رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لافروف يصف رغبة الغرب فى استعادة العالم أحادى القطب بـ«الأوهام»

لافروف
لافروف

وصف وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، رغبة الغرب في استعادة العالم أحادي القطب بأنها "أوهام".

وقال لافروف، خلال لقائه مع الرئيس الأبخازي، أصلان بزانيا، اليوم الجمعة- إن رغبة الغرب في الحفاظ على هيمنته في الشئون الدولية وإخضاع كل شيء وكل دولة وعودة العالم أحادي القطب ليست سوى وهم، وهذه تطلعات تسبب توترا خطيرا في العلاقات الدولية"، مشيرا إلى أن بلاده تُقاوم تلك الرغبة مع شركائها وحلفائها.

وفيما يتعلق بموضوع المختبرات البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا، أكد وزير الخارجية الروسي أن هذا سيصبح موضوعا يُفتح باستمرار في الأمم المتحدة من الجانب الروسي، لافتا في ذات الوقت إلى عدم اقتناعه بالألعاب التي يلعبها الغرب بما يسمى بسياسة العقوبات، مؤكدا أن الغالبية العظمى من دول العالم لم ولن تنضم للعقوبات ضد روسيا.

وتابع: "الغالبية العظمى من البلدان في العالم مهتمة بتطوير التعاون المتكافئ بين الدول على أساس المبادئ الأساسية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، وقبل كل شيء مبدأ المساواة في السيادة بين الدول".

في سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي إن الغرب أعلن اليوم حربا هجينة شاملة ضد روسيا، وأن لديهم هدفا علنيا لهدم وخنق الاقتصاد الروسي وروسيا بشكل عام.

وأضاف لافروف- في كلمته خلال اجتماع صندوق دعم الدبلوماسية العامة، وفقا لقناة "روسيا اليوم"- أن موسكو ترى الآن نتائج سياسة مارسها الغرب، خلال السنوات الماضية، لردع روسيا، لافتا إلى أن مبدأ الكراهية للروس تستقدمه الولايات المتحدة الأمريكية والناتو والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى النظام الأوكراني للعمل على ردع روسيا وكل ما هو روسي.

وأشار إلى أن الغرب ضخ الأسلحة بشكل كبير إلى أوكرانيا ودفعها إلى الحل العسكري لقضية دونباس، ورفض تنفيذ اتفاقات مينسك لحل الأزمة شرق أوكرانيا، متجاهلا قتل آلاف المدنيين في دونباس، حيث بلغ عدد الضحايا ما يزيد على 10 آلاف مدني.

وأعرب وزير الخارجية الروسي عن قلقه من نوايا كييف للحصول على الأسلحة النووية، مؤكدا أن موسكو لم يكن لديها أي خيار سوى العملية العسكرية نظرا إلى وجود تهديد لسيادة روسيا.

ونوه بأن روسيا سوف تضع مسألة النشاط العسكري غير الشفاف التي يستخدمه البنتاجون في أوكرانيا حول المختبرات البيولوجية أمام الأمم المتحدة، مشددًا على أنه رغم كل الجهود الغربية لمحاولة عزل روسيا فإن بلاده لديها عدد كبير من الحلفاء والشركاء في العالم والمنظمات المختلفة التي تعمل معها وستستمر في العمل معها على مبدأ المصالح المشتركة والمتبادلة.

من ناحية أخرى، أعلنت الرئاسة الروسية "الكرملين" أنها ستطلب من واشنطن توضيحات بشأن وثائق تؤكد وجود صلة بين نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن "هانتر" وأنشطة وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" البيولوجية في أوكرانيا.

وقال المتحدث الصحفي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، ردا على سؤال عن الوثائق التي نشرتها أمس وزارة الدفاع الروسية، بحسب وكالة أنباء "تاس" الروسية: "بطبيعة الحال سنطلب توضيحات، ولن نكون الجهة الوحيدة التي تطلبها".

وأضاف بيسكوف: "أن الصين كانت قد طالبت الولايات المتحدة بتقديم توضيحات بشأن أنشطة البنتاجون البيولوجية في أوكرانيا، مُصرة على ضرورة ضمان الشفافية في هذه المسألة"، مؤكدًا أن هذه المسألة ستثير اهتمام الكثيرين.

كانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، أمس الخميس، أن وثائق أصبحت بحوزتها تؤكد وجود صلة بين صندوق Rosemont Seneca الاستثماري، الذي يقوده هانتر بايدن، والأنشطة العسكرية البيولوجية التي جرت في أراضي أوكرانيا تحت إشراف البنتاجون.

وفي السياق، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إنه من السابق لأوانه الحديث عن مفاوضات الضمانات الأمنية بين روسيا والولايات المتحدة.

وأضاف بيسكوف: "لقد تغير الواقع بشكل كبير، وسوف يتطلب نهجا جديدا حتى الآن، من الصعب التحدث عن أي آفاق وربما لا يتم إجراء مفاوضات مرة أخرى كما أن هناك حاجة إلى إعادة تقييم جادة".

وأضاف بيسكوف "اليوم الرومانسية في العلاقات بين روسيا وحلف الناتو قد مضت وحلت محلها فترة الروتين"، مضيفا أن "أيام العمل الروتينية تتلخص في أن حلف الناتو تم إنشاؤه كأداة للمواجهة، وهو لا يزال يؤدي الوظيفة، ولا توجد وظيفة أخرى كي يقوم الناتو بأدائها".

من جهته، قال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين إن روسيا تعتزم تقديم دليل على أن نظام أوكرانيا يمارس التعذيب ضد المواطنين الأوكرانيين إلى البرلمانات الوطنية الأوروبية، وسنطالب بمعاقبة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.

على صعيد متصل، أكد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة الأمريكية أناتولي أنتونوف أن العقوبات ضد موسكو لن تحقق أهدافها الرامية إلى تقويض الاقتصاد الروسي.

وقال أنتونوف- في تصريح لقناة "روسيا اليوم"- "لن تحقق الضربات المتسلسلة للعقوبات ضد موسكو أهدافها المنشودة، ولن تنجح في إخضاع الشعب الروسي"، داعيا في الوقت نفسه الدوائر الحاكمة الأمريكية، إلى حل مشاكل بلادها الذاتية، وعدم فرض نفسها على حساب الاتحاد الروسي.

يأتي هذا التصريح عقب إعلان البيت الأبيض فرض عقوبات جديدة على 328 نائبا في مجلس دوما وعلى 48 شركة روسية، فيما فرضت بريطانيا حزمة من العقوبات طالت 65 مؤسسة وشخصيات روسية، في حين أعلنت استراليا عقوبات على رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو إضافة إلى شخصيات صحفية وإعلامية في روسيا، وذلك على خلفية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

من ناحيته، أعلن البنك المركزي الروسي، فرض قيود على حركة الأموال إلى الدول غير الصديقة لموسكو؛ وذلك على خلفية العقوبات التي فرضتها الدول الغربية ضد روسيا.

وأوضح البنك- في بيان- أن حجم التقيد المالي المتخذ يعادل مبلغ الاحتياطات الروسية التي جمدتها تلك الدول نتيجة للعقوبات ضد روسيا، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء يعد ردًا على تجميد الاحتياطات الروسية لدى بنوك الدول الغربية.