رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الزعفراني يكشف سنوات الفرص الضائعة لاستعادة الشباب من حقول العنف

جريدة الدستور

قال خالد الزعفراني القيادي المنشق من جماعة الإخوان المسلمين، أنه عندما تبين له خطأ منهج جماعة التكفير وزعيمها شكري مصطفي سارع في أغسطس عام 1975 لنشر مقالة في صفحة "الفكر الديني" بجريدة الأهرام المصرية، وكان حينها لا يزال طالبا في المعهد العالي للدراسات التعاونية، ومن هنا انتقل إلى التكفير إلى الإخوان، ثم وجد صعوبة الاستمرار مع منهج الاخوان، فقرر أن يكون مستقلا بعيدا عن الانتماءات التنظيمية.

وأضاف الزعفراني تعليقا علي المعركة الفكرية الدائرة الآن بين الإخوان والسلفيين؛ على خلفية انتشار التكفير في صفوف جماعة الإخوان، أنه قد حذر في مقاله القديم بعنوان "يرددون فكر الخوارج " من تكفير جماعة شكري للمسلم على الذنب والمعصية، ووصف الجماعة بأنها خنجر مسموم وأخطر علي الإسلام من أعدائه، وشرح بإسهاب كيف تبث جماعة شكري اليأس في قلوب المسلمين بانتظار علامات الساعة مما يجعل فكرة الموت قريبة جدا عندهم من فكرة الحياة، وهذه الأفكار جميعا كانت تصب في فكر الخوارج.

واستطاعت "أمان" الحصول من ارشيف الأهرام علي نسخة من العدد؛ وللمفارقة وجدنا في نفس الصفحة حوار لوزير الأوقاف المصري الراحل الشيخ محمد حسين الذهبي الذي اغتالته الجماعة المارقة جماعة شكري بعنوان " التلفزيون يهدم ما يبنيه المسجد "وفصل فيها الراحل الشهيد أفكار الجماعة بشكل كبير ورد عليها من الناحية الشرعية والعملية بطريقة واضحة وقوية وحذر من استخدام الإعلام لأشياء تسيئ إلي ما بنية المسجد وأمام الأوقاف مما يساعد علي انتشار التطرف الديني.

ويوضح المهندس خالد الزعفراني ملابسات المقال قائلا: " عندما زار رئيس الصفحة الدينية بجريدة الأهرام الاستاذ فهمي هويدي اتحاد طلاب جامعة القاهرة وكان يتولى قائد معسكر اتحاد الطلاب القيادي الإخواني عصام العريان  ، وفي هذا الوقت كان هويدي  يستكتب بالصفحة الدينية  د محمود حماية الذي كان يتبني أفكار شكري وعلي مدار ثلاث حلقات أفردت الأهرام راي الجماعة ، واستعداد الأزهر للرد عليها، وهنا طلب عصام العريان من هويدي ان ينشر للمهندس خالد الزعفراني مقالاً يرد فيه علي فكر شكري التكفيري، وكان الزعفراني يتصدى للتكفيريين بعد خروجه عنهم، ويسعى لتنوير الشباب في الجامعة وفي مساجد مصر المختلفة  او عن طريق شاب  الجماعة الذين يناقشون ويحاورونه في ذلك الوقت." 

يقول الزعفراني عن تأثير المقال علي  الجماعات الإسلامية حينها :  " نشرت الأهرام المقال وكان له صدي كبير حيث  أعادت نشره مجلة انصار السنة والجمعية الشرعية ورجع بسبب هذا المقال ما يقرب من 12 عضوًا بالجماعة كان ابرزهم صلاح الصاوي ومحمود حماية وقطب سيد عبد الله سعد وعبد الجواد الصاوي  وبعض الشباب.


وقد دفع ذلك "شكري" لمناظرة هؤلاء الشباب المتمردين على الجماعة، وكان ذلك خلفية أحداث العنف التي أودت بحياة بعضهم، فيما يعرف بـ "الكتيبة الخضراء" .

ويتذكر الزعفراني أنه كان آنذاك مقيما لدى الشيخ أسامة عبد العظيم ببيته في منطقة الإمام الشافعي، وهو الشيخ الذي تحول إلي السلفية العلمية لاحقا، وكان الزعفراني يستعين بمكتبته الكبيرة القريبة من جامعة الأزهر بجوار مكتبة الشيخ علي جمعة مفتي الجمهورية السابق  .
وبحسب رواية الزعفراني فإن محمود الجوهري رئيس شعبة الأخوات المسلمات في الجماعة كان يستعين بردود الزعفراني  للرد علي أفكار شكري وعدم توغلها في صفوف الشباب الملتزم من أجل انضمام أكبر عدد ممكن من هؤلاء وخاصة العنصر النسائي لصفوف جماعة الإخوان .


الزعفراني ورفاقه استطاعوا ان يجذبوا لصفوفهم د صلاح الصاوي ومحمود حماية وقطب سيد الذي اختفي نتيجة تصفية شكري واتبعه له فيما بعد عن طريق الكتيبة الخضراء ، واستطاع حسن الهلاوي وجماعة الجهاد أن تجذب البعض الأخر بعد  مناظرة الهلاوي  الشهيرة لشكري في منطقة الطالبية في الهرم ،في حين لم تستطع الدولة ولا مؤسساتها ان تجذب أحد إلي صفوفها وتوغلت أكثر الجماعات الإسلامية في السبعينيات في المجتمع،  رغم انه يحسب لوزارة الأوقاف أنها بدأت في المواجهة  مبكرا وخاصة الشيخ الذهبي الذي راح ضحية هذه المواجهة بشكل منفرد ويحسب لجريدة الأهرام "صفحة الفكر الديني" العمل علي هذا الملف بشكل نستطيع ان نقول عليه بداية تصحيح المفاهيم المنحرفة وخاصة لدي غلاة التصوف وبعض الملحدين والشيوعيين في ذلك الوقت ، لكن بقي الأمر بدون استثمار وتوجيه .  

ونقل الزعفراني قول الإمام الشوكاني:(واعلم أن الحكم على رجل مسلم بخروجه عن دين الإسلام و دخوله في دين الكفر؛ لا ينبغى لمسلم أن يقدم عليه إلا ببرهان أوضح من شمس النهار، ثم قول حجة الإسلام الغزالي: الاحتراز عن التكفير ما وجد إليه سبيلا فإن استباحة دماء المصلين المقرين بالتوحيد خطأ والخطأ في ترك ألف كافر فى الحياة أهون من الخطأ في سفك دم مسلم واحد، فهل نستطيع ان نستفيد من الماضي لننير الحاضر والمستقبل ...