رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يفشل مهرجان المملكة المتحدة بسبب كورونا والحرب؟

مهرجان المملكة المتحدة
مهرجان المملكة المتحدة

بدأت المملكة المتحدة في الاحتفال بمهرجان "أن بوكسيد unboxed" أو مهرجان المملكة المتحدة الذي يبدأ من شهر مارس وحتى شهر أكتوبر من نفس العام، إلا أن المهرجان جاء هذا العام في هدوء شديد، دون أي اهتمام حكومي أو شعبي.

 

ويرصد «الدستور» في التقرير التالي أهم ما تداولته الصحف البريطانية حول عدم الاهتمام والعزوف الشعبي والحكومي للمهرجان:


التليجراف

وبحسب صحيفة «التليجراف» البريطانية، فإن المهرجان يأتي مع موجة غضب غير مسبوقة من الحكومة البريطانية.


وأكدت الصحيفة، أن الشعب يرى أن المهرجان لا يقدم أي جديد، خصوصًا أنه يأتي هذا العام في ظل فضيحة بارتيجيت واشتعال الحرب الأوكرانية الروسية، والتي فاقمت من أزمة الغاز بصورة كبيرة.

التايمز 

وأكدت صحيفة "التايمز" البريطانية، أن نجاح المهرجان التاريخي قد يكون مجرد أحلام.


وتابعت أنه على الرغم من الاستعدادات القوية لمهرجان هذا العام لأنه يتزامن مع احتفالات الكومنولوث واليوبيل البلاتيني للمملكة إلا أن الغضب الجماهيري من الحكومة والحرب قد يعيقان نجاحه. 


وأضافت، أن منظمي المهرجان قاموا بتجهيز العشرات من الفعاليات الضخمة التي ستقام خلال الأشهر السبعة المقبلة، ستتم دعوة الجمهور البريطاني للمشاركة في مئات الأحداث المجانية التي تعد برفع الروح المعنوية وتوسيع العقول في مواقع غير متوقعة في جميع أنحاء البلاد.


وأشارت إلى أنه ستكون هناك غابات منبثقة وملاعب قابلة للنفخ ومسارات منحوتة ذات طابع فضائي، وستكون هناك عروض ضوئية على المباني ومواكب بعد حلول الظلام عبر الحدائق الوطنية، سيتم تحويل منصة النفط التي تم إيقاف تشغيلها إلى منشأة فنية.

الجارديان

وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فاإن المهرجان لم يجد صدى جيدًا هذا العام في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية، حيث قررت اللجنة الرقمية والثقافية والإعلامية والرياضية (DCMS) التابعة لمجلس العموم أنها لا ترحب بمهرجان المملكة المتحدة "Unboxed"، والذي كان يُنظر إليه في الأصل على أنه مهرجان لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
 

وأضافت الصحيفة، أن السبب وراء تجاهل المهرجان يعود إلى تعامل الحكومة مع الأحداث الثقافية والرياضية الكبرى، وأن أهداف الاحتفال على مستوى البلاد طوال العام بالإبداع البريطاني كانت "غامضة وجاهزة للتفسير الخاطئ" منذ البداية؛ حيث اعتبر مجلس العموم أن الاستثمار البالغ 120 مليون جنيه إسترليني للأنفاق على المهرجان يعد استخدامًا غير مسئول للمال العام.

تفاصيل المهرجان

وأكدت الصحيفة أن المهرجان عبارة عن سلسلة من 10 مشاريع فنية وعلمية وتكنولوجية بأهداف طموحة (إذا كانت غير متبلورة في بعض الأحيان) مثل إرسال الموسيقى إلى القمر والعودة، ونقل حفار نفط بحر الشمال إلى الشاطئ في ويستون سوبر ماري وتحويله إلى مركز وسائط متعددة، ويطلب من الناس في ويلز تخيل كيف يمكن أن تكون الحياة في عام 2052.
 

وتابعت أن كافة هذه المظاهر مثيرة للإعجاب وشاملة ومليئة بالتحديات، ولكن من العدل أن نقول إنهم بعيدون إلى حد ما عن فكرة مهرجان بريطانيا التي أعلنت عنها تيريزا ماي في مؤتمر حزب المحافظين في عام 2018، والذي تخيله مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأنه سيشمل التلويح بالأعلام والسجائر والهريس وإعادة خطابات تشرشل، ولفتت إلى أنه في هذا العام كانت فكرة المهرجان هي الجمع بين الاحتفالات المعتادة مع اليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث الثانية، وألعاب الكومنولث الصيفية في برمنجهام التي ستجتمع معًا في إعادة تشكيل مجيدة لأمة واثقة من نفسها حديثًا.

إفساد المهرجان

وأكدت الصحيفة، أنه مع اشتعال الحرب في أوكرانيا واستمرار ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا، ووصل معدلات التضخم لمستويات غير مسبوقة بالإضافة إلى انقسامات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي لم تلتئم بعد أصبح الاحتفال غير مرغوب فيه.
 

وقال جوليان نايت، رئيس حزب المحافظين في لجنة DCMS، إن الحكومة أضاعت الفرصة ذات المحاور الثلاثة، فلا يوجد خيط ذهبي يربط المهرجان واليوبيل البلاتيني والكومنولث جميعًا معًا.
 

وتابع: "النخبة في الدولة لا تستطيع فرض رواية وطنية، حيث يحب السياسيون التمسك بهذا النوع من التقاليد الوطنية الموحدة الوهمية، والاستثمار في المشاريع الكبرى مثل قبة الألفية"، مضيفًا: "مثل هذه الفروض من أعلى إلى أسفل محكوم عليها بالفشل، بسبب قائمة تافهة خاصة بالمهرجان لا ترقى للأحداث الثلاثة ولا تراعي الأزمات العديدة التي ضربت المملكة المتحدة معًا".