رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإخوان صنعوا الثورة ضد أنفسهم

منتصر عمران
منتصر عمران

حتى الساعات الأولى من الثالث من يوليو منذ خمس سنوات كان مازال محمد مرسى داخل قصر الاتحادية حسب التقارير الصحفية من مندوبى الصحف داخل القصر.

وكانت نشرات الإذاعة والتلفاز تذكر محمد مرسى بلقب الرئيس، ولكن عندما ألقى السيسى البيان كان بمثابة كلمة السر التى تغيرت بها مسار حركة القصر وأصبح هناك وضع جديد.

ولكن للأسف قادة الإخوان فى رابعة فى واد آخر حتى انى عندما اتصلت بأحد الأصدقاء صباح يوم الثالث من يوليو منذ خمس سنوات وكان مرابطا- كما كان يقال- وسألته إيه توقعات القادة عندك من بيان الجيش الذى سيلقيه السيسي بعد ساعات قليلة، قال يا اخى الجيش مع الشرعية الدستورية والذين فى التحرير هم الفلول والمنتفعون.. الى هذه الدرجة كان الجميع مغيبا من معرفة الواقع والجميع ايضا اخذتهم السكرة!

وقع بيان الجيش على من برابعة كالصاعقة لانهم كانوا مغيبين عن الواقع ظانيين ان كل من فى رابعة هم الشعب !!

وكان بيان المتحدث الرسمى للقوات المسلحة قبلها بيومين فقط يوضح للإخوان ومن معهم ان ما حدث ما هو إلا جولة من جولات التنافس السياسى قد خسرها الإخوان وعليهم أن يكونوا مع إرادة الشعب بالمشاركة.

كما كانت التقارير الصحفية وقتها تقول انه تم توجيه الدعوة للدكتور الكتاتنى بصفته رئيس حزب الإخوان بحضور اجتماع السيسى وعلى ان يكون للإخوان فى أول حكومة قادمة ثلاثة وزراء.

ولكن كان الجميع فى غمرتهم ساهمون وحتى هذه اللحظة منذ خمس سنوات كانت كل الاماني للإخوان ممكنة، كما ان الفرص كلها متوفرة، ولكن كانت العقول متحجرة والغفلة مسيطرة والسكرة واقعة، فوقعت على الاخوان الضربة القاصمة.

ومن القرارات التي سبقت ثورة يونيو بأيام قليلة وكانت سببا في تعجيل وقوع الثورة على نظام الإخوان هو تعيين أحد قادة الجماعة الإسلامية محافظا للأقصر وقد حدثت المشاهد الاولية لثورة يونيو ولكن على نطاق المحافظة.

فعندما قرر محمد مرسي تعين الخياط محافظا للاقصر وكان من قادة حزب البناء والتنمية الذراع السياسي للجماعة الاسلامية، وكان هناك رفض شعبي ونخبوي كبير انشأت الجماعة الاسلامية متمثله في حزبها غرفة عمليات لمتابعة الموقف في شقة أحد قادة الجماعة بالأقصر وكان على رأس هذه الغرفة رفاعي طه القيادي التاريخي للجماعة واحد أبناء الأقصر وكنت أحد الموجودين داخل هذه الغرفة بصفتي المسئول الإعلامي للحزب بالمحافظة وكنت على تواصل باعلام المحافظة وصحفي المواقع الاخبارية الذين كانوا يحصلون مني عبر هاتفي على اخر المستجدات اولا باول وذلك بموافقة مسئول الحزب بالمحافظة

وكانت الجماعة ولآخر لحظة مصرة على تمكين محافظهم من تولي المنصب عكس ما كان ينشر وقتها، واثناء انتظار قدوم المحافظ من سوهاج مسقط رأسه وكان قدومه عن طريق السيارات ومعه جمع من أعضاء الحزب برفقته حيث كانت الدولة متمثلة في المحافظة ومديرية الامن قد رفعت يدها من الموضوع حتى ان مسئولا المحافظة رفض ارسال سيارة المحافظة لاستقبال المحافظ الجديد وكان هذا ردا من المحافظة عندما اتصلت بهم هاتفيا حيث كنت مسئولا بالتواصل مع المحافظة واخبرت قادة الجماعة بذلك وقتها الذين استغربوا الامر واتصلوا بأمين حزب الحرية والعدالة الذي وصل بالفعل الى مقر غرفة العمليات هو ومساعدة والتقوا برفاعي طه وقادة الجماعة واتصل وقتها مسئول الحرية والعدالة بمدير أمن الأقصر الذي لم يرد عليه. وعندما غادر مسئول الحرية والعدالة مقر الحزب ولم نره مرة اخرى وهذه عادة الاخوان في التخلي عن مؤيديهم عند الشدة، ومرت الساعات وتأكد ان المحافظ مرفوض بشدة من قبل اهالي الاقصر واتخذ المحافظ قراره بعد وصوله الى مدينة قنا التي تبعد 60 كيلوا عن الاقصر بعدم مواصلة الطريق والعودة الى بيته واعلان استقالته، وعندها ذهب رفاعي طه الى ميدان ابوالحجاج الذي يجمع اعداد قليلة من الجماعة الاسلامية بعد ان تخلى عنهم الإخوان وأعلن استقالة المحافظ حقنا للدماء!!

وعلى الرغم من اعلان الجماعة الاسلامية استقالة المحافظ الجديد الا ان المئات من سكان الأقصر ظلوا في الشوارع وأعلنوا رفضهم فك اعتصامهم أمام مبنى المحافظة على الرغم من استقالة عادل أسعد الخياط، المنتمي للجماعة الإسلامية الذي عينه مرسي محافظا للأقصر مؤكدين أن استقالته لن تغير موقفهم وأنهم مستمرون في اعتصامهم حتى اسقاط نظام الرئيس محمد مرسي. وبالفعل كانت هذه الاعتصامات والتظاهرات بمثابة الشرارة الاولى لانطلاق ثورة يونيو وعندها استقبل المعتصمون أمام ديوان عام المحافظة خبر استقالة الخياط بفرحة عارمة مرددين هتافات مثل: "الله أكبر.. الله أكبر"