رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الجيش السوري الحر» المخرب الأكبر.. مفاوضات فاشلة وتحالفات لتشتيت الدولة (3-3)

جريدة الدستور

لم يتوقف الجيش السوري الحر، عند بداية ظهوره على المعارضة السلمية، والمشاركة في المفاوضات طويلة الأمد، التي تنتهي دائمًا بالفشل، بالإضافة إلى السقطات بتحالفه مع تركيا وموافقته على التعاون مع الولايات المتحدة، بل لجأ إلى العمل العسكري ضد قوات الجيش السوري، بهدف إسقاط النظام.

العمليات العسكرية التي أعلن عنها الجيش الحر على لسان قائده "رياض الأسعد"، ضد النظام السوري، لإسقاطه حسب قوله، لم تتوقف عند ذلك، بل امتدت إلى نشوب صراعات داخلية بين الفصائل والجماعات الإرهابية، لتتحول بالفعل سوريا إلى متاهة دموية يكون الشعب السوري هو الضحية الأولى، ليعلن بسببها الفرار من ويلات الحروب إلى الدول الأخرى.

سقطات الجيش الحر

وقع الجيش الحر، في سقطات تاريخية لا يمكن التبرؤ منها، إذ أعلن عن تحالفه مع القوات التركية والولايات المتحدة، لمواجهة الدولة السورية، بزعم إسقاط النظام، كان أبرزها ما أعلن عنه "الأسعد" في سبتمبر 2014، من إمكانية التعاون مع أمريكا في مواجهة النظام السوري، مؤكدًا أن التعاون المباشر سيكون فقط حول إسقاط النظام، بالإضافة إلى ما أعلنه البيت الأبيض في سبتمبر من العام نفسه، أنه يود أن يضمن الكونجرس التفويض بتسليح المعارضين السوريين المعتدلين وتدريبهم، في مشروع قرار قيد المناقشة خاص بتمويل الحكومة.

وعلى إثر هذا الإعلان، أكد ما يعرف بـ"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، في بيان له، استعداده كي يكون شريكًا في الحلف الدولي، ليس للقضاء على تنظيم داعش ومحاربته فقط، بل لإسقاط النظام السوري.

وفي سبتمبر 2016، أكدت صحيفة ""وول ستريت جورنال"، أن الولايات المتحدة وافقت على إرسال 40 جنديًا من قواتها الخاصة إلى شمال غربي سوريا؛ لمساعدة القوات التركية هناك في قتالها ضد تنظيم داعش الإرهابي.

أبرز العمليات العسكرية

نفّذ الجيش الحر، العديد من العمليات العسكرية منذ اندلاع الاحتجاجات السورية 2011، كان أبرزها اقتحام السجن المركزي بمدينة إدلب، في يناير 2013، وحرّر على إثره 300 سجين، بعد عملية اقتحام لسجن يضم مئات المعتقلين في عملية هي الأولى نوعها منذ بدء الاحتجاجات.

وسيطر الجيش الحر في أغسطس 2014، على معبر "القنيطرة" الحدودي مع هضبة الجولان السورية، بينما استهدف في أغسطس 2015، منطقة سجنة في درعا البلد، وحي المنشية والضاحية وتجمعات ومراكز قوات النظام في المربع الأمني، والبانوراما والأفرع الأمنية الأخرى، براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة والهاون، بالإضافة إلى اشتباكات بالأسلحة المختلفة وقعت على محور مخيم درعا وطريق السد ودوار الحمامة والأطراف الشرقية للمدينة بالقرب من الأمن الجوي، بالإضافة إلى إسقاط طائرة مروحية روسية في ريف حماة الشمالي، في سبتمبر 2016.

وفي ديمسبر 2017، أسقط الجيش الحر طائرة حربية تابعة لقوات النظام السوري في الريف الشرقي لمحافظة حماة بعد قيامها بش هجمات عنيفة على المنطقة، بينما أطلق في يناير مطلع العام الحالي عملية عسكرية بمساندة تركية، في عملية "غصن الزيتون"، في مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة عناصر "ب ي د بي كا كا" المصنفة غرهابية من قبل تركيا، بالإضافة إلى اكتشافه في إبريل من العام نفسه، مقرًا عسكريًا حفره مسلحو "بي كا كاي ب ك" تحت الأرض في منطقة غابات بالقرب من مركز ناحية عفرين، الذي حررته عملية غصن الزيتون من في 18 مارس الماضي.

مفاوضات تبوء بالفشل

دخل الجيش الحر، في العديد من المفوضات مع النظام السوري، باءت جميعها بالفشل، كان آخرها المفاوضات التي حدثت عقب سيطرته بالتعاون مع القوات التركية على مدينة عفرين والمناطق القريبة منها بريف حلب الشمالي، في مارس الماضي، بالإضافة إلى مفاوضات بشأن مدينة تل رفعت، بين تركيا وروسيا، تقضي بانسحاب القوات الروسية وغيرها من مناطق تل رفعت وما حولها ليتسنى للجيش التركي والجيش الحر دخولها.

في يونيو الماضي، وقعت مفاوضات بين "الحر" ورسيا في مدينة بصرى بدرعا، بوساطة العسكريين الروس من مركز حميميم للمصالحة بين الأطراف المتناحرة في سوريا والتابع لوزارة الدفاع الروسية، وباءت بالفشل بسبب إصرار الطرف الروسي على تسليم الفصائل أسلحتها الثقيلة، وفق مع أعلنه المتحدث باسم غرفة العمليات المركزية التابعة لـ"الحر"، المدعو أبو شيماء، بالإضافة إلى إعلانه في مايو 2017، عن تعليق مشاركته في مفاوضات جنيف.

صراعات داخلية وحروب بدعم تركي

نشبت الصراعات الداخلية بين الجيش الحر والفصائل والتنظيمات الإرهابية، بدعم تركي، كان أبرزها ضد جبهة النصرة، وداعش، ففي مارس 2016، أعلن "الحر" أن جبهة النصرة في ريف إدلب شنت هجومًا على إحدى الفرق التابعة له واستحوذت على جميع السلاح المتواجد في مقار الجيش بإدلب.

وفي أغسطس 2016، شنّ الجيش الحر بالتعاون مع القوات التركية على مدينة جرابلس الواقعة على الحدود السورية التركية واستعادتها من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، بينما قام الجيش الحر في ديسمبر من العام نفسه، بطرد عناصر داعش من مدينة الباب بحلب، وسيطرت على الطريق السريع الذي يربط المدينة مع حلب، بدعم تركي.

وفي فبراير 2017، هاجم عناصر الجيش الحر جماعة خالد بن الوليد التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، في ريف درعا الغربي، بينما استعاد الحر في إبريل 2018 السيطرة على جميع النقاط التي وقعت في قبضة عناصر داعش بريف درعا الغربي جنوبي البلاد، بعد معارك عنيفة بين الجانبين.