رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس العراقي: جفاف بحيرة «ساوة» أمر مؤسف

بحيرة ساوة
بحيرة ساوة

قال رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح، اليوم الأربعاء: إن “بحيرة ساوة، لؤلؤة الجنوب في السماوة، أتذكر زيارتي لها مع والدي عندما كنتُ يافعاً، منبهرا بجمالها وبريقها”.

وأضاف صالح، وفق وكالة الاولى نيوز العراقية، أن “جفاف البحيرة أمر مؤسف وتذكير قاس بخطر التغير المناخي الذي يشكّل تهديدا وجوديا لمستقبلنا في العراق والمنطقة والعالم”، متابعًا “يجب أن يصبح التصدي لتغير المناخ أولوية وطنية للعراق”. 

وفي سياق متصل، كانت قد أثارت صور بحيرة "ساوة" الطبيعية وهي تلفظ آخر أنفاسها الكثير من الجدل على منصات مواقع التواصل الاجتماعي بالعراق.

وأظهرت الصور التي نشرها وشاركها مغردون ونشطاء لبحيرة "ساوة"، التي تقع جنوب غرب السماوة جنوبي العراق، مشاهد صادمة لاختفاء البحيرة تماماً، وسط دعوات غاضبة لتدارك الأمر من قبل السلطات المختصة.

وساوة (23 كلم غرب مدينة السماوة )، هي بحيرة مغلقة تعتمد على المياه الجوفية التي تغذيها من صدوع جدرانها وترتفع عن الأرض المحيطة بها 5 أمتار أي لا يمكن رؤيتها إلا عند الاقتراب منها وتبعد عن نهر الفرات 10 كم وترتفع عن مستوى النهر 11 مترا.

وبحسب الوثائق التاريخية فإن مفردة "ساوة"، كلمة آرامية تعني العجوز، وهي من أقدم البحيرات في العالم التي تشكلت خلال عصر الهولوسين قبل عشرة آلاف سنة.

وتقع البحيرة، وسط صحراء السماوة ومحاطة بجرف صخري مكون من ترسبات كلسية، وتبلغ مساحتها ما يقدر بنحو 12.5 كم2 حيث يبلغ طول البحيرة 4.74 كم وعرضها 1.77 كم.

وحتى الأمس القريب شكلت بحيرة "ساوة"، معلماً سياحياً جذاباً للعديد من الزائرين فضلاً عن كونها من أغرب بحيرات العالم لحفاظها على مياهها رغم موقعها وسط الصحراء وعدم وجود أي مصبات ومغذيات لها سوى المياه الجوفية.

مدير بيئة المثنى، يوسف سوادي، وأوضح خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أن أسباب جفاف البحيرة يتعلق بجوانب متعددة، منها جوانب جولوجية وأخرى بشرية.

وأوضح سوادي أن "الأسباب الطبيعية التي تسببت في جفاف البحيرة تتضمن تغيير الصفائح الزلزالية التي غيرت المجرى الطبيعي تحت الأرض، وكذلك تقلبات المناخ التي باتت تأثيرها شديدة الوقع على البلاد".

واستدرك بالقول: "في جانب آخر أيضا وهو أكثر تأثيراً ويتمثل في حفر الآبار الإرتوازية من قبل الأهالي المزارعين دون الحصول على أي ترخيص من دوائر البيئة، مما أثر بشكل كبير على نضوب تلك البحيرة التي تغذيها المياه الجوفية".

ودعا "سوادي" المجتمع الدولي المتمثل بالمنظمات العالمية إلى "التدخل وإنقاذ هذا المعلم التاريخي الطبيعي والسياحي في العراق"، لافتاً إلى أن وزارته متمثلة بدوائر البيئة دفعت بذلك الملف إلى مجلس الوزراء لوضع الحلول العاجلة وتدارك الأمر قبل فوات الآوان".