رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خريطة تحقيق السعادة: التفكير الإيجابي للمشاركة المجتمعية وممارسة الرياضة

التفكير الإيجابي
التفكير الإيجابي للمشاركة المجتمعية

مع أجواء البهجة والسعادة التي يجلبها عيد الفطر المبارك للجميع، ربما يريد الكثيرون أن يوقفوا الزمن لكي تظل أيام الإجازة فترة أطول، للتمتع بمزيد من السعادة ولكن ماذا لو اتخذنا السعادة قرارًا في حياتنا اليومية؟

في كتابه «قبل السعادة: المفاتيح الخمسة المخفية لتحقيق النجاح ونشر السعادة والحفاظ على التغيير الإيجابي»، يقول خبير علم النفس الإيجابي شون أكور، إنه يمكننا التأثير على عقولنا للشعور بمزيد من السعادة من خلال أفعالنا اليومية، عبر معرفة الأشياء الجيدة التي يمكن أن تجعلنا نعيش حياة مرضية وناجحة، والأشياء السيئة التي تجعلنا نعيش حياة مملة وقاسية.

ويوضخ «شون» مؤلف الكتاب الفائز بأكثر من ١٢ جائزة تعليمية مميزة في جامعة هارفارد، أن صيغ النجاح الأكثر شيوعًا في مجتمعنا معطلة، ويضيف: «هناك حكمة تقليدية تقول إننا إذا عملنا بجد سنكون أكثر نجاحًا، وإذا كنا أكثر نجاحًا، سنكون سعداء»، مردفًا: «نعتقد دائمًا أننا إذا تمكنا من العثور على الوظيفة الرائعة، أو الفوز بالترقية التالية، سنحصل على السعادة».

ويرى أنه بعد البحث المكثف والاكتشافات الحديثة الأخرى فى مجال علم النفس الإيجابى، يتبين أن هذه الصيغة غير صحيحة، ويقول: «السعادة تغذى النجاح، وليس العكس، وعندما نكون إيجابيين، تصبح أدمغتنا أكثر تفاعلًا وإبداعًا وتحفيزًا وحيوية ومرونة وإنتاجية فى العمل».

ويوضح أن البعض يعتبر هذا الكلام مجرد شعارات فارغة، لكن من خلال البحث الدقيق فى علم النفس وعلم الأعصاب، والكثير من الدراسات العلمية، نتبين صدقها.

ويجيب المؤلف عن ٥ أسئلة مهمة حول السعادة وكيف يمكننا إعادة برمجة أدمغتنا، لتصبح أكثر إيجابية من أجل اكتساب ميزة تنافسية فى العمل وتحقيق المزيد من النجاح والسعادة والتميز.

ويتساءل «شون»: ما الذى يؤثر بشكل فعلى على سعادتنا؟ ويجيب: «أهم ٣ عوامل للسعادة هى التفاؤل والاعتقاد بأن سلوكك مهم وسينجح فى النهاية، والتواصل الاجتماعى، وهزيمة التوتر، ويضيف: «إذا أردنا زيادة السعادة، فنحن بحاجة إلى إجراء تحولات فى العقلية والسلوك».

ويحدد خطوات رئيسية تمكن المرء من زيادة خبرته بالسعادة، وهى «اشعر بالامتنان تجاه نفسك، واكتب ثلاثة أشياء جديدة تشعر بالامتنان لها كل يوم، ومارس تجربة إيجابية مررت بها مؤخرًا لمدة دقيقتين مرة واحدة يوميًا، وانخرط فى تمرين لمدة ١٥ دقيقة لتنشيط الدورة الدموية والقلب، وتأمل»، ويضيف: «راقب أنفاسك تدخل وتخرج لمدة دقيقتين فى اليوم، وانخرط فى عمل لطيف واعٍ، على سبيل المثال اكتب رسالة إيجابية عبر البريد الإلكترونى مدتها دقيقتان تشكر صديقًا أو زميلًا، ويتابع: «نفذ هذه الخطوات لمدة ٢١ يومًا، وستلاحظ تحولًا دائمًا فى عقلك نحو المزيد من الإيجابية».

ويتساءل «ما هى ميزة السعادة بالضبط؟»، ويجيب: «يعمل دماغك من خلال السعادة بشكل أفضل وبطريقة إيجابية، وعندما نبدأ بالتفكير بشكل إيجابى يتحسن كل عمل تجارى أو تعليمى بدلًا من انتظار النجاح فى المستقبل». 

ويشير الكاتب إلى أن ميزة «السعادة» أنها تؤدى إلى نتائج إيجابية رائعة على مستوى الاقتصاد، مثل تحسن المبيعات والإنتاجية وتلقى البعض ترقيات وزيادة تفعيل المشاركة فى العمل، كما يمكن أن تجعلك تعيش لفترة أطول، وتحصل على درجات أفضل، وتكون أعراضك المرضية أقل حدة.

ويعتبر أن السعادة اختيار، لكن يمكن للقادة والشركات تسهيل هذا الاختيار من خلال توفير التعليم حول كيفية زيادة الجرعة الإيجابية فى مكان العمل، وتنفيذ أنشطة للمشاركة الاجتماعية، ويضيف: «أعظم ميزة تنافسية فى الاقتصاد الحديث هى القوة العاملة الإيجابية والمشاركة، والمديرون الذين يدركون ذلك، يركزون على تنمية بيئات عمل إيجابية تؤدى إلى تحقيق السعادة».