رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية مسجد السيدة رقية.. تعرض لسنوات من الإهمال وتم تطويره ضمن مزارات آل البيت

مسجد السيدة رقية
مسجد السيدة رقية

تعددت الروايات عنها، وتعددت محاولات التشكيك في دفنها بمصر، إلا أن المؤكد أن هناك مسجدا في منطقة الأشراف بالقرب من مساجد أخرى لنساء آل البيت يحمل اسمها، مسجد وضريح السيدة رقية.

على مقربة من مسجد السيدة عائشة والسيدة نفيسة والسيدة سكينة، بجوار مشهد بن سيرين، بمنطقة الخليفة بالقاهرة، يقع مسجد السيدة رقية، صاحبة الروايتين عن من هي: الأولى أنها رقية  بنت على بن أبى طالب شقيقة السيدة زينب، والحسن والحسين أبناء على، وأمها هي الصهباء بنت ربيعة، والتي أرسلها خالد بن الوليد بعد فتح العراق، واشتراها وأعتقها الإمام على بن أبى طالب وتزوجها، وأنجب منها رقية وعمر، وأنها تزوجت من بن عمها مسلم بن عقيل، وقد سميت بهذا الاسم تيمنًا بالسيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من زوجته خديجة، وأن أبناءها من بين شهداء كربلاء، خلال معركة الحسين بن على بن أبى طالب، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجيش يزيد بن معاوية.

وقد جاءت السيدة رقية إلى مصر مع شقيقتها السيدة زينب بعد معركة كربلاء، بين ما بقى من آل البيت والذين فضل الكثيرون منهم القدوم إلى مصر والبقاء بها.

وأما الرواية الثانية عن السيدة رقية أنها السيدة رقية بنت الإمام على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الإمام الحسين، وبعض المؤرخين يعزز تلك الرواية لما كتب على ضريحها من كلمات تقول :" بقعة شرفت بآل النبي..وببنت الرضا على رقية"، والمحراب الأصلي للضريح يعود إلى زمن الدولة الفاطمية وكتب عليه بالخط الكوفي أن من أمرت بصناعته هي السيدة علم الأمرية، زوجة الخليفة الآمر بأحكام الله أبوعلى منصور بن أحمد، وكانت السيدة الملقبة بـ"ست القصور" لها تأثير وشأن كبير في فترة حكم زوجها، وقد كلفت وكيلها أبوتميم تراب ببناء المشهد والمحراب في عام 533هجرية، ورغم أن الرواية الأولى هي الأقرب للتصديق لتماسك الأحداث واقترابها مع أحداث كربلاء، فإن المؤكد في كل الروايات أن الضريح الموجود في القاهرة، والذي يحمل اسم السيدة رقية هو لواحدة من آل البيت، فالفاطميون كانوا شديدي الحرص على التأكد من تاريخ صاحب أى مقام يقومون ببنائه ونسبه لآل البيت.

وأما المسجد يعود بناؤه إلى عهد الأمير عبدالرحمن كتخدا، والذي كان من أمراء المماليك في عهد على بك الكبير، في القرن الثامن عشر، وقد تعرض الضريح والمسجد لسنوات من الإهمال حتى دخل في خطة الدولة لتطوير مزارات آل البيت خلال السنوات الماضية.