رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسيحيو القدس يستقبلون النور المقدس 23 أبريل

كنيسة
كنيسة

◄ القدس تستقبل 3000  من حجاج المصريين

◄ القدس تستقبل النور المقدس 23 أبريل

◄ الشركات السياحية تٌطلق أولى رحلات الحج اليوم

◄ أساقفة القدس يرممون كنيسة القيامة

 

بدأت مدينة القدس في استقبال موسم الحج المسيحي، اليوم الجمعة، بالتزامن مع احتفالات الكنائس بأسبوع الآلام وعيد القيامة المجيد.

وبدأت الشركات السياحية، بإطلاق أولى رحلات الحج المسيحي للقدس، اليوم، إذ تطلق كنيسة مارمرقس الرسول بشبرا تفاصيل رحلاتها إلى القدس، وذلك في الفترة من 17  أبريل 2022 وحتى 28 أبريل 2022.

ويتراوح سعر الرحلة لهذا العام ما بين 990 دولارًا إلى 1150 دولارًا، بالإضافة إلى أن السعر يشمل التأمين الصحي الدولي للسفر، والفيزا، وكافة الموافقات الأمنية، والتأمين الصحي ضد كورونا، والإقامة.

فيما تُطلق كنيسة دير الملاك البحري بالقاهرة رحلة الأراضي المقدسة لعام 2022، وذلك في الفترة من 21 أبريل وحتى 28 أبريل الجاري، ويتراوح سعر الرحلة لهذا العام 1050 دولارًا، وتتخلل الرحلة زيارة كنيسة القيامة وطريق الآلام وبيت لحم وجبل الزيتون.

المشاركة في سبت النور

ومن جهته قال أديب جودة، أمين مفتاح كنيسة القيامة بالقدس، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أنه لن يتم السماح بدخول جميع الحجاج للاحتفال بعيد القيامة يوم سبت النور، وذلك لأن الشرطة تغلق المعابر ولا تسمح بدخول من لا تصريح لهم للوصول إلى كنيسة القيامة يوم سبت النور.

مٌضيفًا: وذلك لأن الاحتلال يفرض الأعداد المشتركة باحتفال سبت النور،  لجميع الطوائف لذلك تكون الأعداد نسبيًا قليلة.

ومن جهته قال صبرى يني، عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، إن أعداد الحجاج من الأقباط إلى القدس تتراوح 3000 شخص لهذا العام.

بدء تيسير رحلات الحج بعد توقف

وأعلن أديب الحسيني، أمين مفتاح كنيسة القيامة، عن موافقة الحكومة المصرية على بدء رحلات الحج إلى القدس.

وقال الحسيني في بيان له: نبارك لقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ولنيافة الأنبا أنطونيوس، مطران الكرسي الأورشليمي والكويت والشرق الأدنى، على موافقة الحكومة المصرية  للحجاج الأقباط بالسفر إلى بيت المقدس لأداء فريضة الحج لهذا العام ٢٠٢٢. مضيفا: أتقدم بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي وللحكومة المصرية، على جهودهم المباركة والعمل الدءوب والسماح للحجاج المصريين للسفر إلى بيت المقدس لأداء فريضة الحج والتي حرموا منها منذ عامين بسبب جائحة كورونا.

ويشمل البرنامج السنوي للحجاج الأقباط زيارة المعالم المسيحية في مدينة القدس للاحتفال بعيد القيامة، وهي «عين كارم، وكنيسة يوحنا المعمدان، وحقل الرعاة، ثم التوجه إلى بيت لحم لزيارة مغارة الحليب، وكنيسة المهد.

 

ترميم كنيسة القيامة

ومن جهته كشف أديب جودة الحسيني، أمين مفتاح كنيسة القيامة المقدسة حامل ختم القبر المقدس القدس الشريف، تفاصيل ترميم كنيسة القيامة بالقدس.

وقال أديب جودة، في تصريحاته:"في البداية أبدأ بحدث الترميم الأول والذي تم في عام 2016، ففي عام 2016 تم الاتفاق بين رؤساء الكنائس في كنيسة القيامة المقدسة بترميم مقمورة القبر المقدس، وبدأت أعمال الترميم في شهر 3/2016 استمر العمل لمدة 10 أشهر، حيث أشرف على عملية الترميم خبراء يونان بقيادة البروفيسورة (انتونيا موروبولو) من جامعة أثينا التقنية الوطنية، وشمل الترميم أيضًا إزالة بلاط الرخام، والذي يغطي القبر المقدس وهي المرة الأولى منذ عام 1810 ميلادي، وتم أخذ عينات وإرسالها للمختبرات في أثينا لدراستها".

