رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أشرف الغرابلي.. ذراع "البغدادي" في مصر

جريدة الدستور

في منطقة المرج إحدى ضواحي الشعبية التابعة محافظة القاهرة، تربى حتى قتل إنه أحد قادة تنظيم داعش الإرهابي، إنه أشرف علي علي حسنين الغرابلي، ويحمل اسمًا حركيًّا هو أدهم.
كعادة التنظيمات الارهابية، لا تكشف عن الهوية الحقيقة لأفرادها، وأن أغلب الروايات تكون عن طريق أجهزة الأمن، فما هو متوافر من معلومات عن الغرابلي تلك المعلومات التي أعلنت عنها وزارة الداخلية المصرية.

بخصوص المراحل الدراسية التي قطعها لم تذكر أي رواية المؤهلات التي حصل عليها، ولكن الأرجح انه حاصل علي مؤهل متوسط.

انتماءاته الفكرية

كانت انتماءات وأفكار أشرف الغرابلي، في بداية حياته مثله مثل كثير من الشباب المصري، له اهتمامات وتداعبه نظرته للمستقبل بحكم حياته في المناطق الشعبية، وبالتالي كان سهلًا للتنظيمات الارهابية استقطابه، فكانوا دائمًا ما يبحثون عن شباب جديد، بعد العمليات التي كان يشنها الجيش المصري ضد أوكار هذه التنظيمات التي ظهرت في مصر بعد الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين بعزل الرئيس محمد مرسي، بعد ثورة 30 يونيو 2013م.

انضم إلى تنظيم أنصار بيت المقدس، قبل أن يُعلن مبايعته لأبو بكر البغدادي زعيم تنظيم ما يسمي بالدولة الاسلامية –داعش-، فكان من المؤسسين لهذا التنظيم داخل مصر، وعقب تأسيسه شارك في العديد من عمليات، الاغتيالات لبعض الشخصيات السياسية في مصر، وعمليات ضد عناصر القوات المسلحة المصرية، والشرطة المصرية.

ويُعَد من أخطر العناصر الإرهابية المنتمية لتنظيم أنصار بيت المقدس، وأحد قياداته في المنطقة المركزية ومنطقة الواحات البحرية، ورغم كل هذا، وكعادة هذه التنظيمات لم تذكر رواية كاملة، عن حياة اشرف الغرابلي، قبل الانضمام إليهم، فالغموض والتشوية عنوان وأسلوب هذه التنظيمات.

مواقفه المتطرفة

وعن مواقفة الارهابية، فله العديد من المواقف، كانت أبرزها قضية عرب شركس، حيث كشفت التحقيقات في قضية عرب شركس أنه اتفق مع 3 متهمين آخرين على القيام بعملية عدائية ضد إحدى حافلات نقل الأفراد التابعة للجيش المصري أثناء سيرها وقتل مستقليها من العسكريين، بغية التأثير في الروح المعنوية لقوات الأمن المصرية، ومن ثم التشكيك في كفاءتهم القتالية بما ينتج عنه إضعاف القدرة على ضبط الأوضاع بالبلاد.

وحسبما نقلت التحقيقات، فإنه تنفيذًا لهذا الغرض تقابل القيادي الأول أشرف على على حسنين الغرابلي، مع عضو التنظيم عبد الرحمن سيد رزق أبو سريع، وأعضاء التنظيم الذين لقوا مصرعهم في أثناء ضبطهم، وحرضهم على التنفيذ وأمدهم بالبندقية الآلية والدراجة البخارية والسيارة الميتسوبيشي المضبوطين على ذمة الأوراق.

استهداف معبد الكرنك وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة، أن المتهم الأول في حادث استهداف معبد الكرنك هو أشرف على الغرابلي، والمحرك الأساسي في عملية تفجير معبد الكرنك، والذى كلف عضو التنظيم المتهم طارق عبد الستار بتأسيس وتولى مسئولية خلية إرهابية تعمل بشكل عنقودي، وإعداد عناصر تلك الخلية عسكريًا وحركيًا، وكلف المتهم حسن سمير حسين بسيوني من ذوى الخبرة في مجال تصنيع العبوات المتفجرة بإعداد دورة لعناصر تلك الخلية في مجال تصنيع العبوات الناسفة، وكيفية رصد المنشآت الهامة، تمهيدًا لاستهدافها واستخدام أسماء حركية وخطوط هواتف محمولة مغلقة لتجنب الرصد الأمني.

