رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل انطلاق كأس العالم.. ماذا يخفي «داعش» للمونديال؟

جريدة الدستور

أيام قليلة وتنطلق بطولة كأس العالم لكرة القدم والتي يشارك فيها أكبر المنتخبات الرياضية، وتعتبر أهم محفل رياضي ينتظره محبو الرياضة كل أربعة أعوام، ولهذا وجه تنظيم داعش الكثير من التهديدات للحدث العالمي الأبرز.

ودأب التنظيم الإرهابي على إرسال تهديدات لنجوم الكرة على رأسهم اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرحنتيني ليون ميسي، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول إمكانية تطبيق تهديدات التنظيم؟


والإجابة على هذا السؤال فقد أشار عدد من المتخصصين في شئون الحركات المسلحة، إلى أن داعش يريد العودة إلى المشهد الإعلامي مرة أخرى، بعد الخسائر التي تلقاها خلال الشهور الماضية بعد أن فقد سيطرته على معاقله الرئيسية، فالتنظيم منذ أن ظهر للعلن وهو يعتمد على الآلة الإعلامية للترويج لأفكاره المتطرفة من خلال تنفيذ عمليات وزعم أن لديه ولايات وأمراء في جميع دول العالم.

وأكد الخبراء أن ِاختيار داعش لبطولة كأس العالم، ليس عشوائيا، خاصة أنه يرى أن وقوع أي عملية في هذه الأثناء حتى ولو كانت بسيطة ستعيده للأضواء مرة أخرى، بالإضافة إلى أن داعش وجه العديد من التهديدات خلال الفترة الماضية في عدة محافل دولية، ولم يستطع التنظيم الإرهابي فعل ذلك، وهو ما جعل الجميع يؤمن بضعفه، كما أنه لم ينفذ أي عملية كبرى في آخر 3 شهور، وانحسرت بياناته الإعلامية حول عمليات طفيفة في ليبيا وأفغانستان.

أما عن تواحده في روسيا، فلم يلحظ خلال السنوات الماضية، تواجد مكثف، لكن ما يملكه التنظيم في البلاد، هم مجموعة من الأفراد ينفذون عمليات نوعية، وهو ما أكدت عليه وزارة الداخلية الروسية في عدة بيانات، والذي أكدت على أن التهديدات التي خرجت من داعش جميعها تحت أنظارهم، وأن مواجهة أي طارئ على الفور.

تهديدات داعش

قبل شهور طويلة خرج تنظيم داعش الإرهابي، بعدة تهديدات، بهدف لفت الأنظار إليه عبر تهديد لاعبي كرة القدم العالميين لإثارة أكبر عدد من محبي ومشجعي كرة القدم. وكان من ضمن من هددهم التنظيم الإرهابي، قائد منتخب البرتغال كريسيانو رونالدو، مهاجم ريال مدريد الأسبانى، بالذبح، خلال مشاركته في كأس العالم المزمع إقامته في روسيا، الصيف المقبل.

ونشرت مؤسسة الوفاء الإعلامية، المقربة من تنظيم داعش الإرهابي، صورة لـ"رونالدو" وخلفه أحد عناصر "داعش" يستعد لذبحه، كتهديد مباشر للنجم البرتغالى.

ووضع التهديد الجديد لداعش، النجم البرتغالى كثالث النجوم الذين طالتهم تهديدات الذبح بعد الأرجنتينى ليونيل ميسي، مهاجم برشلونة الأسباني، والبرازيلي نيمار، لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، اللذين تلقوا تهديدات مماثلة.

وأصدر داعش صورا يظهر فيها نيمار باكيا بينما يقف بجانبه أحد الأشخاص بزي أسود ومعه مسدس وكأنه يستعد لإعدام الجوهرة البرازيلية. بينما ميسي ظهر مقتولا في الصورة وخلفه علم التنظيم الإرهابي الصورة التي نشرها داعش وفقا لحسابات تابعة له جاءت معها جملة: "لن تتمتعوا بالأمن، حتى نعيش فيه فى البلدان الإسلامية".

كما هدد التنظيم الإرهابي رابع هؤلاء ماركو أسينسيو نجم فريق ريال مدريد الإسباني ومنتخب إسبانيا بعدها عبر حسابات تابعة له على موقع التواصل الاجتماعي "تليجرام"، بالذبح أثناء مشاركته فى مونديال روسيا مع منتخب بلاده. ويعتبر "أسينسيو" هو رابع لاعب من لاعبي فريق ريال مدريد الذين يتم تهديدهم من قبل داعش، وهدد التنظيم أيضا النجم البرتغالي كريستيانو رونالد فى صورة سابقة نشرتها مؤسسة الوفاء الإعلامية الداعشية.

