رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث إسلامي يكشف المعضلات لمحاورة التنظيمات المتطرفة

جريدة الدستور

يشارك الباحث في شئون الحركات الإسلامية، هشام النجار، في معرض الكتاب هذا العام، بكتاب "كيف تحاور متطرفًا"، قامت بنشره "دار سما للطباعة والنشر"، ويكشف الباحث في هذا الكتاب المعضلات الخاصة بمرحلة محاورة التنظيمات المتطرفة وأفكارها وعناصرها.

وقال النجار، في تصريحات خاصة: "معضلتان طالما انشغلت بهما في خضم انخراطي في دراسة هذا الملف الحساس الشائك والتخصص فيه، كتابة وتأليفًا، على مدى ما يقرب من ربع قرن، سواء للصحف والمجلات المتخصصة أو عبر تأليف الكتب وكتابة الدراسات الطويلة لمراكز الأبحاث المتخصصة في هذا المجال، الأولى كيفية وقاية الأسر من صدمة خروج شخص متطرف من داخلها، والأكيد أن الأمر لا يحدث فجأة دون مقدمات، ولا بد في الأحوال غير الطبيعية من وجود دوافع مثل التفكك الأسري والمعاناة المجتمعية بشتى صورها ما ينعكس على النشء من إحباطات تجعلهم أسرى للتأثيرات الخارجية، والتي أقربها وأسرعها دون شك تأثيرات جماعات التطرف والعنف التي تمتلك القدرة على اصطياد المحبطين بشبكة تفسيراتها وأفكارها المغلوطة عبر تنظيم جيد لمجموعة من المتخصصين في تزيين الزيف وتلميع الجمود والتخلف أمام محبطين جاهزين للإمساك بأي حبل ولو من نار ينتشلهم من واقعهم البائس".

وأضاف النجار: "لكن تفكيري كان منصبًا على حالة أخرى هي الأكثر شيوعًا، وهي خروج متطرف من وسط اجتماعي طبيعي ومن داخل أسرة لا تعاني تفككًا ولا أوضاعًا اقتصادية متردية، وهذا يدفعنا لمناقشة معمقة حول التعاليم والمناهج التربوية الأسرية التي تنتج فردًا قابلًا للتطرف ومهيئًا لقبول فكرة الانخراط في جماعات مغلقة وسرية تمارس العنف والإرهاب ضد الدول والمجتمعات".

وأوضح: "نتتبع في هذا الكتاب ما تمارسه الأسر في حياتها اليومية وهي لا تدري أنه مغذيات تتراكم يومًا وراء الآخر لإنسان الجمود والتطرف داخل الإنسان الطبيعي، حتى تأتي مرحلة ويطغى ما ترعرع من جمود وتطرف حينما تتهيأ فرصة التأثير الخارجي ويتعرض لمغريات الاستقطاب والتجنيد، ونطرح في المقابل القيم التربوية والمبادئ المنهجية التي ينبغي أن تنتشر وتطبق كأساس لبناء أفراد محصنين على المدى البعيد من التماهي مع الفكر المتطرف والتكفيري، وقادرين على صده والنفور منه ساعة التعرض لمؤثراته تلقائيًا وذاتيًا".

أما عن المعضلة الثانية، فيقول النجار: "المعضلة الثانية هي وجود أعداد كبيرة من الشباب والمراهقين بالفعل نتيجة عوامل كثيرة معتنقون للفكر المتطرف ومنحازون لتوجهات جماعة الإخوان والجماعات التكفيرية وقناعاتها، بمعنى أننا بسبب طبيعة أوضاع المنطقة العربية ومتغيراتها طوال العقد الفائت، والمستجدات التي طرأت على الوضع الإقليمي والمحلي، ووجود قوى رعت ومولت ماديًا وإعلاميًا هذه الحالة، فنحن أمام أعداد ليست قليلة من الشباب يعتنقون أفكارًا مغلوطة تبيح العنف والإرهاب، والأمر اللافت أن الحوار مع هؤلاء في أدنى مستوياته، حيث نفتقد للمبادرات اليومية على المستوى العام، وإذا حدث وتجرأ أحدهم ودخل في حوار مع واحد من هؤلاء الشباب فهو يفتقر للثقافة العامة وللمنهجية الفكرية التي يستطيع من خلالها توجيه مسار الحوار لصالحه والانتصار لفكر الوسطية والاعتدال، وإقناع هذا الشاب بالتخلي عما يعتنقه من أفكار متطرفة".

وتابع: "لذلك رصدنا في هذا الكتاب الأفكار والمناهج الرئيسية المؤسسة للفكر المتطرف، وقمنا بتحليلها ونقدها بشكل متطور وغير تقليدي، يتيح لكل أحد امتلاك المقدرة المعرفية والفكرية على الصمود أثناء الحوار مع متطرف، وعلى معالجة كل تبريراته ومناوءة كل خدعه وملاحقة كل تأويلاته المحرفة بما يدحضها من تفسير صحيح عقلاني متناسق مع صحيح الدين ومتطلبات الواقع".

واختتم بقوله: "وأخيرًا أجريتُ حوارًا سياسيًا متخيلًا مع متطرف، حللت خلاله بالنقد الموضوعي وبالرؤى السياسية الواقعية مواقف جماعة الإخوان وحلفائها التكفيريين طوال السنوات الماضية، خاصة أثناء صعودهم للمشهد السياسي عقب أحداث عام 2011م وبعد عزلهم عن السلطة في يونيو 2013م، وهذه الرؤى السياسية لا غنى عنها كرافد وداعم للشقين التربوي والفكري لتوظيفها والاحتجاج بها خلال أي حوار ونقاش يجريه أحدنا مع واحد من المتطرفين أو من المتأثرين والمتعاطفين مع فكر ورؤية جماعة الإخوان السياسية".