كما كلف عنصرين انتحاريين أجنبيي الجنسية لمعاونة عناصر خلية المتهم طارق عبد الستار في استهداف معبد الكرنك بالأقصر، وأنه نفاذًا لتلك التكليفات فقد كلف المتهم طارق بقيادة تلك الخلية واستهدفوا معبد الكرنك والأجانب المترددين عليه بغية الأضرار بالسياحة في مصر والتأثير على الاقتصاد القومي وإشاعة الرعب بين المواطنين بهدف إسقاط الدولة.

التكليفات التنظمية

تفجير مديرية أمن القاهرة كما كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في قضية تنظيم أنصار بيت المقدس، عن اشتراك المتهم أشرف الغرابلي في تنفيذ تفجيرات مديرية أمن القاهرة بسيارة مفخخة بثمانمائة كيلو جرامات من مادة ثلاثي نيتروتولوين (TNT) المفرقعة شديدة الانفجار اتصلت بدائرة إلكترونية لتفجيرها عن بُعد، وذلك من خلال رصد مبنى المديرية قبل عملية التنفيذ.

بالإضافة إلى قيامه برصد مبنى المديرية في يوم تنفيذ الحادث والوقوف على مداخله ومخارجه وآخرين ثم انتظروا على مقربة منه حتى أيقنوا أمان طريقهم إليه فانطلق متوفى بالسيارة سالفة الذكر صوبه وأعقبه المتهمان الرابع عشر والخامس والثلاثون ومتوفى مستقلين سيارة قادها أولهم، وما أن وصل المتوفى ترجل من السيارة المجهزة واستقل الأخيرة مبتعدين عن مبناها، كما تولى تأمين طريق هروب المتهمين من مسرح الجريمة.

اغتيال الرائد محمد مبروك الضابط بجهاز الأمن الوطني كما كشفت اعترافات أعضاء التنظيم في تحقيقات نيابة أمن الدولة عن اشتراك المتهم أشرف الغرابلي مع كل من قيادي تنظيم أنصار بيت المقدس محمد عفيفي، ومحمد بكرى هارون في اغتيال الرائد محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطني.

وذلك بعد أن كشفت التحقيقات أن كلا من المتهم الثاني محمد على عفيفي بدوى ناصف، مؤسس تنظيم أنصار بيت المقدس خارج نطاق محافظة سيناء ومدن القناة، ومحمد بكرى محمد هارون، والذى اجتمع مع باقي المتهمين المنفذين لعملية الاغتيال، وهم أشرف على حسنين، وعمرو عبد الحميد، ووسام مصطفى، وأحمد عزت شعبان، رجل أعمال ومدير إحدى الشركات، اتفقوا على قتل المجنى عليه.

 المخطط والرصد

وقالت التحقيقات إنهم وضعوا مخططًا حدد دور كل منهم، فأعدوا لهذا الغرض سيارات وأسلحة نارية وبنادق آلية، وتنفيذًا لذلك انطلقوا حيث مسكن المجنى عليه، وتواجد أمامه المتهمون أشرف على حسانين، وعمرو حسنين مصطفى، ووسام مصطفى سيد، وفور مشاهدتهم للشهيد متوجهًا إلى سيارته لاستقلالها للمغادرة، هاتفوا المتهمين محمد على عفيفي، ومحمد بكرى هارون، والمتوفين الكامنين على مقربةِ من مسكنه بسيارةِ قادها المتهمُ بكرى هارون؛ فتتبعوه حتى حاذوا سيارته، وما أن ظفروا به أمطره المتهمون بوابلٍ من الأعيرةِ الناريةِ قاصدين إزهاق روحه فأحدثوا به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياته.

وأوضحت التحقيقات، أن الإصابات هي عبارة عن 26 طلقة نارية في الجزء العلوى للشهيد، عبارة عن 17 طلقة في الوجه فقط بينهم 4 بالفم و9 طلقات بالصدر والرقبة وفروا هاربين، بينما ظل المتهمان الثامن والعشرون أحمد عزت شعبان والتاسع والعشرون أنس إبراهيم فرحات، كل بسيارةِ على مسرح الجريمة، حيث استبدل أولُهما لوحات السيارةِ قيادة المتهم الثالث، وأمْن المتهمون طريق هروبهم وأخفى الأسلحة النارية سالفة البيان، واصطحب ثانيهما المتهم الثاني بسيارته مؤمنًا هروبه.

