رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فتاوى هدم الآثار والتماثيل.. خلافات فقهية وردود على المتشددين

جريدة الدستور

في ديسمبر من العام الماضي، تسلق أحد المتشددين تمثال "عين الفوارة" الشهير بوسط مدينة سطيف في الجزائر، وهو تمثال مصنوع من الرخام لمرأة عارية تطفو على صخرة عالية طولها مترين، يتدفق منها، ماء بارد في الصيف، ودافئ في الشتاء.

وبدأ المعتدي بمطرقة حديدية بطمس وكسر عدد من أجزاء التمثال وتحديدًا الوجه والصدر لكونه لامرأة عارية وسط مقاومة وإصرار شرس من الرجل على إكمال مهمته حتى استطاعت الشرطة الجزائرية الإمساك به، مما آثار جدلًا كبيرًا وأعاد للأذهان مرة أخرى الحوادث الكثيرة لتحطيم الآثار على يد هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة.

ففى يوم 26 فبراير من عام 2001م حطمت حركة طالبان بأفغانستان تمثال "بوذا" فى منطقة باميان، وفى ذات التاريخ تقريبًا 26 فبراير ولكن من عام 2015م ارتكب تنظيم "داعش" الإرهابي فى العراق بجريمة أشد بشاعة هزت الضمير الإنسانى كله وتحديدًا فى متحف مدينة الموصل حيث ذبح التاريخ على أعتابها حينما قام بتحطيم الآثار الموجودة فى المتحف المؤلف من ثلاث قاعات، تحوى تماثيل وآثار تؤرخ للحضارية الآشورية، ثم بث شريط فيديو لعملية التحطيم يظهر همجيتهم وجهلهم الشديد وقد ظهر فى الشريط أحد عناصر التنظيم أمام تمثال ضخم، وهو يقول "أيها المسلمون، إن هذه الآثار التي ورائي انما هي اصنام واوثان لاقوام في القرون السابقة، كانت تعبد من دون الله عز وجل".

لماذا يحطم المتشددون التماثيل؟
تظهر العلة عند هؤلاء الإرهابين والمتطرفين في الإجابة عن سؤال، لماذا يحطمون الأصنام؟ إنها عقيدة بداخلهم وأحكام ينسبونها للشرع الشريف فهل فعلًا التماثيل حرام وشرك وضلال؟
لو كان الأمر مقتصرا على تنظيم داعش أو أشباهه من هذه التنظيمات الإرهابية لهان الأمر، لكن المشكلة تكمن فى أنك حينما تبحر بقاربك المتواضع قليلًا فستجد أن هناك أصلا تراثيا يؤسف له يتبنى نفس الأفكار وهناك علماء رسميون واُناس يوصفون بأنهم معتدلون لديهم نفس العقائد والتصورات يبثونها من خلال قنوات ومنابر رسمية وغنى عن الذكر تلك التيارات التى تنسب نفسها للسلف وتدعى أنها تحارب الإرهاب وأنها تصطف معنا الآن فالمهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية بالإسكندرية قال: إن التماثيل الفرعونية تشبه التماثيل التى كانت حول الكعبة عندما فتحها الرسول، نفس كلمات الفتى الداعشى السابقة قالها عبدالمنعم الشحات ذلك عام 2011م ونفذت داعش فتاوه فى 2015م طالب الشحات بأن يتم النظر فى أمر هذه التماثيل وعلاجها مثلًا بتغطية وجهها بالشمع وفى الأسكندرية نفذ السلفيون وصايا عبد المنعم الشحات.

فى ذات الصف يقف جل علماء المملكة العربية السعودية ودعاة أمثال "الدكتور عمر عبد الكافى وسالم عبدالجليل"، بالإضافة إلى أنك إذا نظرت إلى موقع "إسلام ويب" التابع لإدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة قطر وموقع دار الإفتاء والبحوث التابع لسعودية، نجد فتوى يحمل مضمونها جواز هدم التماثيل والذي يسمونها بـ"الأصنام".

