رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشهر الفضيل

أيام قليلة ويهل علينا شهر رمضان الكريم اعاده الله علينا باليمن والبركات.. شهر يهتم فيه الناس بحرص علي أداء الطقوس (صلاة وصيام وزكاة وقيام الليل وخلافه) واستكمال كل شكليات أركان الدين تقربا الي الله.

المجتمع للأسف يعتبر الذنوب تنحصر في أكبر الكبائر  كالقتل والزنا والسرقة ويحرص علي تجنبها.. ويؤنبه ضميره فقط إذا فاتته إحدي الصلوات ويتناسي هذا الضمير أن هناك موبقات قد تكون ذنوبها أكبر مما سبق كالرشوة والنميمة والنفاق والكذب وقطع صلات الرحم وعقوق الوالدين.
التدين الشكلي دون تعمق في عواقب تلك الموبقات هو الذي يقضي علي المجتمع .. وهو النبتة التي ينطلق منها الفساد ويتفشي في السلوكيات فيموت الضمير، حينما يكذب الفرد أو ينافق أو ينم أو يقطع الرحم ويعق والديه.

القضاء علي الفساد ينبغي أن يبدأ من اصلاح الفرد وتقويمه ليعلم أن الدين ليس فقط صوما وصلاة وزكاة وقراءة الكتب المقدسة.. وممارسته ليست بشكليات طول اللحية وقصر الجلباب وارتداء النقاب والحجاب أو بنقش الصليب علي الأيدي.. فالله ينظر إلي قلوبنا وليس إلي مظهرنا الخارجي وحين تتطهر القلوب والنفوس سيتطهر معهم المجتمع من الفساد .

الأزمات الاقتصادية التي يمر بها العالم بأكمله تتطلب منا الحرص علي مكارم الاخلاق في كل سلوكياتنا.. والتراحم ومساعدة الفقراء والمرضي المستحقين والأقربون أولي بالمعروف (وليس فقراء ومرضي اعلانات التليفزيون المستفزة) .
شيوخنا الافاضل يجب أن يكونوا روادا لتنوير العقول.. مرحبا بهم طوال الشهر علي القنوات المرئية والمسموعة وهنيئا لهم برواتبهم الضخمة.

لكن المسئولية الملقاة علي عاتقكم لتطهير المجتمع من الفساد كبيرة، وتتطلب الجهد والكثير  من التعقل والحكمة ومراعاة الضمير.. 
وكل عام وحضراتكم بخير.