رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير: «الانشقاقات» تضرب «الإخوان» والصراع قد يمتد إلى أوروبا

الاخوان
الاخوان

قال مركز عين أوروبية على التطرف، إن جماعة الإخوان تعيش أسوأ الأزمات في تاريخها؛ بسبب الانقسام والانشقاق الحادث حاليا في صفوفها والذي لم يحدث مثله منذ تأسيس التنظيم المتطرف، محذرًا من أن يتحول مسرح الصراع على السلطة والنفوذ في المنظمات المرتبطة بالجماعة إلى أوروبا، وسط الإجراءات والتشريعات الصارمة التي تتخذها حكومات القارة العجوز لتقييد أنشطة التيارات المتطرفة، وفي مقدمتها الإخوان وكبح نفوذها وتجفيف مصادر تمويلها. 

انشقاق تاريخي

وأوضح المركز في تقرير منشور على موقعه الإلكتروني، أن الانشقاق التاريخي الذي شهده تنظيم الإخوان بين جبهتيه في الخارج، واستمرار تجفيف قواعد الدعم التقليدية للتنظيم الإرهابي وجمع موارده في منطقة الشرق الأوسط، يتزامن مع اتخاذ عدة دول أوروبية، وعلى رأسها فرنسا والنمسا، إجراءات حاسمة لكبح هذه القوى التي تدمر التماسك الاجتماعي للمجتمعات الأوروبية بشكل عام، مشيرًا إلى انضمام بلجيكا لقائمة الدول التي عمدت على وضع حد لتوغل الإخوان على أراضيها، في إطار السعي لتطهير القارة من الإرهاب. 

بلجيكا تنضم إلى دول أوروبية في مكافحة توغل الإخوان

و أشار التقرير، إلى إصدار اللجنة المشرفة على أجهزة المخابرات البلجيكية، تقريراً طال انتظاره في نهاية مارس 2022 حول أنشطة جهاز أمن الدولة (VSSE) وجهاز الأمن والمعلومات العامة (SGRS أو ADIV) في مراقبة جماعة الإخوان في البلد الأوروبي.

 ولفت إلى أنه على الرغم من أن اللجنة وجدت أنها لا تستطيع وضع يدها بالتحديد على أي تهديد عنيف محدد من جماعة الإخوان ضد الدولة، إلا أنها لا توصلت إلى حقيقة مفادها أن جماعة الإخوان تشكل خطرًا على المجتمعات الأوروبية لا بد من مواجهته.

وخلصت وكالات المخابرات البلجيكية إلى أن جماعة الإخوان تشكل "تهديدًا ذا أولوية قصوى فيما يتعلق بالتطرف ، لأن استراتيجيتها قصيرة المدى يمكن أن تخلق مناخًا من الاستقطاب والفصل العنصري داخل المجتمع البلجيكي ، وبالتالي تشكل ناقلًا للتطرف، وعليه أوصت بتشديد عملية الفحص والتدقيق لإبقاء الإخوان بعيدًا عن مواقع النفوذ - سواء على المستوى الاتحادي أو الإقليمي أو المحلي.

تحول الصراع إلى أوروبا

ولفت التقرير إلى أن الوضع السياسى الإقليمى، على المستويين العربي والأوروبي، قـد تحول ضد الإخوان بشكل عـام، لافتا إلى أن الجماعة تعيش أسوأ أزماتها منذ ً تأسيسها قبل أكثر من تسعين عاما، مضيفا إن تحول الصراع الداخلي للإخوان إلى أوروبا وليس في الشرق الأوسط يمثل تعقيدا، نظرا لأن الجماعة لها وجود واسع في القارة العجوز من الصعب في كثير من الأحيان تحديده، وذلك يرجع إلى محاولاتها الدائمة إلى البقاء والعمل تحت إطار قانوني- إلى حد ما- فضلا عن استراتيجية اللاعنف التي تتبناها دوما في المحافل الرسمية بإعلانها إنها تتجنب العنف والإرهاب على عكس الواقع. 

وتابع "تنشط الجماعة في أوروبا لأكثر من نصف قرن بهدف نشر أيديولوجيتها المتطرفة، ولكن في الآونة الأخيرة، بدأ الأوروبيون يدركون أن الوضع كان قادرًا على التفاقم لأن مجتمعاتهم كانت ضعيفة مسبقًا بسبب آثار الأفكار المتطرفة الانقسامية للإخوان التي انتشرت دون وجود رادع لها، لذلك تكافح الحكومات الأوروبية منذ فترة طويلة لمعرفة ما يجب فعله حيال ذلك".

ونوه بأن هذه الصحوة الأوروبية تنظيم الإخوان تأتي بعد صحوة مثلها ضد التنظيم المتطرف في منطقة الشرق الأوسط، بدأت في عام 2013 عندما سقط الإخوان من السلطة في القاهرة، بعد أن سعت الجماعة على الهيمنة على الدولة التي كانوا يعملون من أجلها لمدة ثمانين عامًا، وفقدوها في عام واحد فقط بسبب سلوكهم العنيف والقمعي.