رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس «الدولي للدراسات»: السلفيون سرقوا مفهوم أهل السنة والجماعة من الصوفية - حوار

عزيز الكبيطي
عزيز الكبيطي

علماء الصوفية حول العالم قادرين على مواجهة التطرف والإرهاب..اذا توفرت لهم الأدوات
التوريث داخل الطرق الصوفية أدى إلى ضياع المنهج الصوفى الصحيح
التنافس والحرب بين الشيوخ حول التصوف إلى سلعة تباع وتشترى


أكد الدكتور عزيز الكبيطى الإدريسى، رئيس المركز الدولى للدراسات الصوفية والجمالية، بدولة المغرب فى حواره مع "أمان"، أن المراكز الصوفية حول العالم الإسلامى، تسعى جاهدة للقضاء على الفكر المنحرف، وذلك من خلال نشر المنهج الصوفى السنى الصحيح، البعيد كل البعد عن البدع والخزعبلات الموجودة عن بعض الطرق الصوفية.

وتابع الكبيطى، أن مفهوم "أهل السنة والجماعة" هو مفهوم أخرجه علماء وشيوخ الصوفية، منذ قديم الأذل، وقامت التيارات السلفية حول العالم بسرقة هذا المفهوم من أهل التصوف، ونسبوه لهم، حتى تكون هذه التيارات هى المتحدث الوحيد بإسم الدين الإسلامى فى جميع أنحاء العالم.

وأوضح " الكبيطى" أن الزوايا والطرق الصوفية فى المغرب والجزائر، نجحت خلال الفترة الأعوام الأخيرة فى نشر الدين الإسلامى والمنهج الصوفى فى العديد من الدول الإسلامية فى قارة أوروبا، فيما رفض التوريث الذى يحدث داخل العديد من الطرق الصوفية فى كافة أنحاء العالم.

إلى نص الحوار...

◄ كيف واجه المركز الباحثي الذي تشرف عليه الدعوات المتطرفة والفتاوى الشاذة ضد الصوفية حول العالم؟
حقيقة أن الجماعات المتطرفة والتيارات السلفية، وجدت الساحة فارغة أمامها، وهذا جعل السلفيون يشنون حربًا ضد الصوفية بشكل دائم، مع أن الصوفية كثيرون وليسوا قلة، ولكن ينقصهم العلم والتحقيق والتأصيل، ولذلك فالجماعات السلفية، أصبحت تتحدث بإسم الإسلام، وأهل السنة والجماعة، وفى الحقيقة والواقع، هم ليس لهم أى علاقة بالسنة والجماعة، حيث أن مفهوم السنة والجماعة هم مفهوم أخرجه واقره الصوفية وليس السلفية،ولذلك فهذا المفهوم تم سرقته من أهل التصوف، وهذا ما جلعنا نأسس هذا المركز لتخريج علماء صوفية جهابزة يواجهون الفكر المنحرف بالعلم والحجة والدليل، والروع والتقوى مثلما كان الصوفية الأوائل.

◄ ماهى الأسباب الرئيسية التى أدت إلى تشويه صورة التصوف من وجهة نظرك؟
هناك أسباب ذاتية، وهناك خارجية، الذاتية مرتبطة بالطرق الصوفية نفسها، حيث أن الطرق الصوفية، يسود بينهم التنافس السلبى فنجد كالطريقة تنظر إلى نفسها، وتحارب الطرق الصوفية الأخرى، مما جعل التصوف سلعة تباع وتشترى، وهذا خلق أزمة داخلية داخل التصوف وجعل التصوف غير قادر على مواجهة التحديات الخارجية، الأمر الآخر هو أنتشار التواكل عند الصوفية واعتمادهم فقط على أمور فلكولورية فقط، مثل "الذكر والسماع وتركهم للتذكية الصحيحة، والمبادئ الإسلامية الصحيحية، ومعرفة حقيقة الدين، ومعرفة من نعبده وكيف نعبده، بالإضافة إلى تكالب مجموعة من القوى التى فصلت الإسلام من روحنيته، وجعلت للإسلام أشكال خارجية منفصلة عن باطنها وجوهرها وروحها، وهذا المجموعات تحارب التصوف، لأنها تعتبره منافس لها على الساحة، خاصة أن الصوفية الحقيقية، هى أقدر الفئات القادرة على حمل لواء السنة والجماعة، وذلك لأنهم يريدون أن يكونوا المتحدثين الوحيدين بإسم "أهل السنة والجماعة"، وهذا ما جعلهم يتكالبون ويهاجمون التصوف.

◄ كيف دعى المركز البحثي لتجديد الخطاب الدينى والصوفى أم لا؟
نعم بالفعل، حيث أن المركز الدولى للدراسات الصوفية والجمالية، يدعوا للتجديد فى كل شئ، وخاصة الأمور الدينية المتعلقة بالخطاب الدينى والصوفى أيضًا، وذلك بالإعتماد على منهج علمى حديث، يعتمد على التكنولوجيات الحديثة، وكل ما وصل إليه العلم الحديث، من أجل اثبات حقائق قديمة للتصوف واثبات أصول قديمة للتصوف والتجديد على المستوى الخطابي والمخاطبى، وذلك كله من أجل نشر مفهوم الوسطية الإسلامية الحقيقى.

