رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف وفرت «حياة كريمة» فرص عمل لسيدات القرى المصرية؟

حياة كريمة
حياة كريمة

لم تتوقف إنجازات مبادرة "حياة كريمة" عند إنشاء وتطوير المرافق والبنية التحتية فقط، بل كان لها دورًا رئيسيًا  في بناء المواطن المصري وتمكينه اقتصاديا، من خلال إطلاق العديد من القوافل والمبادرات والمشروعات التي توفر لقاطني القرى المصرية حياة آمنة لا تعوقها أي مشكلات.

وكان للمرأة نصيبًا كبيرًا في الاستفادة من مشروعات المبادرة الرئاسية، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بهدف نقل الريف المصري نقلة تاريخية وحضارية، وإعانة النساء المصريات على إقامة مشروعاتهم الخاصة، وتوفير دخل شهري ثابت يعتمدن عليه في حياتهن.

تواصلت "الدستور" في السطور التالية، مع عدد من المستفيدات من مشروعات مبادرة "حياة كريمة" داخل القرى المصرية، ليرووا لنا ما حققته المبادرة الرئاسية من تغيير كبير في حياتهن، وأشادوا جميعهن بفرص العمل التي أتيحت لهن بعد تنفيذ أعمال "حياة كريمة".

 

شادية حسن: اعتمدت على نفسي ووفرت دخلًا ثابتًا

قالت شادية حسن، صاحبة الـ ٢٥ عامًا، من أهالي قرية تونة الجبل في مركز ملوى بمحافظة المنيا، إنها عاشت ظروفًا صعبة للغاية بعد طلاقها منذ ٥ سنوات، خاصة أن زوجها لم يتكفل بنفقات طفليها، وعانت معاناة شديدة حتى جاءت مبادرة "حياة كريمة" قريتها، ووفرت للسيدات مشغلًا للخياطة يعملن به.

وأوضحت: "تكفل أهلي بتلبية احتياجات أبنائي، لذا كنت أشعر بالحرج الشديد تجاههم، ويضيق بي الحال كلما طلب مني أحدهم  شراء بعض الأدوات المدرسية، فأشعر بالعجز حين انظر في محفظتي، ولا أجد مالًا أعطيهم إياه".

وأضافت "شادية " أن مسؤول المشغل رشحها كي تنضم للعمل به؛ لكونه يعرف بظروفها الصعبة، وبالفعل التحقت بالمشغل، ولم يكن لديها أدنى معرفة عن الخياطة والتفصيل، ولكن بفضل مدربي المشغل تمكنت خلال ٣ أشهر من إجادة تفصيل كافة أنواع الملابس.

وواصلت: "شعرت بفرحة كبيرة حين حصلت على ٣٠٠ جنيه في الشهر الأول أثناء تدريبي بالمشغل، وتضاعفت سعادتي عند تعيني في المشغل، وأصبحت اتقاضى أجرًا ثابتًا أنفق به على أبنائي.

واستكملت أنها تذهب إلى المشغل يوميًا من الساعة ٨ صباحًا حتى ١٢ ظهرًا، مشيرة إلى أن فترة العمل قليلة، مما يمكنها من العودة للبيت مبكرًا، والاعتناء بأولادها، وإعداد الطعام لهم، وقضاء وقتًا كافيًا معهم.

وأشادت أيضًا  بمبادرة "حياة كريمة"، التي علمتها مهنة استفادت منها طوال حياتها، ومكنتها من الاعتماد على ذاتها، مما ساهم في تبدل حالها، حيث أصبح لديها دخلًا ساعدها في توفير قوت أبنائها و مستلزماتهم الدراسية؛ لذا وجهت الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي؛ لاهتمامه بمساندة السيدات بالقرى.

 

أسماء عبد الباسط: ساعدتني على استكمال تعليمي

أثنت أسماء عبد الباسط، صاحبة الـ ٢٤ عامًا، وتقطن بإحدى قرى محافظة المنيا، على دور مبادرة "حياة كريمة" في توفير فرصة عمل لها، وتعليمها مهنة تعينها على الحياة، ووفرت لها دخل أعانها على استكمال تعليمها، وتوفير حياة كريمة لها.