وتابع: وفي شهر 3/2017 تم الانتهاء من أعمال الترميم وتم الاحتفال حينها بافتتاح مقمورة القبر المقدس وصرح رؤساء الكنائس بأن تكلفة ترميم مقمورة القبر المقدس بلغت 3.5 مليون دولار أمريكي تم تقسيم المبلغ على رؤساء الكنائس، يذكر أن أموال الترميم تم جمعها من قبل ممولين ومتبرعين ورجال أعمال وشخصيات سياسية واجتماعية من جميع أنحاء العالم منهم المسيحيون ومنهم المسلمون، موضحًا: أنه يعتبر هذا الترميم هو التجديد الأول على نطاق واسع منذ التنظيف الذي أعقب حريق الكنيسة عام 1808.

وأضاف: أما اتفاقية الترميم للمرحلة الثانية، والذي تمت بتاريخ 27/05/2019 تم الاتفاق من قبل رؤساء على المرحلة الثانية لأعمال الترميم وتم الإعلان عن هذه الاتفاقية للعامة، وفي 15/3/2022 أطلق رؤساء الكنائس مشروع ترميم أرضية كنيسة القيامة والتي تبلغ مساحتها 1200 متر مربع .

وأوضح: تشمل أعمال الترميم هذه استبدال بلاط الأرضيات التالفة من الجزء الشمالي من القاعة المستديرة، وحفريات في منطقة الأقواس السبعة (أقواس السيدة مريم)، وحفريات من أمام مقمورة القبر المقدس، حيث تشمل هذه الحفريات، تمديد خطوط جديدة للصرف الصحي، والكهرباء، وشبكات الاتصالات وكل ما يتطلبه الترميم، ويذكر بأن أعمال الدراسة والتخطيط بدأ بعد الإعلان عن الاتفاق على ترميم المرحلة الثانية على يد خبراء من جامعة (سابينزا) من العاصمة الإيطالية روما.

وتابع: أما بالنسبة لتنفيذ المرحلة الثانية من الترميم فلقد أوكلت إلى جامعة الحكمة في روما، ومركز حفظ التراث والترميم (لافيتار ريالي بوليتكنك ميلانو)، شركة مانيس من بادوفا، وشركة IG من تورينو، يذكر أن الأرضية الحالية هي عبارة عن أحجار من الفترة الصليبية، أى منذ عام 1149 ويبلغ عمر هذه الأحجار 873 عامًا.

واختتم: وحسب الدراسات الأولية لهذا المشروع فإنه ومن المقرر الانتهاء من هذا الترميم في غضون 26 شهرا أي سنة2025. أما تكلفة المشروع فحسب الدراسات الأولية ستكون حوالي 11 مليون دولار، وستقوم الكنائس بدفع هذه التكاليف، وسيتم جمع أموال مشروع ترميم المرحلة الثانية كما كانت في المرحلة الأولى، فهناك الممولون لهذا الترميم ومتبرعون من جميع الطوائف المسيحية ومن المسلمين أيضًا.

ظهور النور المقدس

ويستعد مسيحيو القدس في 23 أبريل الجاري، للطقس الأهم وهو ظهور النور المقدس منبعثًا من قبر المسيح اليوم السبت، المعروف باسم «سبت النور».

ففى كنيسة القيامة بالقدس، يشهد الأقباط لحظة ظهور النور المقدس عند فتح قبر السيد المسيح، حيث توزع الكنيسة شموعًا على كل الحجاج وتضاء تلقائيا بمجرد ظهور النور المتوهج.

معجزة ظهور النور المقدس من قبر المسيح تحدث بناء على عدة خطوات وطقوس، فى صباح يوم سبت النور وقبل مراسم خروج النور المقدس يتم فحص قبر المسيح والتأكد من عدم وجود أى سبب بشرى لهذه المعجزة، ويبدأ الفحص فى العاشرة صباحًا وينتهي فى الحادية عشر ظهرًا، وبعد التأكد من خلو القبر المقدس من أى مادة مسببة لهذا النور، يتم وضع ختم من العسل الممزوج بالشمع على باب القبر.

