رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الاختيار 3» يكشف: كيف كان محمد مرسى عروسة ماريونيت يحركها خيرت الشاطر؟

لقطة من المسلسل الاختيار
لقطة من المسلسل الاختيار 3

كشفت حلقات مسلسل "الاختيار 3" ــ القرار، والتي أذيعت حتي الآن، عن سيطرة وسطوة خيرت الشاطر، على محمد مرسي حتى بعدما أصبح رئيسًا لمصر، حتى أنه كان يجبره على مناقشة وأخذ رأيه في أي قرار يأخذه، حتي فيما يخص وزير الدفاع بعد القرار الذي أتخذه لحماية الأمن القومي وحدود مصر، وإصداره لقرار منع تملك غير المصريين في المناطق الحدودية، وهو ما تجلي في حلقة اليوم والتي قال فيها خيرت الشاطر حرفيًا: "أي حاجة تخص وزير الدفاع عايزين نتناقش فيها قبل ما ترد عليه بأي حاجة، وتتجاهله تمامًا، بالبلدي حسسه أنك مش حابب تتعامل معاه".

وعندما يرد عليه مرسي قائلًا: "بس ده فيه خطر كبير، إحنا عايزين الجيش يبقي معانا، والقيادات والمجلس العسكري ممكن يفهموا إننا بنعمل ضده".

فيقاطعه خيرت الشاطر حازمًا بنبرة بها وعيد بلا نقاش: "إحنا عايزين الرسالة توصل له هو، ونكسر شوكته هو".

محمد مرسي، وفي العام الأسود من تاريخ مصر، والذي أعتلي فيه سدة الحكم، كان أشبه بعروسة ماريونيت يحركها خيرت الشاطر كما يحلو له، وتبعًا لمصالحه. 

وفي كتابه "أيام مرسي .. كتاب الصدمات"، والصادر عن منشورات بتانة، يقول الكاتب الدكتور محمد الباز: نظمت جماعة الإخوان في ١٩ أبريل ٢٠١٢ مؤتمرًا أطلقت عليه اسم "شهداؤنا نور نهضتنا" كانت المهمة الأساسية لهذا المؤتمر هي تقديم خيرت الشاطر المرشح المستبعد من سباق الانتخابات الرئاسية لمحمد مرسي الذي أصبح مرشحًا رسميًا للجماعة بعد أن أعلنت اللجنة العليا للانتخابات القائمة النهائية للمرشحين.

قال الشاطر نصًا: "يسعدني أن أقدم لكم أخي الدكتور محمد مرسي، الذي أؤكد لكم أنه أفضل مني بكثير؛ لأنه كان رئيسًا للكتلة البرلمانية، وكان مسئول القسم السياسي بجماعة الإخوان، وهو إن شاء الله رئيس مصر وأنا معه أدعمه بكل ما أوتيت من قوة، فنحن هنا لنتحدث عن مرشح وراءه جماعة وفرق عمل ومشروع النهضة". 

ــ محمد مرسي: أستشعر الطمأنينة وأنا أسير خلف خيرت الشاطر

ويضيف "الباز": كتب محمد مرسي توصيفه بنفسه عندما أخذ الكلمة من خيرت، وقال :"أستشعر الطمأنينة وأنا أسير خلف أخي المهندس خيرت الشاطر، وعندما يحبس كنت أستشعر حبسًا آخر لنفسي".

لا أدري كيف مر هذا التعبير على المصريين، فالمرشح للرئاسة يقول إنه تابع، يسير خلف خيرت الشاطر الذي أعتبر تفضيله له على نفسه من التواضع الذي تميز به، ولكم أن تتخيلوا أن مرسي الذي كان يعد نفسه رئيسًا يقول عن خيرت إنه الأفضل منه؛ لأنه صاحب الرأس الأوسع، وأنه كان ــ ولا يزال ــ وسيظل دائمًا، لا يبدل ولا يغير، وزاد على ذلك بقوله: "هذا النموذج الذي قدمه أخي الشاطر لا أتصور أن أحدًا منا كان يستطيع أن يقدم مثله، وذلك لأن الشاطر اختاره الله أن يكون دائمًا المختبر وصاحب الرؤيا والعقل والخلق".