◄ ماهو مفهوم التصوف الذى يتبناه المركز الدولى للدراسات الصوفية؟
مفهوم التصوف الذى يتبناه المركز، هو التصوف السنى، الذى يستمد مبادئه من الشريعة الإسلامية الغراء، ونحن فى المركز الدولى للدراسات الصوفية، ننشر مفهوم التصوف الحقيقى، من خلال إعاده العلم للتصوف وذلك لأن التصوف هو أمر عالى، خاصة أن التصوف هو مقام الإحسان، والأن فقد هذا العلم بسبب الجهالات والخرفات، ولكن يجب على الانسان أن يكون مفهومه عن التصوف صحيح، وهذا ما قام به المركز، والتصوف هو بالنتسبة لنا العلم والتزكية التى تقوم على تطهير النفس، والاعتماد على منهج علمى حقيقى لتطوير المنهج الصوفى.

◄ هل يتعاون المركز مع الطرق الصوفية الاخرى حول العالم الإسلامى ؟
نعم المركز يتعاون مع كل الطرق الصوفية، من أجل خلق خطاب صوفى موحد، حيث أن المركز يعمل على توجيه الطرق الصوفية، والمركز يعمل على ذلك، لاصلاح ما فسد داخل الطرق الصوفة، وذلك نحن نعيد إحياء المنهج الصوفى الصحيح، من خلال إعاده الكراسى العلمية، وفى نفس الوقت إبعادهم عن السياسة وهموم الدنيا وأشغالها.

◄ ماهى أوجه التعاون بين صوفية المغرب والطرق الصوفية فى دولة إندونيسيا ؟
الهدف من التعاون مع إندونيسيا، هو إنها جزء من المشروع الذى يعمل عليه المركز، حيث أن المركز يتعاون مع كافة الدول ويقوم بعمل شراكة مع كافة الطرق الصوفية فى جميع أنحاء العالم، ونحن ننظم مؤتمرات دينية فى كل دول العالم سواء فى أسيا أو أوروبا أو إفريقيا، والمركز ينظم الكثيرمن المؤتمرات الدينية فى المغرب وإندونيسيا وماليزيا وبنجلاديش، وكل الهيئات الصوفية الجادة، فى كل انحاء العالم، ودائما نسعى إلى توسيع شبكة التعاون حتى تضم دول أخرى، ونتعاون حاليا مع أسبانيا ومصر لأن بهما مؤسسات صوفية فاعلة تسعى إلى تطوير المنهج والخطاب الصوفى.

◄ كيف نجحت الطرق الصوفية فى المغرب والجزائر فى نشر المنهج الصوفى فى قارة أوروبا ؟
السبب فى ذلك هو أن المغرب والجزائر، يوجد بهم التصوف بشكل قوى جدًا، والمغرب عبر التاريخ، يوجد فيه الكثير من الصالحين والعارفين، وأقطاب التصوف قديما، قالوا أنه اذا كان المشرق بلد الأنبياء، فإن المغرب هى بلاد الأولياء، وكل المدارس الكبيرة فى التصوف مثل "المدرسة الدرقاوية والمدرسة الشاذلية والمدرسة التيجانية والمدرسة المشيشية"، كلها مدارس خرجت من أهل التصوف، والتربة المغربية صالحة لنشر الفكر الصوفى فى أى مكان حول العالم، خاصة أن التصوف المغربى مبنى على السلوك الحسن، مما جعله يزدهر وينتشر فى كافة الدول الأوروبية، بالإضافة إلى أن الأوربيون يعيشون حياة مادية، الأمر الذى جعلهم ينجذبون إلى روحانيات التصوف.

◄ هل قام المركز بتدشين أى ملتقيات أو مؤتمرات صوفية فى دول أوروبا ؟
نظمنا الكثير من المؤتمرات فى الكثير من الدول الأوروبية، مثل "إنجلترا، والمانيا"، ونسعى خلال الأيام القادمة، لعمل الكثير من المؤتمرات الأخرى، خاصة أن رئيس المركز يشغل العديد من المناصب الكبيرة فى أوروبا، سواءًا فى مجلس العلماء الماليزى، أو مجلس العلماء الإندونيسى، أو مجلس علماء مسلمى القوقاز، والكاتب العام للملتقى الصوفى الدولى الذى يضم ما يزيد عن 50 مليون مشارك، وأيضا عضو فى العديد من المؤسسات الصوفية فى العديد من دول العالم الخارجى.

◄ كيف تنظر إلى التوريث الذى يتم فى الطرق الصوفية؟
حقيقة أننا حذرنا كثيرًا، من موضوع التوريث الذى يحدث فى الكثير من الطرق الصوفية، حول العالم الإسلامى، حيث أن هذا التوريث يتسبب فى وصول بعض الاشخاص الغير مثقفين والغير مهتمين بالشأن الصوفى اصلا،إلى رئاسة وزعامة بعض الطرق الصوفية، مما أضر صورة التصوف الإسلامى، وأدى إلى ضياعة بصورة كبيرة، وأنتج مريدين ضعاف غير قادرين على تحمل المسئولية، والمركز أخرج الكثير من المؤلفات التى تحذر تحذيرًا كبيرًا من هذا الأمر.

◄ هل الصوفية قادرين على مواجهة التطرف وما هى الآليات لذلك؟
بالفعل الصوفية قادرين على مواجهة التطرف، ولكن أنا لا اقصد صوفية اليوم، الموجودين فى الموالد، ولكن الصوفية الذين أتحدث عنهم هم العلماء الكبار، أمثال شيخ الأزهر أحمد الطيب فى مصر والشيخ رياض بازو شيخ الطريقة النقشبندية فى لبنان والشيخ علي جمعة شيخ الطريقة الصديقية فى مصر، والشيخ الحبيب على الجفرى، وغيره من العلماء، فهؤلاء لديهم الكثير من المفاهيم الصوفية الصحيحة، التى تصلح لأن تكون أفكار حقيقة يتم من خلالها مواجهة الإرهاب والتطرف.