تاريخ كنيسة القيامة

كنيسة القيامة أو كنيسة القبر المقدس تختلف عن أي كنيسة أخرى في العالم، وذلك لأنها المكان الذي صلب وقام فيه يسوع المسيح، وتعد من أقدم الكنائس الكبيرة في العالم حيث بنيت عام 335،  ورغم أن أغلب الكنيسة القديمة هدمت نتيجة الحروب و الزلازل، وان ما نراه الآن هو المبنى الذي يعود للقرن الثاني عشر الميلادي الذي بناه قسطنطين منا ماخوس على أنقاض الكنيسة البيزنطية التي بنتها القديسة هيلانة، إلا أن بعض من أجزاء الكنيسة القديمة مازال موجود داخل الكنيسة الحالية.

وتشترك خمس طوائف في كنيسة القيامة، الكنيسة الرومية الأرثوذكسية، والكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية، والكنيسة اللاتينية الكاثوليكة، والكنيسة السريانية الأثوذكسية، و الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ولكل من هذه الكنائس حقوق و اوقات صلاة ومذابح داخل كنيسة القيامة. 

- نظام "الستاتيسكو"

 و هناك أماكن خاصة لكل كنيسة من هذه الكنائس وهناك اماكن مشتركة تصلي بها كل طائفة بحسب نظام "الستاتيسكو" المعمول به في الكنيسة. وذلك لتنظيم الأوقات بين الكنائس و المحافظة على الحقوق.

وتشترك الكنائس المختلفة خلال الأعياد بالأماكن العامة خارج كنيستهم، مثل القبر المقدس و الجلجثة إقامة القداديس والصلوات خصوصا خلال اسبوع الآلام المقدس وعيد القيامة المجيدة وفي أحيان كثيرة تصلي الكنائس في نفس الوقت والمكان كل كنيسة بحسب الوقت المخصص لها وفي الأعياد تدور حول القبر المقدس خلف بعض.

وفي كنيسة القيامة يسمح للشماس بالبخور في الأماكن المقدسة مثل القبر المقدس و الجلجثة ومغارة الصليب، وهذه عادات ترجع لاكثر من ألف وخمسمائة عام،  وتعرف بدورة البخور وهي يومية لكل من الروم والأرمن والأقباط.

برنامج الزيارة

كما يتضمن البرنامج زيارة أريحا، وهناك يصعدون إلى جبل التجربة وزيارة الكنيسة فى قمته، ثم التوجه إلى شجرة زكا، قبل أن يطلوا على وادى قمران، الذي اكتشفت فيه مخطوطات العهد القديم، وبعد ذلك ينتقلون إلى بحر الشريعة، لمن يرغب فى النزول بالملابس البيضاء للتبرك، وجبل الزيتون يكون على جدول الزيارة، كى يحظى الحجاج بإطلالة عامة على مدينة القدس من أعلى الجبل، وتبدأ الزيارة من بيت فاجى ثم كنيسة الصعود وكنيسة أبانا التى توجد بها كتابة للصلاة الربانية بجميع لغات العالم.

وبعد ذلك تتم مشاهدة الكنيسة الروسية ذات التيجان الذهبية، ثم كنيسة الدمعة، وهي مكان بكاء السيد المسيح، قبل النزول حتى بستان جثسيمانى لزيارة كنيسة كل الأمم، وبعد ذلك قبر القديسة مريم العذراء، وزيارة كنيسة القيامة والكنيسة القبطية ودير السلطان.

وثم يقصد الحجاج مدينة الناصرة لزيارة كنائس البشارة وقانا الجليل والتبغا أو عين السبع، وهى كنيسة معجزة الخبزات الخمس والسمكتين، ثم الصعود إلى جبل التطويبات، قبل التوجه إلى كفر ناحوم لزيارة منزل حماة التي شفاها السيد المسيح من الحمى.

ويتم الصعود إلى جبل طابور لزيارة كنيسة التجلى، مع نهاية الرحلة، يكون على الحجاج زيارة جبل صهيون، حيث قبر الملك داود، وكنيستى صياح الديك ونياحة مريم العذراء، ثم المشي على خطى السيد المسيح فى طريق الآلام عبر ١٤ مرحلة، والتوجه إلى منزل قيافا، حيث حبس المسيح، والمرور بالتتابع على كنائس القديسة حنا وبير سلوام والجلد، حتى الوصول إلى كنيسة القيامة التى تحتوى على الجلجثة، أى مكان صلب المسيح، وعمود الجلد ومكان التكفين والقبر المقدس، والختام يكون مع حضور خروج النور المقدس من قبر السيد المسيح.