وأوضحت أنها تخرجت من كلية التربية قبل عامين، وبحثت عن عمل، ولكن لم تجد عمل يلائم مؤهلها الدراسي، ولم تيأس رغم محاولتها المتكررة حتى جاءت المبادرة، وأغنتها عن البحث، ووفرت لها عملًا بجوار منزلها.

وذكرت: "رشحني متطوع بمبادرة "حياة كريمة" للالتحاق بالمبادرة؛ كونه يعلم مدى حاجتي لذلك العمل؛ لرغبتي في الحصول على الماجستير، ورغم إنني لا أعرف أي شيء عن الخياطة، ولكن علمت بأن مدربين المشغل سوف يتولوا مهمة تعليمي، فرحت فرحًا شديدًا حينها، وتوجهت إليهم في الصباح الباكر".

وأردفت: "أذهب إلى المشغل ٤ ساعات يوميًا، واحترفتُ خياطة جميع أنواع الملابس، وحصلت على أجر ٥٠٠ جنية شهريًا، ساعدني هذا الدخل على مواصلة تعليمي"، مشيرة إلى ملائمة ساعات العمل لظروف حياتها، حيث مكنها من المذاكرة وإدارة أعمال المنزل بجانب عملها بالمشغل.

واختتمت "أسماء" حديثها مع "الدستور"، لافتة إلى أهمية المبادرة في تغيير حياة الكثيرين من سيدات قريتها بصفة خاصة الأرامل والمطلقات، وتوفير لهن دخل، ساعدهن على مواجهة ظروف حياتهن الصعبة، موجهة الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والقائمين على المبادرة الرئاسية.

عبير محمد: أغنتني عن مساعدات أهلي وأصبحت سندًا لهم

أوضحت عبير محمد، بالغة من العمر ٢٢ عامًا، وإحدى المستفيدات من المبادرة، عن حالتها المادية الصعبة التي عانت منها بعد طلاقها، حيث وقفت عاجزة عن توفير متطلبات ابنها الذي لم يتعدى عمره ٧ سنوات، حتى جاءتها مبادرة "مشغلي"، طارقة باب منزلها، ووفرت لها دخلًا أغناها عن انتظار المساعدات من أهلها.

قالت إن ظروف معيشتها كانت صعبة للغاية، اعتمدت بشكل رئيسي على أهلها في تحمل نفقات أبنها، وكان ذلك يشعرها بالعجز والخجل، لم يكن لديها طريقًا أخر، خاصة أنها رغبت كثيرًا في العمل، ولكن واجهته بالرفض من أهلها؛ نظرًا لتمسكهم بالعادات والتقاليد الموروثة بقريتها التي ترفض عمل المرأة.

وتابعت: "حين جاءت مبادرة "مشغلي" قريتي، طلبت من والدي الانضمام إليها، وكانت المفاجأة الكبرى حين وافق على مشاركتي بها، وتعجبت بشدة، واستفسرت منه عن سبب موافقته السريعة، أخبرني بأنها خاصة بمبادرة "حياة كريمة"، والجميع يثق بها".

واستطردت: "استيقظت مبكرًا في صباح اليوم التالي مباشرة، وتوجهت إلى مقر التدريب، ووجدت العديد من سيدات القرية يشاركن بالمبادرة، حينها شعرت بفرحة كبيرة، بسبب قدرة المبادرة على تغيير فكر الأهالي الراسخ والسماح للمرأة بالخروج للعمل".

واستكملت: "استمر التدريب لمدة شهرين، تمكنت خلالها من خياطة جميع الملابس التي تناسب الكبار والصغار، وأصبحت قادرة على  تصميم مفروشات السرير، حتى تم تعييني بمشغل القرية، وحصلت على راتب شهري يقدر ٥٠٠ جنيه".

وأشارت "عبير" خلال حديثها لـ "الدستور"، إلى أنها كانت في غاية سعادتها بحصولها على أول أجر من عملها بالمشغل،  توافرت معها الأموال؛ لتنفق منها على أبنها، وأصبحت سندًا حقيقيًا له، ولم تعد تنتظر المساعدة من أهلها. 

واختتمت: "اعتمدت على نفسي في الحصول على المال، لذلك أوجه شكري للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي خلصني من ظلام الفقر وشدة العوز والحاجة، وقضى على معاناتي ومشكلات الكثير من نساء القرية.