رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أين اختفى الأخصائي النفسي من المدارس؟.. مسؤولون: عنف الطلاب بلغ أشده

جريدة الدستور

تكررت حوادث التنمر والعنف الجسدي أو اللفظي بين الطلاب المراهقين مخلفة ورائها آثار مدمرة تزداد كل يوم عن سابقه، تصل إلى حد  الانتحار أو ارتكاب جرائم القتل، هذا يحدث مع تغيب لدورالأخصائي النفسي في المدرسة، والذي يفترض أن يكون وجوده مساهما في تحسين سبل التواصل والسلوكيات سواء للبنين أو البنات خاصةً في تلك المرحلة العمرية الحرجة.

في السطور التالية تفتح “الدستور” ملف اختفاء الأخصائي النفسي أو الاجتماعي عن المدارس، وما يصاحب هذا الغياب من اختفاء الدعم والإرشاد للطلاب.

قال الدكتور علي فارس، الخبير التربوي وأستاذ تطوير المناهج، أن دور الأخصائي النفسي والاجتماعي في المدارس لابد منه ولا يمكن الاستغناء عنه، كما أنه مهم في استمرارية العملية التعلمية وله عامل كبير في نجاحها.

وأضاف الخبير التربوي، أنه خلال السنوات القليلة الماضية نجد تزايدا في المشكلات بين الطلبة والطالبات في المدارس قد تصل إلى حد الشجار أحيانًا، وذلك يرجع إلى غياب دور الأخصائي النفسي والاجتماعي.

وأوضح الخبير التربوي أن الأخصائي النفسي مسؤول في المدارس عن تعديل سلوك الطلاب وتدريبهم على كيفية التواصل مع أقرانهم بشكل سوي دون عنف، بالإضافة إلى في حال وقوع أي مشكلة أو شكوى من أحد الطلاب فإنه بدوره يعمل على حلها وعدم ترك الفجوة تزداد بين الطلاب.

في وقت سابق تقدمت النائبة شيماء نبيه، عضو لجنة التضامن الاجتماعى بمجلس النواب، بطلب إحاطة للمستشار الدكتور حنفى جبالى، موجه لوزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى، بشأن ضرورة  تواجد أخصائى نفسى أو تربية نفسية داخل كل مدرسة، مشيرة إلى أن دور الأخصائى النفسى فى المدارس من قبل كان داعما وفعالا ومؤثرا فى حياة الطلاب، مؤكدة أن زيادة حالات الانتحار والإدمان ترجع لغياب دور الأخصائى النفسى فى التوعية والنصح والإرشاد وتقديم الدعم النفسى خاصة للطلاب فى بداية سن المراهقة.

تحول الأخصائي النفسي إلى العمل الإداري

نقطة هامة أشارت إليها عضو مجلس النواب، حيث لفتت لتحول دور الأخصائى النفسي أو الاجتماعي للعمل الإدارى والإشرافي فى ظل العجز الكبير بين المعلمين حال تواجده من الأساس، مطالبة بوجود أخصائي نفسى فى كل مدرسة مثلما يجب أن يكون هناك طبيبا، وأن يتم تخصيص حصة أسبوعية للصحة النفسية والتوعوية، خاصة مع زيادة حالات الانتحار وارتفاع معدلات الجريمة والاستخدام السيئ للتكنولوجيا الحديثة.

تقول جيهان سعد، ولية أمر أحد الطلاب بإحدى المدارس الخاصة، إنه يوجد بالفعل في المدرسة أخصائي نفسي ولكن لا يقوم بأي دور تجاه الطلاب والطالبات، حتى في حال حدوث المشكلات فيما بينهم لا يقوم بأي دور مثمر لحل المشكلة.

وتضيف: "سبق وحدث مشكلة بين ابني وأحد زملائه وهو أمر  طبيعي جدًا أن يحدث مشاكل بين الطلبة هم في الأول والأخر لازالوا في سن قريب من الطفولة، ولكن لم يتدخل الأخصائي لحل المشكلة".

وتابعت جيهان قائلة: "في أحيان كثيرة لم يكن لدى الأخصائي علم بما يحدث بين الطلاب في الفصل أو المدرسة، مع أن دوره يمثل أهمية كبيرة خلال اليوم الدراسي لمساعدة الطلاب وتشجيعهم على التعلم واكتساب الخبرات بشكل جيد".

 

مشاجرة بسبب أولوية الشراء في إحدى المدارس

سبق وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر مشاجرة عنيفة بإحدى المدارس الدولية الخاصة في مصر، بعد نشوب مشاجرة بين مجموعة من الطلاب لتتطور تلك الاشتباكات لتصبح بين الطلاب والمعلمين.

الفيديو كشف أيضا تبادل الطلاب اللكمات بينهم قبل تدخل المعلمين لمحاولة فض الاشتباكات لتنشب معركة أخرى بينهم وبين الطلاب، ما دفع إدارة المدرسة لاستدعاء الشرطة التي نجحت في فض المشاجرة.

وقتها قامت إدارة المدرسة بتحديد الطلاب المتورطين واستدعائهم للتحقيق في هذه الواقعة بمعرفة الإدارة التعليمية في الفيديوهات التي تم تداولها والوقوف على حقيقة ما حدث، واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الواقعة.

هذه الواقعة دفعت العديد من المختصين للتحذير من غياب دور الأخصائي النفسي. وقالت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أكدت أن المدرسة يقع على عاتقها دور كبير في تحسين سلوك الطلاب داخلها وخارجها، على أن يقوم الأخصائي النفسي أو الاجتماعي بالمدرسة في العمل على إكساب الطالب الثقة في نفسه لخلق أشخاص أسوياء في المجتمع.

وأوضحت أستاذ علم الاجتماع، أنه من الضروري عودة عمل الأخصائيين في المدارس، للحد من وقائع العنف والمشاجرات التي تحدث في المدارس، بالإضافة إلى أهمية وجودهم في زيادة وعي الطلاب وثقتهم بأنفسهم، وكذا إعادة الثقة بين المدارس والأسر في كفاءة المنظومة التعليمية.