رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبو العباس البصير.. الولي الذي أرضعته «غزالة» وطافت الكعبة حوله

جريدة الدستور

أبو العباس البصير، هو أبو العباس أحمد البصير الأندلسي والملقب بابن غزالة لقصة تداولت عن ميلاده، وذكرت المصادر أنه ولد أعمى لـ أب من ملوك المغرب، وكان وقتها والده في غزوة، فوضعته أمه في الغابة بعد أن وجدته كفيفا وقررت أن تبلغ أباه أنه مات حتى لا يحزن على ابنه الكفيف، وبالفعل هذا ما حدث، فواساها الملك ودعا الله أن يعوضه عن ابنه، وأثناء مروره بالغابة وجد غزالة ترضع طفلا صغيرا فإذا بـ أبو العباس، فأخذه وأعاده إلى أمه التي بكت لما رأته وأخبرته بما حدث فصفح عنها.

تتلمذ البصير على يد الشيخ جعفر الأندلسي تلميذ شيخ الشيوخ أبي مدين الغوث القطب الشهير، ولم تذكر المؤلفات الصوفية تحديدا في أي عام قرر زيارة مصر.

من كراماته أنه كان يرسل لصديقه الشيخ أبي السعود بن أبي العشائر القطب الصوفي البارز رسائل عبر ماء الخليج وكانت تصله دون أن تبتل.

عرف أبو العباس البصير بالتقشف والتجرد في طريقته الصوفية الأمر الذي أزعج مريديه الذين كانوا يعيشون عنده فقط على القراقيش والليمون المخلل، الأمر الذي تسبب في ضيقهم وقرروا ذات مرة أن يذهبوا إلى زاوية الشيخ أبو السعود التي كانت موجودة وقتها في منطقة باب الشعرية حاليا حتى يأكلوا اللحم والدجاج وكل ما لذ وطاب، فلما ذهبوا قدم لهم الشيخ قراقيش وليمون مخلل أيضا حتى لا يجعلهم لا يعودون لشيخهم، فحزنوا وعادوا لشيخهم الذي مسك طوبة حمراء وطلب من أحد مريديه أن يبيعها في السوق، فلما وصل المريد إلى السوق تحولت الطوبة إلى ذهب أحمر فباعها بألف دينار، فقال لمريديه فليأخذ كل واحد فيكم 100 دينار وليرحل عني، فرفضوا، فأعاد الأموال للصائغ وحصل على الذهب الأحمر الذي عاد طوبة فألقاه الشيخ بمنزله.

تردد أيضا عن كرامات أبو العباس بأنه عند زيارته مكة بصحبة أحد أصدقائه وهو أبو الحجاج الأقصري للحج، طافت الكعبة بهما ولم يطوفا هم حولها دلالة على إنهما من الصالحين، بحسب ما ورد في بعض كتب الصوفية.

حدث تضارب في تاريخ وفاة البصير، فمن المؤرخين من قال إنه توفى عام 623 هـ، ومنهم من قال إنه توفى عام 592 هـ وهذا أقرب إلى الصواب، وقد تم دفنه في القرافة الموجودة بسفح المقطم.