما عكس الرأي العام الإلحاح والرغبة في تغيير أنماط الحياة، وكذلك مطالبات الشباب في جميع أنحاء العالم وممارساتهم لمكافحة تغير المناخ، والتدهور البيئي والظلم الناتج عنه، وساعد في هذا التطور التكنولوجي الذي سهل استيعاب ما يحدث بشكل أسرع مما كان متوقعًا.

شملت توصيات التقرير استبدال الناتج المحلي الإجمالي كمقياس وحيد لقياس تقدم الدول والتركيز بدلاً من ذلك على المؤشرات التي تأخذ في عين الاعتبار "الثروة الشاملة، التي من ضمنها مؤشرات البيئة"، والاقتصاد القائم على الرعاية في الاعتبار، وإنشاء منتدى منتظم للأمم المتحدة بشأن أنماط الحياة المستدام، وحملة عالمية حول التربية على الطبيعة للأطفال، وتحويل علاقة الناس اليومية بالطبيعة من خلال دمجها في المدن؛ وحماية الرفق بالحيوان والتحول إلى المزيد من النظم الغذائية القائمة على النباتات. كما تقول إنه يجب على صانعي السياسات الاستفادة من المعرفة المحلية الأصلية، بالإضافة إلى دعوته إلى تحسين التنسيق بين الدول لمعالجة الأزمات البيئية وغيرها من الأزمات ومساءلة أقوى لأولئك الذين يفشلون في التصرف.

وينص على أنه "يجب محاسبة الدول والشركات والمواطنين على أفعالهم وتقاعسهم". "نحن بحاجة إلى آليات إبداعية جديدة لتعزيز المساءلة البناءة، التي تحفز وتؤدي إلى عمل جريء وتغيير."

أنشأ مؤتمر الأمم المتحدة لعام 1972 المعني بالبيئة البشرية إطار عمل ووضع جدول أعمال عالمي للبشر والبيئة، مع التزام رؤساء الدول بحماية وتعزيز صحة الإنسان والبيئة ورفاههما، ويقول المنظمون إن مؤتمر ستوكهولم 50 الشهر المقبل يهدف إلى أن يكون بمثابة نقطة انطلاق لـ "عقد عمل" للأمم المتحدة والمساعدة في الوفاء بالتعهدات التي تم التعهد بها بشأن تغير المناخ والتنوع البيولوجي واعتماد خطط التعافي الخضراء بعد كوفيد -19.