رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا تتمسك "الإخوان" بمبادرة المصالحة الآن؟

جريدة الدستور

أعادت المبادرة التي أطلقها الدكتور كمال الهلباوي المتحدث السابق باسم التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، الحياة للجماعة، فمنذ أن ظهر على إحدى قنواتهم، وعرضه لفكرة المصالحة، والجماعة تمسكت على الفور بهذا النداء.

فمنذ ذلك الحين لا ينتهي يوم دون أن يظهر، تصريح من قبل قادة الجماعة يرحبون بهذه المبادرة رغم حالة الصمت من قبل الدولة، حيث يقود هذه التصريحات محمود حسين الأمين العام للجماعة، والذي رحب بها ودعا للوقوف خلف هذه المبادرة رغم أنها تنازلت عن أهم البنود التي كانت تريدها الجماعة "عودة المعزول للحكم".

ومن وقتها وعاد يوسف ندا مفوض العلاقات الدولية السابق بجماعة الإخوان الإرهابية، إلى الظهور مرة أخرى، وذلك من خلال عدة تصريحات مختلفة، آخرها تصريحاته لإحدى الوكالات الصحفية التركية، بأنه تلقى العديد من الاتصالات من جهات مصر، لمناقشة المبادرة التي يحملها على عاتقه.


"ندا" انضم لجماعة "الإخوان" عام 1947، وهو رجل أعمال مصري يحمل الجنسية الإيطالية، ويقيم في سويسرا.

وسبق هذه المبادرة أكثر من عشر مبادرات خرجت جميعها من رحم الجماعة، ولكنها فشلت في النهاية حتى الآن لإيجاد مخرج للجماعة، وقبول الشعب لهم مرة أخرى، إلا أن المرة الأخيرة هي الأكثر تمسكا من قبل الجماعة للتصالح، ويظهر ذلك مع التصريحات التي خرجت من "محمود حسين الأمين العام للجماعة، وإبراهيم منير نائب المرشد، ويوسف ندا المفوض العام السابق بالإضافة إلى عدد من الشخصيات التاريخية للجماعة".

ويقول هشام النجار الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن الجماعة بالفعل تسعى للمصالحة مع الدولة، والدليل صدور التصريحات من يوسف ندا وهو قيادي مسؤول وتاريخي وله رمزية معتبرة بالتنظيم الدولي علاوة على كونه الممول الأول للتنظيم وهذا يجعله أحد صانعي القرار بالجماعة.

وأوضح النجار في تصريح خاص، أن الجماعة تحاول تكثيف الدعوة للمصالحة عبر تمريرها من خلال شخصيات قريبة منها أو قيادات سابقة، ومن ثم تستثمرها هي وتحاول توظيفها على الأرض، وآخرها دعوة كمال الهلباوي.

وأضاف أن الهدف من وراء المصالحة إنقاذ الجماعة من أزمتها الحالية بعد وصولها لحافة الانهيار بالنظر للأزمة التي يمر بها وكلاؤها التاريخيون كلما وصلت الجماعة لمرحلة كهذه تلجأ لرفع عنوان المصالحة الخادع الذي يحمل في ظاهرة معنى التراجع أو التصحيح والاعتذار عن العنف والدم، وفي باطنه يضمر هدف العودة التكتيكية المتدرجة بعد تنظيم صفوفها وترتيب أوراقها واستعادة قوتها من جديد.

بينما يقول طارق البشبيشي القيادي الإخواني المنشق، إن الجماعة بالفعل بعد الخسائر الأخيرة التي تلقتها في السنوات الماضية، جعلتها تبحث بكل قوة عن المصالحة مع الدولة المصرية، لإعطائها الحياة مرة أخرى.

وعن إمكانية حدوث المصالحة، يقول البشبيشي، في تصريحاته، أنه أصبح من المستحيل قبول التصالح مع الجماعة التي لطخت أيديها بالدماء وقتلت أبناء الجيش والشرطة والمدنيين، بزعم القصاص.