رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حين حاولوا اختطاف الشباب

 

فى الحلقة الحادية عشرة من مسلسل «الاختيار ٣»، نقل الإخوانى أحمد عبدالعاطى، مدير مكتب محمد مرسى، إلى مرشدهم محمد بديع إشادة رجل الجماعة القوى خيرت الشاطر بأداء غلامهم أسامة ياسين فى وزارة الشباب، ونجاحه فى السيطرة على مفاصل الوزارة. وهى إشادة استحقها ذلك الإرهابى، الذى كاد يختطف شباب مصر، أو نسبة كبيرة منهم، جسديًا وذهنيًا، لو أتيح له مزيد من الوقت. كما يستحق الإشادة أيضًا الفنان حلمى فودة، الذى لعب دوره، وأثبت حضورًا قويًا ولافتًا، كعادته، فى لقطات ظهوره القليلة.

أسامة ياسين عبدالوهاب، المولود بالقاهرة فى ١٩٦٤، طبيب أطفال. ولأنه كان قياديًا بارزًا فى الجماعة الإرهابية، وضعته الجماعة على رأس قائمتها، لدائرة القاهرة الرابعة فى انتخابات ٢٠١١ البرلمانية، ثم صار رئيسًا للجنة الشباب بالمجلس المنحل. وفى ١٨ ديسمبر ٢٠١١، حل ضيفًا على قناة «الجزيرة» فى برنامج عنوانه «شاهد على الثورة المصرية»، كان يقدمه الإرهابى أحمد منصور، وأقر بمنتهى الفخر بالدور الذى لعبته ميليشيا إخوانية، هى «الفرقة ٩٥»، فى ميدان التحرير، خلال أيام ٢٨ يناير و٣ و٤ فبراير ٢٠١١.

رقم ٩٥ يعود غالبًا إلى السنة التى تأسست فيها تلك الميليشيا، فقد شهدت إلقاء القبض على عشرات من قيادات الجماعة فى القضايا أرقام ٨ و١١ و١٢ لسنة ١٩٩٥. وغير مقطع الاعتراف، الذى ظهر فى المسلسل، هناك قصة، أكثر أهمية، حكاها ياسين لأحمد منصور فى الحلقة نفسها: «فى إحدى المرات شاهدت أحد المقبوض عليهم ممن كانوا يقومون بقنص المتظاهرين من أعلى أسطح المنازل.. كاد يموت من شدة الضرب والركل والسحل الذى تعرض له حتى نزل إلى أسفل العمارة، وحين اقتربت منه وجدته «ينهج»، وكأنه يستشهد، فسألته أنت مين، فقال لى «أنا من إخوان شبرا.. من مجموعة محمد البلتاجى». وكان رد أحمد منصور: «مات بنيران صديقة»!.

برئاسة المستشار عمر مروان، وزير العدل الحالى، تشكلت لجنة تقصى حقائق، أشار تقريرها الذى تم الإعلان عنه، فى ٢ يناير ٢٠١٣، إلى تورط «الفرقة ٩٥» فى قتل المتظاهرين. استنادًا إلى شهادات عديدة. ووقتها، قال مروان لجريدة «الأخبار»، إن اللجنة طلبت من النيابة العامة التحقيق «فى بلاغ تقدم به عدد من المحامين مرفق به C.D لحديث مسجل عن هذه الفرقة». ولما سأله زميلنا خالد ميرى: «هل حاولتم سؤال وزير الشباب، صاحب الحديث؟»، أجاب مروان: «لقد طلبنا اللقاء معه ولم نتمكن من ذلك، وبرر الوزير ذلك بظروف انشغاله فى تأسيسية الدستور، واللجنة لا تملك إجبار أحد على الحضور إليها أو الحديث معها»!. 

المهم، هو أن «ياسين» اختير وزيرًا للشباب فى حكومة هشام قنديل، التى تشكلت فى ٢ أغسطس ٢٠١٢، وأقيلت فى ٨ يوليو ٢٠١٣، وخلال تلك الفترة قام بتعيين عدد كبير من جماعة الإخوان فى مناصب قيادية فى الوزارة، وكان هدفه الأهم «هو الوصول لعدد أكبر من الشباب فى الجامعات والمدارس»، كما قطع شوطًا كبيرًا فى السيطرة على مراكز الشباب، ومهد لذلك بتخفيض سن تولى المناصب القيادية فيها. 

بتفصيل أكثر قال عبدالعاطى لمرشد الجماعة الإرهابية: «عندنا ٥٠٠٠ مركز فى كل أنحاء الجمهورية، ودلوقتى المراكز دى بقت بيئة مناسبة جدًا لاجتذاب أكبر عدد من الشباب الصغير اللى لسه بيدور على نفسه، وبعدما كان قسم الطلاب فى الجماعة مقتصرًا فقط على الجامعات، دلوقتى بقى عندنا مراكز الشباب، وهى مناسبة جدًا لتجمع شباب الجماعة ولتدريب المتميزين منهم على الأعمال القتالية والدفاعية».

أخيرًا، وبعد أن قام الشعب بثورة ٣٠ يونيو المجيدة، وتمكن من كنس الإخوان، تم إلقاء القبض على أسامة ياسين، فى ٢٦ أغسطس ٢٠١٣، ليس بسبب دوره التخريبى فى وزارة الشباب، ولا عن جرائم الفرقة ٩٥، فى ميدان التحرير، أو غيرهما، ولكن لارتكابه جرائم قتل، مع تشكيلة متنوعة من الجرائم، أثناء فض اعتصام أو بؤرة «رابعة»، عاقبته عنها محكمة جنايات القاهرة بالإعدام شنقًا، ومنتصف يونيو الماضى أيدت محكمة النقض الحكم، ما يعنى أنه صار باتًا، وغير قابل للطعن عليه.