فموقع إسلام ويب نشر إبريل 2003، فتاوى كانت تحمل دلالات شرعية على وجوب هدم الأصنام: "ومن ذلك: ما رواه مسلم (969) عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك ‏على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا تدع تمثالا إلا طمسته، ‏ولا قبرًا مشرفا إلا سويته ". وما رواه مسلم (832) عن عمرو بن عبسة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: وبأي شيء ‏أرسلك ؟ قال: "أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك ‏به شيء ".‏

وتابعت الفتوى: "ويتأكد وجوب هدمها إذا كانت تعبد من دون الله: روى البخاري (3020) ومسلم (2476) عن جرير بن عبد الله البجلي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جرير ألا تريحني من ذي الخلصة بيت لخثعم كان يدعى كعبة اليمانية قال فنفرت في خمسين ومائة فارس وكنت لا أثبت على الخيل فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب يده في صدري فقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا قال فانطلقَ فحرَّقها بالنار ثم بعث جرير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يبشره يكنى أبا أرطاة منا فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ما جئتك حتى تركناها كأنها جمل أجرب فبرك رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات".‏

وتبدو قضية صنع التماثيل لا تتوقف على كونها قضية فقهية، بل تتعداها إلى أبواب الاعتقاد، لدى التيارات السلفية، حيث يقولو: اعلم- رحمك الله-: أنه لا يشك موحد بأن كسر الأصنام وتحطيمها وتوحيد العبادة لله عز وجل وتجريدها من أجل القربات إلى الله عز وجل!!.

وعلى هذا المنوال، أفتى القيادي في "الدعوة السلفية" في مصر مرجان الجوهري بهدم الأهرام وتحطيم أبو الهول، في مقابلة تلفزيونية عبر قناة "دريم"، باعتبار ان "كل صنم أو تمثال أو وثن يعبد أو يُخشى أن يعبد ولو من فرد واحد في العالم، يجب أن يحطم وهذا واجب على من يمتلك القرار''.


الصحابة لم يرو هذه الأصنام!
ومن العجائب التي يتداولها التيار السلفي في العالم، هو أن هذه التماثيل لم يرها السلف الصالح، حيث جاء في فتوى على موقع "إسلام ويب" أحد أهم المرجعيات السلفية الموجودة في العالم العربي، حيث عرض أحد المتابعين للموقع سؤالا حول كيف وصلت لنا التماثيل وغيرهم، كيف تركها الصحابة الفاتحون؟

وأجاب الموقع "أن هذه الأصنام لا تخرج عن ثلاثة وجوه، الأول: أن تكون تلك الأصنام في أماكن نائية لم يصل إليها الصحابة، فإن فتح الصحابة ‏لمصر مثلًا لا يعني، وصولهم إلى كل أرض فيها. ‏

الثاني: أن تكون تلك الأصنام غير ظاهرة، بل داخل منازل الفراعنة وغيرهم، وقد كان ‏هدي النبي صلى الله عليه وسلم الإسراع عند المرور على ديار الظلمة والمعذبين، بل جاء ‏نهيه عن دخول تلك الأماكن. ‏

الثالث: أن كثيرًا من هذه الأصنام الظاهرة اليوم كان مغمورًا مطمورًا، أو اكتشف حديثًا، ‏أو جيء به من أماكن نائية لم يصل إليها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.‏



الأزهر يؤيد ويرفض

أما عن موقف الأزهر، فيأتي ذلك عبر لسان أحد قادتها، الشيخ عطية صقر فى فتوى رسمية أيضًا وردًا على سؤال موجه لدار الأفتاء المصرية يقول: ما حكم التصوير والرسم والنحت؟
كان جوابه: اختلف الفقهاء فى حكم الصور والتماثيل وإليك ملخص ما قيل:

أولا- حكم اقتنائها: اتفق العلماء على حرمة اقتنائها إذا كان الغرض منها العبادة أو التقديس، لأنها رجس والله يقول { فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور } الجج: 30 وإن لم يكن الغرض منها ما ذكر فهو حرام أيضا إذا توافرت هذه الشروط:

1 - أن تكون التماثيل تامة الأجزاء الظاهرية.
2 - ألا تكون هناك مصلحة تدعو إلى اقتنائها.
3- أن تكون من مادة تبقى مدة طويلة كالخشب والمعدن والحجر.

وذلك للأحاديث السابقة، ولسد الذريعة إلى عبادة الأصنام، وعدم التشبه بمن يحرصون على تقديسها، كما مزق النبى صلى الله عليه وسلم ثوبا فيه تصاليب، لأنها ترمز إلى عقيدة جعلها بعض الناس من أصول دينهم. وبمقتضى هذه الشروط يقال:

(أ) لو كان التمثال نصفيا أو نقص منه جز لو كان التمثال حيا لا يعيش بدونه كالرأس أو البطن، جاز اقتناؤه وإن كان ذلك مكروها. ونقل عن المالكية جواز اتخاذ التمثال التام إذا كان فيه ثقب فى مكان بحيث تمتنع معه الحياة حتى لو كان الثقب صغيرا، واشترط الحنفية والحنابلة فى هذا الثقب أن يكون كبيرا حتى يجوز اقتناؤه.

