رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاستخبارات الألمانية تشكك في تقارير عن "مطاردة أجانب" من قبل أنصار اليمين المتطرف

جريدة الدستور

شكك رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية في ألمانيا الجمعة بتقارير أفادت بحصول "مطاردات للأجانب" من قبل متطرفين من النازيين الجدد في مدينة شهدت توترا الشهر الماضي، في تعارض مباشر مع تصريحات للمستشارة انجيلا ميركل بهذا الشأن.

وفي تعليقات له على قضية أعادت إشعال النقاش المتعلق بالهجرة، قال رئيس الجهاز هانس يورج ماسن لصحيفة بيلد إنه "ليس لديه أي إثبات على أن تسجيل الفيديو الذي انتشر على الانترنت" والذي يظهر أشخاصا ملامحهم أجنبية يتعرضون للملاحقة أو للمطاردة، "حقيقي".

وقال "لدي تشكيك بشأن تقارير إعلامية عن مطاردات من جانب متطرفين يمينيين للاجانب في كيمنتس"، المدينة الواقعة في شرق المانيا والتي شهدت العديد من التظاهرات لليمين المتطرف منذ مقتل ألماني على أيدي رجلين يعتقد أنهما من طالبي اللجوء، في اواخراغسطس.

وأضاف ماسن "بناء على تقديراتي، هناك أسباب تدعو للاعتقاد بأنها كانت معلومات زائفة مقصودة، ربما لتحويل الانتباه عن الجريمة في كيمنتس"، من دون ان يقدم دليلا على قوله.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وحدهم أنصار اليمين المتطرف شككوا حتى الان بصحة مقاطع الفيديو المعنية.

وكان آلاف المواطنين مع أنصار المجموعات متطرفة نزلوا إلى الشارع في الأيام التي تلت حادثة الطعن، وأطلق بعضهم هتافات منددة بالأجانب كما رفعوا أيديهم على طريقة التحية النازية المحظورة.

وفي أعمال العنف التي هزت البلاد هاجم غوغاء صحافيين وشرطيين، وذلك خلال التظاهرة الأولى في اغسطس نشر صحافي مستقل يعمل لأسبوعية دي فيلت المرموقة، تسجيلين مصورين على تويتر يظهران متظاهرين وهم يلاحقون أشخاصا تدل ملامحهم على أنهم أجانب، وانتشر التسجيلان بشكل واسع على مواقع اخبارية.

وقالت الشرطة إن عددا من الاشخاص تقدموا بشكاوى تفيد بتعرضهم لاعتداءات، من بينهم ثلاثة أشخاص يحملون الجنسيات السورية والبلغارية والافغانية.

وخلص تحليل أجرته محطة "ايه ار دي" التلفزيونية الألمانية العامة الجمعة، إلى انه استنادا إلى ظروف الطقس، والتفاصيل الجغرافية وبيانات الصحافيين وشهود آخرين فإن التسجيلين المصورين صحيحين على الارجح.

ودان المتحدث باسم المستشارة الالمانية ميركل شتيفان سايبرت في برلين الأحداث في كيمنتس ومنها التقارير عن قيام متظاهرين "بمطاردة" الاجانب.

وميركل نفسها استخدمت العبارة تكرارا في الجدل الحاد الذي أعقب ذلك وقالت إن "الكراهية في الشارع" ليس لها من مكان في المانيا.

لكن رئيس حكومة مقاطعة ساكسونيا ميكاييل كريتشمر رفض قبل أيام التقارير المتعلقة بالأحداث في مقاطعته، وقال أمام المجلس المحلي إنه لم يكن هناك "غوغاء ولا مطاردة للأجانب ولا مجازر".

وقوبلت تصريحات ماسن بانتقادات حادة من الحكومة وحزب الخضر المعارض اللذين وصفا التصريحات بأنها "منافية للعقل" و"هجوم مباشر على انغيلا ميركل".

واتهم توماس اوبرمان من الحزب الاشتراكي الديموقراطي، الشريك الاصغر في حكومة "الائتلاف الموسع" لميركل، ماسن بعدم أخذ التهديدات للسلامة العامة بجدية.

وقال للاذاعة العامة دويتشلاندفونك "رأينا المشاهد وسمعنا من شهود عيان. رأينا كيف كان الناس يؤدون علنا التحية النازية".

أما شتيفان هاربارث، الخبير في الشؤون الداخلية لدى الحزب المسيحي الديموقراطي الذي تتزعمه ميركل، فطالب ماسن بأن "يشرح مصدر شكوكه" إزاء صحة الفيديو.

والجمعة، رفض المتحدث باسم ميركل سايبرت التعليق على الجدل المثار حول الامر، قائلا "لقد قلنا كل شيء يجب أن يقال".

ومن المقرر ان تنظم في وقت لاحق من الجمعة في كيمنتس تظاهرة دعت اليها المجموعة اليمينية "مؤيدون لكيمنتس"، يليها حفل موسيقي لتظاهرة مضادة تحت عنوان "أقوى بالاتحاد" من أجل دعم "الانفتاح والتعددية".

ويأتي هذا الصدام العلني لتفسير الأحداث بين ميركل وماسن في وقت يواجه "مكتب حماية الدستور"، تحقيقا بشأن توليه قضيتين بارزتين.

ويتهم المنتقدون المكتب بعدم متابعة معلومات رئيسية في التحقيق بشأن خلية للنازيين الجدد قد تكون قتلت 10 أشخاص غالبيتهم من المهاجرين، وفي عدم الاستفادة من المعلومات التي كانت تنذر بإمكانية حصول الاعتداء بشاحنة على سوق للميلاد في برلين عام 2016.

ويأتي أيضا وسط انهيار هدنة هشة إزاء الهجرة داخل الائتلاف الحكومي على خلفية جرائم اتهم أجانب بارتكابها.

والخميس دافع وزير الداخلية المتشدد هورست سيهوفر، أكثر الاصوات المنتقدة في الحكومة، عن تظاهرات كيمنتس وهاجم الهجرة بوصفها "أم جميع المشاكل السياسية".

وأظهر استطلاع جديد نشر الجمعة أن الألمان يشكون في سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة، وقال 69 بالمئة منهم في استطلاع اجرته الاذاعة العامة "إيه آر دي" إنهم يعتقدون أن دمج القادمين الجديد لا ينجح.

في 2015 فتحت ميركل الحدود أمام أكثر من مليون طالب لجوء في وقت أغلقتها دول أخرى وهي سياسة تسببت بانقسام حاد لدى الناخبين الألمان".