رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بـ القانون! بـ القانون!

تصدق يا أستاذ!
تصدقي يا هانم!
أنا اقتنعت خلاص! اقتنعت إنه الست المعتدى عليها في المنوفية لازم تاخد حقها بـ القانون.
أيون، يعني إيه؟ يعني تروح قسم الشرطة تعمل محضر، وضابط الشرطة يكون محايد، مالوش دعوة بـ المواطنين أطراف المشكلة، لا بـ جنسهم ولا ديانتهم ولا خلفياتهم الاجتماعية، صح، وبعدين؟
بعدين حضرتك لازم يستدعوا الراجل اللي الست بـ تدّعي في المحضر إنه ضربها، ما هو أنا كـ شرطة ما أعرفش دا حصل ولا لأ، فـ هي بـ النسبة لي "بـ تدّعي"، فـ ييجي الراجل وناخد أقواله:
س: الست دي بـ تتهمك إنك ضربتها
ج: ....
ما نعرفش بقى جيم دي فيها إيه، لكن الأمور هـ تتحرك بناء عليها، ممكن يقول إنه ما حصلش، ممكن يقول إنه كان هزار، ممكن يقول إنها كانت مشاجرة وهي اللي بدأت بـ التعدي عليه لفظا، ممكن يقول إنها داخلة تسرقه، ممكن يقول أي حاجة. 
أنا كـ شرطة مش هـ أصدق أي طرف عمياني، فـ هي عشان تثبت إنه ضربها لازم تجيب تقرير طبي بـ الإصابات اللي حدثت نتيجة الضرب (مع ملاحظة إنه لا يؤخذ بـ أقوال الشهود في جنح الضرب)
ثم إننا لازم نحقق في أقوال الراجل، فـ هـ نعمل إييييه؟
بـ الظبط، نحطهم هم الاتنين في الحجز، ونحولهم على النيابة (إلا لو الراجل اعترف بـ جريمته النكراء، وقال له: أيوه يا بيه، أنا ضربتها كفين)
طيب، النيابة بقى شاطرة وهـ تعرف تحقق في الموضوع، كويس! كدا إحنا أمام جنحة، جنحة عادية اسمها جنحة ضرب، عقوبتها إيه في القانون؟
الإجابة: لا شيء
أتمنى لو فيه سادة محامين أو قضاة بـ يقروا، يصححوا لي لو غلطان، القانون المصري ينص:
"إذا وقع حادث الضرب ولم يُصب المجني عليه بأي جروح أو كدمات أو أي نوع من أنواع الإصابات فلا يعاقب عليها القانون"
ودا لوجيك حضرتك، لو كل واحد ضرب واحد قلم، بقى موضوع وقضية، المحاكم مش هـ تعرف تشتغل، لـ إنه دي حاجة بـ تحصل في مصر كل ثانية، فـ لو حضرتك مفيش تقرير طبي يثبت إصابات في المعتدى عليه، كل سنة وإنت طيب
جنحة الضرب (البسيطة) لما الضرب يؤدي لـ إصابات علاجها في أقل من 21 يوم.
فـ الواقع يعني أنا مش عارف العشم في القانون جي منين؟
يعني الجلسات العرفية دي كويسة؟
الإجابة:
يا سيدي الفاضل، هو مفيش حاجة كويسة في البلد، بـ معنى إنه كل المنظومات مخربأة، فـ مش قصة كويس ووحش، بس قصة حضرتك عايز إيه؟ عايز توصل لـ إيه؟ وعايش على الأرض، ولا بـ تفكر في "ما ينبغي".
الحادث مش مؤسف، الحادث شنيع، والقصة فيه "مش حقها" (مع احترامي الكامل ليها) لكن حقنا جميعا، شيء مؤلم إنه ضربها بـ القلم، لكن مؤلم أكتر إنه أساسا فكر في الموضوع كدا، فكر إنه الناس المفروض تمشي على مسطرته هو، ودينه هو (حسب تفسيره هو)
مشكلة إيده اللي ضرب بيها هينة جدا إذا قيست بـ مشكلة دماغه، مشكلة دماغه اللي هـ تخليه هو وأمثاله يتفننوا في التضييق على الآخرين وتعذيبهم، ولو ع القانون مفيش أسهل من التحايل عليه.
فـ الليلة مش في عقابه "قانونا"، إنما في تجريسه "اجتماعيا" قبل كل شيء، والتركيز على إنه جريمته، هو إنه تدخل فيما لا يعنيه، وتغول على غيره، ولو بـ نظرة عين فيها إدانة، إيه كيفية التجريس؟
محتاجة تفكير شوية وإبداع شويتين، إنما دخولنا في قصة عرفي ولا قانوني وإدانة اللي مشيوا في المسار العرفي، هو تحويل لـ مسار الموضوع بـ الكامل ونقله من مشكلة عقائدية مجتمعية لـ قصة "حقوقية قانونية" بينما الشق "القانوني" في الموضوع تافه، الجسيم هو الشق الاجتماعي والديني، بـ التالي إحنا بـ نحرث في البحر، ونفش غلنا شوية وخلاص.
المسار القانوني هنا عاجز تماما فضلا عن إنه أحيانا (وإن كان هذا يبدو غريبا) ما يهمش تفكر في الحل، قد ما يهم إنك تشاور ع المشكلة.
مهم جدا نكثف جهودنا:
هنا فيه مشكلة
هنا فيه مشكلة
هنا فيه مشكلة
أكتر بـ كتير من إنه حلها كيت وكيت.
طبعا
ما ناقشتش اللي بـ يقولوا: تضربه زي ما ضربها، أو بـ اللي بـ يستشهدوا بـ قصة عن عمر بن الخطاب لـ إنه دول يرد عليهم الجنرال عمر سليمان في الميم الشهير:
إنتو مفيش .......