(ب) ولو كانت هناك مصلحة فى اتخاذ التمثال كلعب البنات أو كوسيلة إيضاح فى التعليم جاز ذلك، لان النبى صلى الله عليه وسلم أقر وجود العرائس عند عائشة كما فى الصحيحين. وعلل العلماء هذا بأن فيها تمرينا للبنات على المستقبل الذى ينتظرهن، وهو اسثناء من عموم النهى عن الصور. 

وتوسع بعض العلماء فأجاز التماثيل التى تقام لتخليد ذكرى العظماء، وإن كان ذلك مكروها فى نظرهم، لأنه قد يجر إلى عبادتها، كما عبدت تماثيل ( وَدّ وسواع ويغوث ويعوق ونسر) وكانت فى الأصل لتخليد ذكرى قوم صالحين كما ورد فى الحديث، ولان الأوْلى فى تخليد العظماء أن يكون بالمنشآت المفيدة كالمدارس والمصحات".

الإمام محمد عبده والاهتمام بالآثار

وقبل الجريمة الداعشية المذكورة بقرنٍ وعقد، تحديدًا في شهر مارس 1904، كتب مفتي الديار المصرية آنذاك الإمام محمد عبده، باسمه المستعار "سائح بصير"، مقالًا في مجلة "المنار" التي كان يصدرها محمد رشيد رضا، عن زيارة قام بها لجزيرة صقلية، وقد جاء فيه: "لا تبخس أهل سيسليا (صقلية) حقهم، فإنّهم فهموا مسألة لا بأس بفهمها، وأظنهم عرفوا ذلك من إخوانهم أهل شمالي إيطاليا وبقية الأوروبيين، وهي المحافظة على الآثار القديمة والجديدة".

لم يخفِ الامام محمد عبده إعجابه بظاهرة اهتمام الصقليين بالآثار، لا بل استفاض في الكتابة عن مشاهداته، مشيدًا بحرص هؤلاء القوم على حفظ الصور المرسومة على الورق والنسيج وكذلك التماثيل.

وفي معرض تفسيره لهذا "الحرص الغريب"، كتب الإمام محمد عبده: "إذا كنت تدري السبب في حفظ سلفك للشعر، وضبطه في دواوينه، والمبالغة في تحريره، خصوصًا شعر الجاهلية، وما عني الأوائل - رحمهم الله - بجمعه وترتيبه، أمكنك أن تعرف السبب في محافظة القوم على هذه المصنوعات من الرسوم والتماثيل، فإن الرسم ضرب من الشعر الذي يُرى ولا يُسمع، والشعر ضرب من الرسم الذي يُسمع ولا يُرى".

وعلى أثر ذلك، انطلق الإمام محمد عبده في الحديث عن "حكم هذه الصور في الشريعة الإسلامية"، و"هل هذا حرام أو جائز أو مكروه أو مندوب أو واجب؟"، فقال: "إنّ الراسم قد رسم، والفائدة محققة لا نزاع فيها، ومعنى العبادة وتعظيم التمثال أو الصورة قد محي من الأذهان، فإما أن تفهم الحكم من نفسك بعد ظهور الواقعة، وإما أن ترفع سؤالًا إلى المفتي وهو يجيبك مشافهة".

واستطرد: "إذا أوردت عليه (المفتي، وهو نفسه كاتب المقال) حديث: إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصوّرون، أو ما في معناه مما ورد في الصحيح، فالذي يغلب على ظني أنه سيقول لك: إن الحديث جاء في أيام الوثنية، وكانت الصور تتخذ في ذلك العهد لسببين: الأول اللهو، والثاني التبرك بمثال من ترسم صورته من الصالحين. والأول مما يبغضه الدين، والثاني مما جاء الإسلام لمحوه. والمصور في الحالين شاغل عن الله، أو ممهد للإشراك به، فإذا زال هذان العارضان وقصدت الفائدة كان تصوير الأشخاص بمنزلة تصوير النبات والشجر في المصنوعات".

وأضاف مفتي الديار المصرية: "يغلب على ظني أن الشريعة الإسلامية أبعد من أن تحرّم وسيلة من أفضل وسائل العلم، بعد تحقيق أنه لا خطر فيها على الدين لا من جهة العقيدة ولا من وجهة العمل".