ويلفت "الباز" إلى أنه: "لم يلتفت محمد مرسي إلى أنه يضلل الناس، ويمنح الشاطر ما ليس له بحق، فلو خيرت هو الذي تنازل من تلقاء نفسه عن الترشح للرئاسة لصالح مرسي، لكان ما يقوله منطقيًا جدًا، لكن خيرت استبعد لأسباب قانونية، ولذلك فلا فضل له على الإطلاق، في أن يكون مرسي هو مرشح الجماعة، لكن ولأن مرسي كان يشعر بالتضاؤل طوال الوقت أمام الشاطر، فقد تحدث عنه بهذه الصورة التي كانت لافتة، لكن يبدو أن الفوضى التي كانت تعيشها مصر حالت دون أن نرى الصورة بشكل جيد".  

ــ الشاطر يدير مصر من وراء الكواليس بأمواله وبرعاية أمريكية مباشرة

ويشير "الباز" إلى تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية بعنوان: "الشاطر سيدير مصر من وراء الكواليس بأمواله وبرعاية أمريكية مباشرة"، موضحًا: سميدار بيري الكاتبة الإسرائيلية والخبيرة في الشئون العربية رأت أن فوز محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية لم يكن بفضل شخصيته أو كفاءته، بل كان ذلك بفضل أموال الملياردير خيرت الشاطر، التي وضعها جميعًا في خدمة وصول مرشح الجماعة إلى قصر الرئاسة في مصر".

لم تكذب الكاتبة الإسرائيلية في حرف واحد مما كتبته، بل كشفه مرسي في الطريقة التي تحدث بها عن الشاطر؛ ولأن الأمور لها دائمًا ما بعدها، فقد ذهبت الكاتبة الإسرائيلية إلى أن الشاطر لن يكتفي بدور المتفرج، بل سيقوم بتحريك مرسي من بعيد، وقد بدا هذا من خلال سفر خيرت الشاطر إلى الولايات المتحدة قبل فوز مرسي بالرئاسة، ليطلع رجال الإدارة الأمريكية على خطته الاقتصادية لانتشال مصر من الفقر كما قال، وذلك حتى لا يتخوف الأمريكان من وصول الجماعة إلى الرئاسة. 

ويوضح "الباز": "سميدار قالت إن خيرت الشاطر خلال هذه الرحلة استطاع أن يقنع الأمريكان بشكل كبير بوجهة نظره وخططه لمستقبل مصر، وهو ما جعلهم لا يستبعدون احتمال أن يدير خيرت الشاطر ــ صاحب الإمبراطورية الاقتصادية الكبري ــ البلاد من وراء الكواليس، وذلك لأن محمد مرسي الذي من المفروض أنه كان المرشح الرسمي للجماعة لم تجمعه لقاءات لا عامة ولا خاصة مع المسئولين في الإدارة الأمريكية".

كان المرشحون في الانتخابات الرئاسية في ٢٠١٢ كما ترى الكاتبة الإسرائيلية حريصين جدًا على عرض خطتهم الاقتصادية خلال حواراتهم وجولاتهم الانتخابية، وهو ما فعله محمد مرسي أيضًا، لكن الفارق أن خيرت الشاطر عرف أن الأمريكان يجب أن يكونوا مع الجماعة في الصورة على الأقل اقتصاديًا، ولذلك تواصل معهم مباشرة، وهو ما لم يفعله أي من المرشحين الآخرين، ولم يفعله محمد مرسي نفسه، بل كان خيرت من فعلها، واستقر الأمريكان على أن خيرت يمكن أن يكون رجلهم في مصر؛ لأنه على الأقل حريص على أن يحيطهم علمًا بما يفعله أولًا بأول.

الصورة التي رسمها الشاطر أمام الأمريكان، وهي صورة الرجل القوي الذي سيكون حاكمًا ومتحكمًا في كل شئ بعد أن يكون مرسي رئيسًا، حاول أن يرسمها خلال المؤتمرات الانتخابية التي عقدها الإخوان لمرسي في كل مكان في مصر في الجولة الأولي، فلم يتأخر الشاطر عن أي مؤتمر منها، بل كان حاضرًا وبقوة، وكان يتحدث.

حضور الشاطر المكثف زاد في السخرية من محمد مرسي، ولحقت به الإهانات التي تحط من قدره، فهو ليس إلا احتياطيًا بالفعل، وبفرض أنه سينجح فلن يكون رئيسًا أبدًا بل سيكون خيرت الشاطر هو الرئيس.  

كتاب
كتاب "أيام مرسي" للدكتور محمد الباز