رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يسعى «داعش» للاستفاقة مرة أخرى؟.. ضابط سابق في الجيش العراقي يُجيب

داعش
داعش

يسعى تنظيم "داعش" الإرهابي إلى استعادة قوته مرة أخرى، فرغم مقتل قائده أبوبكر البغدادي، والكثير من عناصره، إلا أنه يعمل على استغلال الخبرات التي اكتسبها خلال ست سنوات من القتال، منذ ظهوره لأول مرة.

وقال أحمد الموصلي، ضابط سابق في الجيش العراقي، إنه شهد صعود التنظيم الإرهابي وسقوطه، محذرا من أن داعش يعيد توحيد صفوفه ويؤكد حقيقة غير مريحة بأنه الآن أكبر مما كان عليه قبل نحو ست سنوات، عندما أسس الخلافة المزعومة.

وأضاف الموصلي، خلال حديثه لـ«أمان»، أن الجيش العراقي حرص على المضي قدمًا، منذ إعلانه القضاء على داعش، في حربه ضد الإرهاب، ومع ذلك فإن الصراع مستمر، وتشير الحقيقة إلى أن النهاية الكاملة للصراع لا تزال بعيدة المنال، حتى بعد أن أنفقت أمريكا مليارات الدولارات- خلال فترتي رئاسة- لهزيمة داعش، بالتعاون مع حكومات عربية وأجنبية، ونشرت قوات في جميع أنحاء العراق وسوريا، وأسقطت آلاف القنابل.

وأشار إلى أن داعش لا يزال موجودا إلى حد كبير، رغم أن التنظيم فقد الكثير من قاداته، ورجاله، لكنه تمكن أيضًا من اكتساب المزيد من الخبرة وتجنيد المزيد من الأشخاص، محذرًا من الاستخفاف به حاليا.

وتابع: "رغم إعلان الولايات المتحدة برئيسها السابق دونالد ترامب سقوط داعش إلا أنه من اللافت في تصويره أن داعش هو فكرة ليست فقط باقية بل مزدهرة، وحسب تقرير نشرته البنتاجون، فإن التنظيم لا يزال يمتلك في جعبته ما لا يقل عن 100 مليون دولار".

وأضاف: "تركيز الحكومات على معاقبة النظام الإيراني لا يساعد في القضاء على داعش من جذوره، وهذه المواجهة سيكون لها بالتأكيد تأثير سلبي على الحرب ضد الإرهاب وداعش والتي يجب أن تكون الأولوية للجميع".

وأكد الموصلي أن السبب الرئيسي لعودة داعش هو استمرار الظروف نفسها التي سمحت له بالظهور في السابق، قائلا: "سوريا لا تزال في حالة من الفوضى، وفي العراق فشل القادة الأمريكيون والعراقيون على حد سواء على مدى عقدين تقريبا في حل مشاكل مثل الفساد وسوء الحكم والطائفية والضيق الاقتصادي".

وتابع: "لا تزال الكثير من المناطق ذات الأغلبية السنية التي كانت معاقل لداعش في حالة دمار إلى حد كبير من الضربات الجوية الأمريكية، وبعضها الآن تحت سيطرة الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، والتي أثارت استعداء الكثير من السكان بتكتيكاتها الطائفية".

وأكد أن الولايات المتحدة دفعت الدول الأخرى للمساهمة بأموال للمساعدة في إعادة بناء المناطق المدمرة، لكنها لم تعطِ الأولوية لهذه الجهود التي توقفت وابتليت بسوء الإدارة المحلية، ولم يبذل القادة في بغداد سوى القليل من الجهد لتحقيق المصالحة السياسية، ولا يزال العديد من السكان في مخيمات النازحين.

وأوضح: "إذا كان الناس عاطلين عن العمل، وميؤوس من حالهم، ولا يتمتعون بالأمن، وإذا لم يكن هناك استقرار سياسي، فمن السهل دائمًا على المنظمات الإرهابية التلاعب بالسكان المحليين، وداعش هو منتج ثانوي، وطالما أن هذه العوامل لا تزال سارية، فسيكون هناك دائمًا إما داعش أو شىء مشابه له".