الفقه يحسم المسألة

هكذا نصل لنهاية المطاف ومذكرين بطرف من الأدلة الصريحة التى أباحت النحت والتصوير والتماثيل مالم تعبد من دون الله فالله يقول "يعملون له مايشاء من محاريب وتماثيل" فالآية لم تنكر ذلك بل عدته من النعم التى أنعم الله بها على نبى من أنبيائه كما أن هناك بعضًا من فقهائنا القدامى أباحوها مثل: المفسر أحمد بن اسماعيل المرادى "المتوفى 338هجرية والمعروف بالنحاس، والقرطبى المفسر المشهور أيضًا فى تفسيره للآية السابقة وأبو العباس أحمد بن إدريس "684هجرية" وفى العصر الحديث على سبيل المثال الإمام محمد عبده وجل مشايخ الأزهر وهو المفتى به فى دار الإفتاء المصرية.

استدل الأزهر أن النبي عليه الصلاة والسلام وجد يوم الفتح في جوف الكعبة تمثالًا كبيرًا مزوقًا لمريم العذراء، وفي حضنها عيسى، فمسح عليه بيديه الشريفتين، ونهى الصحابة عن تحطيمه، كما حطمت بقية الأصنام، وبقي داخل جوف الكعبة، إلى أن حطم زمن عبد الله بن الزبير.

ما يجب الإشارة إليه أنه في شهر مارس 1904، كتب مفتي الديار المصرية آنذاك الإمام محمد عبده، باسمه المستعار "سائح بصير"، مقالًا في مجلة "المنار" التي كان يصدرها محمد رشيد رضا، عن زيارة قام بها لجزيرة صقلية، وقد جاء فيه: "لا تبخس أهل سيسليا (صقلية) حقهم، فإنّهم فهموا مسألة لا بأس بفهمها، وأظنهم عرفوا ذلك من إخوانهم أهل شمالي إيطاليا وبقية الأوروبيين، وهي المحافظة على الآثار القديمة والجديدة".

في السادس من مارس، قال الأزهر كلمته، بعد طول انتظار: "ما يقوم به تنظيم داعش الإرهابي من تدميرٍ وهدمٍ للآثار بالمناطق الخاضعة لنفوذه بالعراق وسوريا وليبيا بدعوى أنها أصنام، يعد جريمةً كبرى في حق العالم بأسره".

وأضاف الأزهر أن "تدمير التراث الحضاري أمر محرم شرعًا، ومرفوض جملة وتفصيلًا، وكذلك التعامل بالتهريب والبيع والشراء للآثار"، وأن "الآثار من القيم التاريخية والإنسانية التي ينبغي عدم مسها بسوء، وهي إرث إنساني يجب الحفاظ عليه، ولا يجوز الاقتراب منه أبدًا".

الإخوان وهدم التماثيل

وفي خضم الجدل حول هدم طالبان لتمثال بوذا، ظهر المفكر الإسلامي محمد سليم العوا، في برنامج "الشريعة والحياة" عبر قناة «الجزيرة» القطرية، ليستشهد بما افتى به القاضي عياض في شأن الأحاديث المتضمنة وعيدًا شديدًا للمصورين أو صناع التماثيل، فقال إن "هذا الوعيد على واحد من ثلاثة أشياء أو عليها إذا اجتمعت: إما على صنع التماثيل من أجل العبادة، فهذا محرم لأنه سبيل إلى الوثنية، أو على صنع التماثيل من أجل تعظيمها، كما نصنع تماثيل المعظمين من الناس، ونضعها في الميادين، وإما على صنع التماثيل لمضاهاة خلق الله".

لكن أصحاب الفتاوى المتشددة لا يوافقون إطلاقًا على ما قاله القاضي عياض وغيره من العلماء المسلمين، حتى أكثرهم مغالاة. وهذا ما ترد عليه الفتوى القطرية الآنفة الذكر باستحضار حديث نبوي رواه الترمذي وابو داود عن أبي هريرة: "قال رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم: أتاني جبريل فقال: كنت أتيتك البارحة، فلم يمنعني أن أكون دخلت ‏عليك البيت الذي كنت فيه إلا أنه كان في باب البيت تمثال الرجال، وكان في ‏البيت قرام ستر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب، فَمُرْ برأس التمثال الذي بالباب ‏فليقطع فيصير كهيئة الشجرة، ومُرْ بالستر فليقطع ويجعل منه وسادتين منتبذتين ‏توطآن، ومُرْ بالكلب فليخرج. ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم".