رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وليد بدر.. إرهابي بدرجة ضابط مفصول

جريدة الدستور

من بين جدران الكلية الحربية، عام 1991، تخرج وليد بدر، الضابط المفصول من القوات المسلحة، بدأ حياته في سلاح الشؤون الإدارية، حتى وصل إلى رتبة رائد، قبل أن ينتمي إلى التنظيمات الإرهابية، ويصبح أحد مؤسسي هذه التنظيمات في العصر الحديث.

استهداف انضمامه إلى التنظيمات الإرهابية، لم يكن هدف قليل، حيث حياته داخل القوات المسلحة كضابط فرصة كبيرة للتنظيمات الإرهابية التي تستفيد من خبرة من انتمى للجهاز الأمني، فحاولت هذه الجماعات بشتي الطرق استقطابه كي يكون لها سند، وصاحب خبرة في المجال العسكري، وهذا ما حدث حتى انضم إلي جماعة أنصار بيت المقدس، بعد فصله من القوات المسلحة عام 1997، فكان فصله بمثابة فرصة كبيرة للعمل المسلح ضد الدولة، وليد بدر تدرب في ليبيا وغزة وتنقل بين عدد من الدول مثل أفغانستان وباكستان وعمل فترة مع الجيش الحر بسوريا ثم عاد إلى مصر في فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسى.

كشفت مصادر سيادية جانبًا من التحقيقات التي أجرتها المخابرات الحربية وقطاع الأمن الوطني حول الرائد المفصول من الجيش المصري وليد بدر، الذي قاد عملية تفجير موكب وزير الداخلية، محمد إبراهيم، وزعم في فيديو بثته جماعة أنصار بيت المقدس مسئوليته عن محاولة اغتيال وزير الداخلية في شهر سبتمبر 2015، حيث كشفت التحقيقات والتحريات أن المتهم وليد بدر تدرب في ليبيا وغزة وتنقل بين عدد من الدول مثل أفغانستان وباكستان وعمل فترة مع الجيش الحر بسوريا ثم عاد إلى مصر في فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسى.

 التجنيد والإختيار 

حاول تجنيد عدد من الضباط السابقين في تنظيم أنصار بيت المقدس ولكنه فشل، بدر لم يكن المتهم الرئيسي في محاولة اغتيال وزير الداخلية ولكن شارك معه آخرون في التخطيط ووضع السيارة في مكان الحادث ووضع المتفجرات بداخلها، ولم يحاكم أي من مساعديه في تنفيذ هذه العملية.

المتابع للملف الجهادي الكامل لوليد بدر لابد أن يعيد فتح قضية في غاية الخطورة تتعلق باختراق بعض الجماعات التكفيرية والمتطرفة وقدرتها على تجنيد عناصر من الجيش المصري بهدف التأثير عليهم وإخضاعهم للأفكار المتطرفة، وهو ما يشكل خطورة بالغة على الأمن القومي، ففي هذا الدائرة ظهر خالد الإسلامبولى وعبود الزمر وغيرهم من مرتكبي حادث اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات وكانوا ضباطًا في القوات المسلحة.

كما تشير التقديرات إلى أن وليد بدر ربما يكون منتميًا لما كان يسمى بتنظيم جند الله الذي كان يقوده طارق أبو العزم وآخرون واستطاعت المخابرات الحربية كشف تفاصيل هذه الخلية وفصلت عناصر من الجيش المصري، وكان توقيت فصل طارق أبو العزم هو نفس توقيت فصل الضابط السابق وليد بدر في عام 2005.

يذكر أن وقائع تلك القضية رقم 2 لسنة 2003 جنايات عسكرية المعروفة باسم خلية جند الله تعود إلى شهر أكتوبر عام 2002، وذلك حسب تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 29 يونيو 2005، حيث ألقي القبض على 43 شخصًا وتم اتهامهم بالانضمام لجماعة محظورة شكلت على خلاف أحكام القانون.

وفي عام 2003 تمت إحالتهم للنيابة العسكرية، ويذكر أن تنظيم جند الله يضم 43 متهمًا، وقد ألقت أجهزة الأمن القبض عليهم، ونسبت إليهم التخطيط لتفجير سفارتي أمريكا وإسرائيل بالقاهرة، وتم حبسهم احتياطيًا، وكشف مركز المقريزي بلندن أنه من ضمن المتهمين في جند الله الإسلامي حمزة الحناوي ابن الشيخ محمود هشام الحناوي عضو مجلس شورى جماعة الجهاد الذي قتل في الشيشان، وكان مركز المقريزي قد اصدر بيانًا بمقتله بتاريخ 17 ابريل 2004.

الدور والحقيقة 

هذا وقد كشفت مصادر أمنية عن مداهمة الأمن الوطني لمنزل وليد بدر بالمنوفية وتفتيش محتويات منزله للكشف عن صلته بتنظيم القاعدة، وأشارت تقارير صحفية إلى أن بدر كان منتميًا لتنظيم القاعدة وسافر إلى أفغانستان وعمل مع أسامة بن لادن في كهوف أفغانستان.

بثت جماعة أنصار بيت المقدس، إحدى الجماعات الجهادية، مقطع فيديو على شبكة الإنترنت، كشفت خلاله عن تفاصيل محاولة اغتيال وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، في سبتمبر الماضي، زاعمه في التسجيل أن منفذ العملية رائد سبق له العمل بالجيش يُدعى وليد بدر.

وأشارت إلى أن وليد بدر هاجر إلى أفغانستان ثم العراق، وتم القبض عليه في إيران، ثم سافر إلى الشام، وبعدها عاد إلى مصر، ونفذ عملية التفجير ضد وزير الداخلية معلنة مقتله في تلك المحاولة.

ويظهر بدر مرتديًا ملابس عسكرية في مقطع الفيديو، موجهًا حديثه إلى الأحزاب الإسلامية، التي شاركت في العملية الديمقراطية، قائلًا،: ليس هذا هو الإسلام الذي دعا إليه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بل هو إسلام مشوه، وكنا ومازلنا ننصح الإخوان والسلفيين بإتباع منهج الصحابة والرسول وذلك على حد وصفه.

 مقتله 

انتهت حياة وليد بدر على خلفية مشاركته في عملية انتحارية بعد مشاركته في تنفيذ عملية اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، في أكتوبر 2013م.