رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طلعت ياسين.. قائد الجناح المسلح للجماعة الإسلامية

جريدة الدستور


كعادة التنظيمات المسلحة لا يتوافر عن أعضائها الذين يحملون طابع عسكري الكثير من المعلومات، ونتيجة حالة الغموض والإنكار التي تعيشها هذه الجماعات، ومحاولات كتم الأسرار، وهذا ما نراه من خلال البحث التي قمنا بها عن عن طلعت ياسين همام، قائد الجناح المسلح للجماعة الإسلامية، برغم أنه من الشخصيات الهامة في تاريخ الجماعة الإسلامية، إلا أنه الأقل حظًا في التاريخ، فلم يتحدث عنه الكثير.

ولد بقري محافظة أسيوط، إحدى محافظات صعيد جمهورية مصر العربية، وظل مقيم هناك، حتي في فترة توليه مسئولية الجناح العسكري بالجماعة الاسلامية، ولكنه انتقل إلي محافظة القاهرة بعد مقتل الدكتور علاء محي الدين المتحدث باسم الجماعة الاسلامية في ذلك الوقت، وقام بتأجير شقة في منطقة حدائق القبة خلف مبني المخابرات المصرية.

دراسته
التحق بمدارس القرية التي كان يعيش فيها بمحافظة أسيوط، بصعيد مصر، ثم بعد ذلك دخل كلية الدراسات الإسلامية، جامعة أسيوط، وتزوج وهو في الفرقة الثانية للكلية، من إحدى الفتيات التي كانت بنفس السنة الدراسية.

عملياته
شارك طلعت ياسين في العديد من العمليات التي نفذتها الجماعة الاسلامية، فهو كان بمثابة العقل المدبر للجماعة، وذلك لأنه كان المسئول عن الجناح العسكري داخل الجماعة العسكري، فكان هو المسئول عن تعليمات والأوامر التي تصدرها الجماعة بتصفية أو مقتل أي شخصية سياسية، في ذلك الوقت، بالإضافة إلي دوره الفعال في استقطاب الشباب إلي الجماعة، باستغلاله لحب الناس له، فأي منطقة كان يسكنها، وخاصة في أسيوط، فكان وقتها التعليم قليل جدًا، فكانت تربه خصبة لهذه الجماعات الاسلامية وخاصة صعيد مصر.
فبعد عملية اغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، في 6 أكتوبر 1981م، واقتراب عدد كبير من قيادات الصف الأول للجماعة الإسلامية، للحكم عليهم بالإعدام، بدأت الجماعة في تصعيد الصف الثاني بالجماعة داخل السجون لقياداتها والذي تكون من صفوت عبدالغني وممدوح علي يوسف وعلي عبدالفتاح وعلي الديناري وهشام خليفة وطلعت ياسين همام وبدأوا توزيعهم علي الجمهورية وفي هذا الوقت الجماعة لم يكن لها أي تواجد بالقاهرة وثقلها كله بالصعيد، حتي يكونوا هم مسئولي المستقبل، فكان منهم طلعت ياسين، ومن بعدها وأصبح هو المسئول الأول العمليات التي قامت بها الجماعة في ثمانينات وتسعنيات القرن الماضي، ومن ابرزها محاولات اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك داخل مصر أو خارجها، والمحاولات المستمرة في اثارة الفوضى والفزع طيلة الفترة حكم الرئيس الاسبق مبارك.
ساهمت أفكار طلعت ياسين همام، في تحويل افكاره من شاب يعيش حياته، إلي شاب يشارك في عمليات العنف، وساهم في تشكيل أفكاره وإستراتيجيته العديد من العوامل: الأول أن تربي في مساجد الجمعية الشرعية وجماعة أنصار السنة المحمدية وهما جماعتان ذاتا توجه سلفي واضح، الثاني أن فكرة الانقلابات العسكرية كانت رائجة في ذلك الوقت في المنطقة العربية والعالم، وجرى تنفيذها بنجاح كبير في دول عربية وإسلامية كثيرة في ذلك الوقت، كما راجت في ذلك الوقت أيضا فكرة حرب العصابات من أجل التحرر الوطني، الثالث اعتقاده أن تنظيم الضباط الأحرار كان تابعًا لجماعة الإخوان، ثم خانهم لان الإخوان لم يحسنوا تربية وتثقيف الضباط على فكر الجماعة, كما أن الجماعة أخطأت لأنها لم تستخدم القوة وتحديدًا الانقلاب العسكري في مواجهة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر.