رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب اليمني «سام الغباري»: نعاني منذ ألف عام من خرافة «آل البيت»- حوار

الغباري
الغباري

* القضاء على الولاية الدينية طريق بلادنا للنهضة
* الهاشميون ليسوا آلهة ولم أسئ لرسول الله
* البلاغ المقدم ضد بسبب كتابي عنصرية وسأرد في ساحات القضاء
* هجومي على الهاشميين بسبب أفعالهم في اليمن.. وليس من حقهم وحدهم الحكم لمجرد قرابتهم للرسول
* لم أهاجم الأزهر.. وانتقدت مؤتمر غروزني الشهير فقط
* الهاشمية أخطر من الإخوان.. وتحولها لتنظيم خراب على العالم العربي
* لا مستقبل للحوثيين في اليمن.. والقضاء على الولاية الدينية طريق بلادنا للنهضة

جدل كبير شهدته الأيام الماضية في مصر بسبب الكاتب اليمني سام الغباري بسبب كتابه "اليمن بلدي أنا" والذي تقدم أحد قيادات الصوفية ببلاغ للنائب العام المصري ضد الكاتب بتهمة الهجوم على الأزهر وازدراء الدين الإسلامي.

سام الغباري يتحدث لأول مرة لـ أمان للرد على البلاغ المقدم ضده وحقيقة ازدرائه للدين الإسلامي والهجوم على الرسول صلى الله عليه وسلم، فإلى نص الحوار.

هل علمت بقصة رفع دعوى قضائية ضدك في مصر؟
نعم علمت بها من مواقع التواصل الاجتماعي، وهي مدعاة للسخرية وغير صحيحة ومردودة على صاحبها الذي حاول أن يجامل الهاشمية، وهذا أمر مريع فعلًا ولكنه يفسر دومًا الصراع التاريخي بين المسلمين والهاشميين الذين يعتبرون أنفسهم أصحاب الحق الحصري في الحديث باسم الإسلام، رغم أن القرآن الكريم كان واضحًا في "إهانة" أبولهب الهاشمي وزوجته، لم يتعرض أي شخص من الطغاة أو المستكبرين لتلك الإهانة في القرآن الكريم كما تعرض لها أبولهب، ورغم ذلك فقد تقمص الهاشميون بعد عقود من الزمن دور أبي لهب ذلك الملعون الذي اعتقد أن ماله سيغنيه بمحاولته السخرية من مبادئ الرحمة الإسلامية ومساواتها بين كل البشر واعتمادها الأفضلية بين الناس على أساس التقوى فقط. أنا أسلمت لله تعالى ولم أسلم لبني هاشم أو "بني سويف" !.

ما حقيقة تشكيكك في نسب الرسول في كتابك الأخير عن اليمن وهجومك على الأزهر في مصر؟
النسب المتصل لعشرة قرون خرافة وغير مقنع، علميًا ومنطقيًا وفقهيًا، وهجومنا على الهاشميين المحاربين في اليمن أو المتعاطفين معهم ليس معناه التشكيك في نسب الرسول الكريم وحاشا لله أن نشكك في ذلك، لكن ذلك الادعاء والتنمر يكشف لنا أن الهاشميين يحاولون إحاطة أنفسهم بقداسة نبوية وهذا أمر خطير جدًا، إذا ما أسلمنا بحقهم المزعوم في الحكم على اساس نسبهم فإننا نهدم كل حُكم نشأ من بعد وفاة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام حتى اليوم، ونعتبره غاصبًا وحكمًا عضوضًا. وهذه خطورة حقيقية على تاريخ المسلمين وعلى واقع الحكومات اليوم، ونازية عرقية تتلبس الإسلام في محاولة منها انتزاع اعتراف يناقض المنطق والحق الجماعي للأمة في اختيار حُكامها بأي طريقة ملائمة لهم.

إن الهاشمية التي تسعى إلى تقديس نفسها مخالفة لأصول النظام العالمي الجديد، وسلالة عابرة للحدود والقارات، وإذا ما توحدت خلف قيادة مسلحة فإنهم سيصبحون أخطر جيش في العالم تدعمهم مئات النصوص اللاهوتية التي يتحججون بها في تحديد مكانة مرموقة لهم داخل المجتمعات.

لماذا يعاديك الصوفية بقوة الآن؟
أنا لا أعادي الصوفية أو أي مذهب، لكني مع تحييد الهاشمية أو غيرها عن تشكيل قداسة مصطنعة تشابه قداسة الباباوات، وهي من الأمور المهمة التي حاربها الدين الإسلامي ورسالته العظيمة.

هل حقيقي أنك هاجمت الأزهر الشريف في كتابك الأخير؟
أنا ذكرت الأزهر في معرض انتقاد لمؤتمر غروزني الشهير، ولم أتناول رسولنا الكريم صلوات عليه الصلاة والسلام بأي لفظ جارح، أنا مسلم ولن أسمح لأي مخلوق أن يحدد لي معايير الإسلام وفق هواه، وكأنه حارس العقيدة وهذا ما يقوم به الهاشميون، في اليمن مثلًا: "يقولون أن الحوثي هو القرآن الناطق!"، لو كان لأحد حق الامتياز الحصري للقرآن لكان نبي الأمة صلوات الله عليه، ولكنه لم يكن مؤلفًا بل رسولًا كريمًا نقل إلينا ما أوحى الله إليه، وعلى هذا الأساس فإن القرآن كلام الله وليس كلام أي مخلوق.

