رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قضية جديدة ضد «فيسبوك».. هل تتوقف الشركة عن استغلال الأفارقة؟

محامية المدعي في
محامية المدعي في مؤتمر صحفي بنيروبي تصوير: باز راتنر/رويترز

أقام مشرف موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» سابق في كينيا، دعوى قضائية ضد مالكه «مارك زوكينبرج»، زاعمًا أن ظروف العمل السيئة لمشرفي المحتوى المتعاقدين خارجيا، تنتهك الدستور الكيني حسبما نُشر بتقرير لجريدة الجارديان البريطانية.

يزعم الالتماس، المقدم أيضًا ضد شركة «سما»، المتعاقد الخارجي الذي عينته «فيسبوك»، للتعاقد الخارجي المحلي في كينيا، أن الموظفين الذين يديرون منشورات الموقع في كينيا قد تعرضوا لظروف عمل غير مقبولة بما في ذلك الأجور غير المنتظمة، وعدم كفاية الدعم الطبي للصحة العقلية والنفسية، وخرق قانون النقابات، وانتهاك خصوصيتهم وكرامتهم.

وليست تلك المرة الأولى التي يقاضي موظفي «فيسبوك» أرباب عملهم، حيث وافق قاضٍ في كاليفورنيا على تسوية بقيمة 85 مليون دولار بين موقع التواصل الاجتماعي وأكثر من 10000 مشرف محتوى اتهموا الشركة بالفشل في حمايتهم من الإصابات النفسية الناتجة عن مشاهدتهم للصور العنيفة التي تعد جزءا من روتين عملهم اليومي، العام الماضي حسبما ذكر تقرير موقع «أفركيانيوز».

جاء هذا بعدما رفضت شركة «فيسبوك» الاعتراف بارتكاب مخالفات في قضية كاليفورنيا، لكن الشركة وافقت على اتخاذ تدابير لتزويد مديري المحتوى، الذين يعملون من قبل شركات تابعين لجهات خارجية، ببيئات عمل أكثر أمانًا

تم رفع الدعوى القضائية الكينية نيابة عن «دانيال موتاونج»، الذي تم توظيفه في عام 2019 من جنوب إفريقيا للعمل لدى شركة سما في نيروني التي تعمل بالنيابة عن شركة "فيسبوك" ويقول «موتاونج» إنه لم يتم إعطاؤه تفاصيل حول طبيعة العمل الذي سيعمله قبل وصوله.

أول فيديو يتذكره «موتاونج» كان فيديو لقطع رأس، ويقول أن راتبه لم يكن كافي لدعم صحته العقلية.

وقال «موتاونج» لرويترز «تم تشخيصي باضطراب ما بعد الصدمة الحاد» وأضاف «أنا أعيش ... فيلم رعب».

قال محامو «موتاونج» أن شركة فيس بوك وسما" خلقا بيئة خطيرة وغير مهينة حيث لم يتم منح العمال نفس الحماية مثل الموظفين في البلدان الأخرى، وقالت محامية «موتاونج»، ميرسي موتيمي: "إذا كان الناس في دبلن لا يستطيعون النظر إلى المحتوى الضار لمدة ساعتين، فيجب أن تكون هذه هي القاعدة في كل مكان". "إذا كانوا بحاجة إلى طبيب نفساني تحت الطلب، فيجب أن ينطبق ذلك في كل مكان."

وبعد وقت قصير من انضمام «موتاونج» لشركة سما حاول تشكيل نقابة للدفاع عن حوالي 200 عامل في الشركة في نيروبي.

وتم فصله بعد فترة وجيزة، وهو الأمر الذي يقول هو ومحاموه إنه كان بسبب محاولة تأسيس النقابة رغم أن الحقوق النقابية منصوص عليها في الدستور الكيني، ولم تعلق شركة سما على هذا الادعاء.

يذكر أنه تم الكشف عن تجربة «موتاونج»لأول مرة في تحقيق نشرته مجلة Time في فبراير الماضي، وكذلك يذكر أن شركة "فيسبوك" أصبحت تحمل اسم «ميتا» اليوم.

الدعوى المرفوعة من قبل شخص واحد نيابة عن المجموعة، تسعى للحصول على تعويض مالي، وأمر بأن يحصل الوسطاء الخارجيون على نفس مستوى الرعاية الصحية والأجور مثل موظفي الشركة الداخليين، وحماية حقوق النقابات، ومراجعة حقوق الإنسان المستقلة للمكتب.

وقال متحدث باسم «فيسبوك»، لـرويترز: "نحن نتحمل مسؤوليتنا تجاه الأشخاص الذين يراجعون المحتوى للشركة على محمل الجد ونطلب من شركائنا تقديم رواتب ومزايا ودعم رائد في الصناعة. نحن نشجع أيضًا مراجعي المحتوى على التحدث عن المشكلات التي يوجهونها عندما يصبحون على دراية بها"، وأكد أن إجراء عمليات التدقيق مستقلة بانتظام لضمان تلبية شركائنا للمعايير العالية التي تتوقعها شركة فيس بوك.

ورفضت شركة العمالة الخارجية «سما» التي تعاقدت معها شركة «فيسبوك» لجلب العمالة الكينية، التعليق قبل النظر في الدعوى، لكنها رفضت في السابق مزاعم بأن موظفيها حصلوا على رواتب غير عادلة، أو أن عملية التوظيف كانت مبهمة، أو أن مزايا الصحة العقلية لم تكن كافية.

تعد طلبات العمل المحددة في الدعوى القضائية أكثر دقة واتساعًا من تلك المطلوبة في القضايا السابقة ويمكن أن يتردد صداها خارج كينيا.

أما المنظمات غير الربحية مثل مؤسسة موزيلا وهي منظمة عالمية غير ربحية مقرها الولايات المتحدة ومكرسة لحقوق الإنترنت قالت في تصريحات لها أنه سيتعين على فيسبوك أن يكشف الكثير عن كيفية إدارته لعمليات التوظيف.

على الصعيد العالمي، يقوم الآلاف من الوسطاء بمراجعة منشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي يمكن أن تصور العنف أو العري أو العنصرية أو أي محتوى مسيء آخر، ويعمل الكثير منهم لصالح شركات توظيف خارجية بدلا من شركة فيس بوك الأم..