رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل نجح مرصد «الأزهر» و«الإفتاء» في محاربة الإرهاب؟

أرشيفية
أرشيفية

دأب الرئيس عبد الفتاح السيسي في أغلب لقاءاته على دعوة المؤسسات الدينية في مصر بضرورة محاربة الإرهاب بعدما سيطرت التنظيمات على عقول بعض الشباب، والذي أدخل الدولة في موجة من الإرهاب سقط على إثرها العديد من الشهداء.

وعلى الفور استجابت هذه المؤسسات لدعوة الرئيس لمحاربة الإرهاب، وكان أسلحة الحرب تأسيس مراكز بحثية لمناقشة الأفكار التي تداولتها التنظيمات الإرهابية ونجحت في تحريفها، البداية كانت مع مرصد دار الإفتاء، وأصدر على مدى الفترة الماضية أكثر من 100 دراسة بحثية متنوعة، كما افتتح الازهر مرصدا أيضًا لدراسة الفتاوى الشاذة، وأصدر العديد من البيانات التي من شأنها محاربة الجماعات وأفكارها.

ومع هذه الجهود إلا أن صداها كان ضعيفا في الشارع وهو ما أكده عدد من الشباب لـ "أمان"، وقال محمد علوان (25 سنة)، مهندس إلكترونيات: إنه لم يسمع عن هذه المراكز بقوله: "هذه المراكز لم أسمع عنها ولم أجد فيها ما يكفي رغباتي وتطلعاتي الخاصة بالدين والرد على الجماعات الإرهابية، وهذا لا يعني أن الازهر لم يقدم شيئا لا بالعكس فإن الأزهر قدم الكثير للشباب ولكن محاربة الأفكار الإرهابية تحتاج إلى إستراتيجية جديدة".

قال الدكتور محمد عبد الفضيل، منسق عام مرصد الأزهر العالمى للرصد والفتوى الإلكترونية، إن المرصد معنى برصد وتحليل الخطابات المتطرفة الإرهابية والمتعصبة بكل اللغات التى تستند على دين الإسلام لتنطلق منه كى تبث فى أذهان الشباب أفكارا دينية خاطئة تؤدى بهم للتطرف والإرهاب والخروج بهم من دائرة الوسطية الدينية، موضحًا أن الفكرة فى الأساس تعتمد على تحليل هذا الخطاب ومعرفة طبيعة تفكيره ومن أين ينطلق وما يستهدف حتى يتم التعامل معه ومواجهته والقضاء عليه تمامًا، مضيفًا:" لا نستطيع مواجهة أى من الأفكار الإرهابية مثل داعش وحسم وبوكو حرام إلا بعد قراءتها جيدًا".

وأضاف عبد الفضيل، أن المرصد يهدف أيضًا إلى الحد من استقطاب الشباب للفكر المتطرف من خلال عقد ندوات داخل مصر وخارجها وإرسال قوافل خارجية والمشاركة فى مؤتمرات عالمية والرد على المتشددين ومحاصرة فكرهم لنوضح أمام الجميع أنه لا يمت لصحيح الدين الإسلامي بصلة.

وتابع:" شاركنا فى العديد من المؤتمرات الخارجية فى مختلف بلدان العالم لمواجهة الفكر المتطرف وناقشنا الجميع بلغاتهم".

ويقول محمد كمال الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن دراسة الحركات والتنظيمات الإرهابية تحتاج إلى أفراد ومؤسسات لديها رغبة حقيقة في هذا الشأن، وهو ما تفعله هذه المؤسسات ولكن الدراسة التي يتم اصدارها من الوقت لآخر لا تكون معمقة، وهذا ليس عيبا في هذه المراصد وحدها ولكن جميع المراكز تقع في هذا الخطأ الكبير.

ويضيف كمال في تصريح خاص لـ "أمان"، أن دراسة التنظيمات تحتاج إلى تماس عن قرب وليس تنظيرا عبر بعض الكتيبات وتداول كلمات وعبارات رنانة، فمثلا الناحية الدينية التي تستخدمها هذه التنظيمات لن تعرفها إلا إذا جلست مع أحد المقربين من التنظيم أو أعضائه السابقين، كما حدث مثلا مع جماعة الإخوان في الوقت الحالي والسابق.

وطالب الباحث في شئون الحركات المسلحة، المراكز البحثية في إعادة النظر إلى الإستراتيجيات التي تستخدمها لمحاربة هذه الأفكار المتطرفة.