ذبح لاعبين

وفى عام 2016 أقدم داعش على إعدام 4 من لاعبي كرة قدم في مدينة الرقة، وهم لاعبون سوريون سابقون في نادي الشباب السوري، وقطع رؤوسهم أمام حشد من الأطفال في الرقة بعد اتهامهم بالكفر والتجسس لصالح "وحدات حماية الشعب" الكردية، حسب ما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. ونشر ناشطون سوريون حينها صورا لأطفال يتفقدون الجثث الملطخة بدماء الضحايا، وقال الناشطون عبر صفحتهم على "تويتر" إن الضحايا هم: أسامة أبو كويت ونهاد الحسين وإحسان الشويخ وأحمد أهاواخ، مضيفين أن شخصا آخر تم إعدامه معهم، دون ذكر هويته.

حظر ممارسة اللعبة في مناطق نفوذه

ومنذ سيطر داعش على بعض المناطق في سوريا والعراق، حظر ممارسة الرياضات المنظمة بما فيها كرة القدم بعد سيطرته على الرقة منذ اكثر من ثلاثة أعوام، كما أنه أعدم 13 صبيًا فى الموصل بالعراق لمشاهدتهم مباراة لكرة القدم بين العراق والأردن العام قبل الماضي.

"مداد القلم" وتكفير لاعبي "كرة القدم"

أعاد ما يعرف بـ"مكتب البحوث والدراسات"، وهو أحد المكاتب الرسمية التابعة لتنظيم داعش والمندرجة ضمن ما يعرف بـ"القطاع الشرعي"، نشر كتاب بعنوان "مداد القلم فى حكم لاعبي كرة القدم"، يؤصل فيه لفكرة قتل اللاعبين والمشاركين فى اللعبة، باعتبار أنهم "كفار" لقبولهم بالمشاركة فى المسابقات التى ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، معتبرًا أن ذلك يعد "تحاكمًا إلى الطاغوت" لأن هذه القوانين وضعها أشخاص غير مسلمين، على مدار سنوات. استهل الكاتب "المجهول" مقدمة كتابه بمطالبة عناصر التنظيم والمتعاطفين معه بنقل "اللعبة الحقيقية" إلى ساحات المعارك، بدلًا من تسليمهم لرؤسهم لـ"العملاء" ليتلاعبوا بها فى ملاعب كرة القدم، على حد قوله.

اعتبر الكتاب، أن لعبة كرة القدم هي إحدى "بروتكولات حكماء صهيون" والتى تستخدم كأداة لإلهاء الشعوب، تمهيدًا لغزوهم عسكريا، مضيفًا أن اللعبة أصبحت "تحاكم إلى غير ما أنزل الله"، عبر إلزام اللاعبين والحكام بقوانين محددة وتقاليد لا ينبغى الخروج عليها، واصفا اللعبة بالمحرمة فى الغالب على المسلمين حتى لو كانت خالية من القوانين التي أقرتها الفيفا.

وزعم "الكتاب" أن لاعبي كرة القدم المسلمين، ارتكبوا ناقضين من نواقض الإسلام هما التحاكم للقوانين التي وضعها الكفار، وقبولهم بهذا الحكم. ونقل الكتاب عددا من قوانين كرة القدم المتعلقة بالجزاءات التي تستحق البطاقات الصفراء أو الحمراء، معتبرًا أنها "أصل الكفر" لأنها عطلت "الحدود الشرعية"، عبر اعتماد حكم "بشري" يكون له السلطة المطلقة في إدارة المباريات، بالإضافة إلى قيام اللاعبين بتحية العلم وترديد النشيد الوطني وهو ما يعد كفرًا عند التنظيم. واشترط الكتاب، على من يريد لعب تلك الرياضة ألا يشارك في المسابقات الدولية وألا يتحاكم لغير الشريعة، وألا يردد النشيد الوطني، مطالبا قيادة التنظيم وأصحاب القرار فيه بتحذير الشباب المنخرطين في تلك اللعبة ودعوتهم لتركها.

الذئاب المنفردة

ولكون التنظيم لا يوجد له تواجد حقيقي داخل الأراضي الروسية، بالإضافة إلى القبضة الأمنية للأمن الروسي أنذك، فإن التنظيم وضع عدة أشكال للعمليات التي سيقوم بها، حيث التوجيهات "دهس أو طعن، أو استخدام المتفجرات بالإضافة للأسلحة النارية".