رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حشاه أحد الأمراء بالدنانير الذهبية.. تاريخ كعك العيد من الدولة الإخشيدية حتى الآن

كحك العيد
كحك العيد

يرجع الاهتمام بكعك العيد إلى الفاطميين، ولكن قد سبقتهم الدولة الإخشيدية، حتى أن أحد الوزراء الإخشيديين أمر بعمل كعك العيد محشو بالدنانير الذهبية.

أما الفاطميون، فقد توسعوا في العناية بكعك العيد، حتى أنهم جعلوا له إدارة حكومية خاصة عرفت بدار الفطرة، كانت تهتم بتجهيز الكميات اللازمة من كعك وحلوى وكعب الغزال لتوزيعها، وكان العمل فى إعداد هذه الكميات الهائلة يبدأ من شهر رجب وحتى منتصف شهر رمضان، وذلك بحسب ما جاء في كتاب "رمضان زمان" للكاتب الدكتور أحمد الصاوي.

وكان يرصد لإعداد هذه الأصناف ميزانية ضخمة في بعض السنوات وصلت إلى 16 ألف دينار ذهبي، وذلك لشراء الدقيق وقناطير السكر واللوز والجوز والفستق والسمسم والعسل وماء الورد والمسك والكافور.

ورغم محاولات صلاح الدين الأيوبي، للقضاء على كل ما يمت بصلة للفاطميين، إلا أن كعك العيد ظل ظاهرة تستعصي على كل مسعى لوقفها، حتى أن بعض أمراء البيت الأيوبي احتفظوا بالطباخات اللاتي عملن فى القصور الفاطمية لإنتاج الكعك ومن أشهرهن طباخة كانت تصنع كعكًا شهيًا عرف بكعك حافظة.

وبلغ اهتمام المماليك بكعك العيد مبلغًا كبيرًا حتى أنهم اعتبروه من أوجه البر والصدقات التي توزع على الفقراء حتى لا يحرموا منه في عيد الفطر، وتجد فى وقفيات العصر المملوكي أكثر من إشارة لعمل الكحك وتوزيعه على موظفي الجوامع والمدارس وعلى المتصوفة بالخوانق، وكذلك تلاميذ المدارس وأطفال الكتاتيب.

ومن أشهر الوثائق التي تحدثت عن كعك العيد تلك التي تخص مدرسة الأميرة "تتر الحجازية" حيث نص فيها على توزيع كحك العيد "الناعم والخشن" على موظفى مدرستها الشهيدة بحى الجمالية، وكان سكان مصر ولا زالوا بالطبع يتهادون الكعك ويتنافسون في إجادته.

وكان للفن أيضًا دوره في صناعة الكعك، فعملت له القوالب المنقوشة بشتى أنواع الزخارف، وكانت بعض هذه القوالب على هيئة طيور وحيوانات.