رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أوكسفام» تحذر من تفاقم الفقر في نيجيريا

أوكسفام
أوكسفام

أعربت منظمة "أوكسفام"، إحدى منظمات مكافحة الفقر العالمية، عن مخاوفها من تفاقم الفقر في نيجيريا بسبب الأزمة الأوكرانية التي أدت إلى ارتفاع أسعار الغذاء العالمية خلال الأسابيع القليلة الأخيرة، بزيادة تصل إلى 20 في المائة حسب بعض التقديرات.
وقال فينسنت أهونسي، مدير المنظمة القُطري في نيجيريا، إن التطورات الأخيرة قد ضاعفت من ضغوط أزمة الجوع التي يعاني منها بالفعل العالم أجمع، خاصة مع الدور البارز الذي يلعبه طرفا الأزمة (روسيا وأوكرانيا)، في سوق صادرات الغذاء العالمي.
وأوضح "أهونسي" أن "روسيا تُعد أكبر مصدري القمح على مستوى العالم، بحصة تعادل 16 في المائة من صادرات القمح العالمية، بينما تُعتبر أوكرانيا ثالث أكبر مصدري القمح، بحصة تبلغ 10 في المائة"، بحسب ما جاء في بيان لمكتب أوكسفام في نيجيريا.
وأضاف أنه "بالنسبة لعدد من البلدان التي تعاني ارتفاعا في مستويات الجوع، تعتبر الأوضاع في روسيا وأوكرانيا بالغة الأثر حيث تستورد تلك البلدان حصة كبيرة من احتياجاتها من القمح من أوكرانيا وروسيا".
ورغم ذلك أشار أهونسي إلى أن المشكلة الرئيسية هي الحصول على السلع الغذائية بأسعار ميسورة، وليس في توافرها فقط.
ولفت أهونسي إلى عدم قدرة العديد من مواطني الدول منخفضة الدخل، بما في ذلك نيجيريا، على تحمل تكلفة سلعة كالخبز، والتي تعتمد أغلب البلدان في تصنيعها على القمح المستورد، مُرجعا ذلك إلى أزمات انقطاع سلاسل الإمداد والكوارث المتعلقة بالمناخ كالجفاف، إلى جانب الصراعات المسلحة، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار في ظل صعوبة رفع الأجور لتواكب زيادات الأسعار.
وقال: "قبل أزمة أوكرانيا، كانت أسعار الغذاء في دول منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تزيد عن نظيراتها في الدول الأخرى بنسبة 30 إلى 40 في المائة، مع الوضع في الاعتبار الفارق في مستوى نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي بين هاتين المجموعتين من البلدان".
ونبه إلى أنه يجب على المانحين، على المدى القصير، سد الفجوة بين ما يمكن للناس دفعه وارتفاع الأسعار الذي يواجههم، وتقديم المساعدات التي تشتد الحاجة إليها من جانب الأشخاص الذين يعانون من الجوع الشديد والذين سيتأثرون أكثر بارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وأشار إلى أنه "على المدى الطويل، يجب دعم تطوير نظم غذائية محلية مستدامة وقادرة على الصمود، على أساس الإنتاج الصغير والزراعة الأسرية التي من شأنها أن تشكل أساس الأمن الغذائي للناس. وتؤكد الأزمة الحالية على أهمية هذا الأمر بإلحاح".
وأكد مدير منظمة أوكسفام في نيجيريا أن "أبوجا بحاجة إلى نظام غذائي يعمل من أجل الجميع. ويعني ذلك وجود نظام غذائي يمكنه الوقوف في وجه الصدمات مثل أزمة المناخ والتضخم السريع للغذاء في أسواق الغذاء الدولية".
وأشار إلى حاجة الحكومة النيجيرية لإعداد أنظمة غذائية عادلة ومنصفة للجنسين ومستدامة بحيث تلبي احتياجات الجميع، وتركز بصورة خاصة على الإنتاج الزراعي البيئي الذي لا يعتمد بطبيعته على واردات الأعلاف والمدخلات الزراعية، ويكون أكثر مرونة في مواجهة تداعيات تغيرات المناخ".