اغتيال مدير مكتب وزير الداخلية واشترك بطريقي الاتفاق والمساعدة في ارتكاب قتل اللواء محمد السعيد سعد الدين مدير المكتب الفني لوزير الداخلية عمدًا مع سبق الإصرار والترصد بأن اتفق مع متهمين آخرين على ارتكابها وأعد لهما مخططًا حدد به دوريهما، وساعدهما بأن أمدهما بمواعيد غدو المجنى عليه ورواحه واصطحابهما، حيث مسكنه وأرشدهما عن طرق سيره، فتمت الجريمة بناء على هذا الاتفاق وتلك المساعدة على النحو المبين بالتحقيقات.

التحريض والإثارة

التحريض على أحداث كنيسة العذراء بالوراق، كما كشفت التحقيقات عن قيام المتهم أشرف الغرابلي بالتحريض على ارتكابها حادثة إطلاق الأعيرة النارية على كنسية العذراء بالوراق، والتي أسفرت عن مقتل كل من الطفلة مريم نبيل فهمى ومحمد إبراهيم على وسمير فهمى عازر وكاميليا حلمى، وأعطى تعليمات لمنفذي الواقعة بالتنفيذ وأعد مخططًا حدد به دور كل منهم. استهداف نقطة الارتكاز الأمني أعلى كوبرى مسطرد واشترك بطريقي الاتفاق والمساعدة في ارتكاب جناية الشروع في قتل قوات أمن نقطة الارتكاز الأمني أعلى كوبرى مسطرد، وذلك بعد أن اجتمع بالمتهم محمد على عفيفي واضعًا مخططًا حدد به دور كل منهم، وأعدوا لهذا الغرض عبوة مفرقعة حوت مادة ثلاثي نيتروتولوين (TNT) المفرقعة شديدة الانفجار وسيارتين ودراجة بخارية، وتنفيذًا لذلك انطلقوا صوبها وزرع المتهم الرابع والعشرون والمتوفى العبوة الناسفة بمحيطها، ففجرها المتهم السابع عشر قاصدين إزهاق أرواحهم فأحدثوا بالمجنى عليهم الإصابات الموصوفة بالتقارير الطبية، وقد خاب أثر الجريمة لسبب لا دخل لإرادتهم فيه هو إسعاف المجنى عليهم ومداركتهم بالعلاج، وقد ارتكبت الجريمة تنفيذًا لغرض إرهابي على النحو المبين بالتحقيقات.

محاولة اغتيال ضابط شرطة كما كشفت التحقيقات عن قيام المتهم بالشروع في قتل أدهم عصام الدين حامد ـضابط شرطةـ عمدًا مع سبق الإصرار، بأن بيت النية وعقد العزم المصمم على قتله وأعد لهذا الغرض عبوة مفرقعة حوت مادة ثلاثي نيتروتولوين (TNT) المفرقعة شديدة الانفجار، وتنفيذًا لذلك وضع العبوة الناسفة بسيارة الشرطة المخصصة للمجنى عليه قاصدًا إزهاق روحه، وقد خاب أثر الجريمة لسبب لا دخل لإرادته فيه هو عدم تفجيرها لخلل بدائرتها الإلكترونية، وقد ارتكبت الجريمة تنفيذًا لغرض إرهابي على النحو المبين بالتحقيقات.

سرقة مكتب بريد المطرية كما كشفت التحقيقات عن تنفيذ المتهم وآخرين لواقعة سرقة بمكتب بريد العزب بالمطرية، وكان ذلك بطريق الإكراه، بأن وضع مخططًا حدد به أدوارهم لسرقة أموال مكتب البريد وتوجهوا جميعًا صوبه مستقلين سيارة وما أن بلغوه اقتحمه المتهم وآخر مشهرين أسلحتهما النارية -بنادق آلية- في وجه المتواجدين به مطلقين أعيرة منها بينما ظل الآخرون خارجه لتأمينهم فبثوا الرعب في نفوسهم وشلوا بذلك مقاومتهم وتمكنوا بتلك الوسيلة بالإكراه من الاستيلاء على المبلغ على النحو المبين بالتحقيقات. كما كشفت مصادر أمنية مطلعة عن تورط المتهم أشرف الغرابلي في تنفيذ تفجيرات مبنى الأمن الوطني في شبرا.

 ليلة مصرعه

وفي 9 نوفمبر 2015م، أعلنت وزارة الداخلية، عن مقتل أشرف الغرابلي، خلال عملية مداهمة أمنية بمنطقة المرج، شهدت تبادلًا لإطلاق النار مع قوات الأمن، انتهى بمقتل الإرهابي الهارب، وذكرت الوزارة، أن الأجهزة الأمنية تمكنت من رصد الأماكن التي كان يذهب إليها، حيث كان يتردد على منطقة المرج، بهدف الإعداد والتخطيط لتنفيذ عملية إرهابية كبرى، بنطاق المنطقة المركزية.