وكيف ترى التوحد في الهجوم عليك في مصر واليمن؟
أنا لا أستغرب ما قاموا به من توحد عرقي ضد أي هجوم يستهدفهم لأنهم أساسًا لا يعترفون بالأوطان، هناك ازدواجية في الهوية لديهم، أن يكون يمنيًا وهاشميًا في نفس الوقت فذلك أمر خطير، يوالون عرقية عابرة للحدود ويتشكلون في قبيلة ليس لها حدود أو جغرافيا ويتكئون على التفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية وللتراث الديني، ما الذي يعنيه اعتبار أن أي الهجوم على عرقية دينية يعتبر إزدراء للأديان؟!، منذ متى كانت الهاشمية دينا؟، رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هاشمي النسب ولكنه لم يكن هاشمي الرسالة، ورغم ذلك تعرض عمه الهاشمي للإهانة كما قلت لك.

ما ردك على مقدم البلاغ؟
أقول له أنا مسلم والرسول صلى الله عليه وسلم نبي العالمين وحاشا لله أن أفكر في الإساءة إليه، أما من يدعون أنهم أبناءه أو أحفاده، فليس لهم أي قداسة أو توقير إلا بمدى احترامهم للآخر وتعاملهم القويم، كما أؤكد على أن البلاغ المقدم ضدي إلى النائب العام عنصرية واضحة من قبل بعض المتطرفين المتعصبين وسأرد عليه في حال المحاكمة باستعمال أحد المحامين للدفاع عن رؤية كتاب "اليمن بلدي أنا".

كيف تعاني اليمن من الهاشميين؟
نحن في اليمن نعاني منذ ألف عام من تسلط الهاشميين علينا، ألف سنة وهؤلاء يرهنون اليمن في التخلف باسم خرافة اسمها "آل البيت"، وهو مصطلح لا وجود له إلا في أحلامهم، ومع كل نهضة يمنية شاملة يقمع الهاشميون بالسلاح والعنف كل يمني ويقومون على تشويه سمعته، وإخراجه من الدين الإسلامي واعتباره ملحدًا، وهذا التنمر التاريخي لن ينطلي على اليمنيين اليوم، والكتاب هو دعوة إلى إعلاء قيمة اليمانية التي تمثل هوية لكل ساكنيها، وإظهار علامة استغراب كبيرة على ازدواجية الهوية لديهم، وحالة الحنان الواضحة التي يظهرونها مع بعضهم على رغم كل الجرائم التاريخية التي قتلوا بها اليمنيين، وبالنظر إلى ما نشاهده اليوم، علينا أن نعرف أن الحوثي لم يتطاول على اليمنيين إلا لأنه يقول أنه هاشمي وأنه بموجب هذا النسب الذي يتوهم أنه رفيع عليه أن يحكم اليمنيين، لاحظ أنه لم يعترف بيمنيته رغم أن أجداده سكنوا اليمن، خدع اليمنيين في مؤتمر الحوار ودعوته للدولة المدنية حتى إذا هدمت الدولة انقض عليها ثم نسي كل ما قاله وقال أنا هاشمي وواجب عليكم طاعتي!، هذا هراء مللنا منه، ألف عام ونحن نصارعهم كأئمة أو حكام، وقد بلغ بنا الغضب أن نقول له ليس عندنا شيء يخصك ولسنا ملتزمين لك أو لأي مخلوق بأي تعهد لتكون حاكمًا علينا لأننا أسلمنا، وليس الإسلام لك أو لغيرك. نحن بهذه الدعوة نمنع الشباب من الإلحاد، لقد أعلن الكثير من أصدقائي عن صدمتهم من أفعال وجرائم الحوثيين الهاشميين لأن خطورة اعتقادهم أنهم يتحدثون باسم بيت النبي صلوات الله عليه سيدفع الرافضين إلى الصدمة الأخيرة في الإسلام، ومن أخطر الأمور أن يعتقد الهاشميون أنهم فعلًا عيال النبي، وأنهم فقط دون غيرهم من يمثلوا الإسلام، ستحدث فوضى عميقة وحالة إلحاد شاملة بعد أن يكتوي المسلمون بنيرانهم وجرائمهم وصراعهم من أجل السلطة وليس من أجل شيء آخر. ولهذا يجب أن نعرض نسبهم على تحليل الـ DNA أولًا، ثم مع اثبات ذلك مثلًا نقول لهم بملء الفم، وما الذي يعنيه أن تكون هاشميين أو قرشيين أو أي شيء آخر، ما الذي تعنيه قبيلة بني هاشم للإسلام، لا شيء إلا أن منها نبي عظيم، وكافر كبير أيضًا مثل أبي لهب.

هاجم البعض صفحات من كتابك تحديدا واستغلوها في تقديم بلاغ ضدك، فماذا جاء في تلك الصفحات؟
الكتاب تحدث في الصفحات المذكورة عن السلالة الهاشمية وأقصد بها تحديدًا السلالة في اليمن، وفكرة السلالية بوجه عام، نحن نقتل كل يوم ودمرت بلدنا بسبب أن رجلًا مجنونًا يقول أنه هاشمي وعلى أساس ذلك النسب المزور أو غير المزور عليه أن يحكم اليمن. الاتكاء على النسب لبلوغ مكانة رفيعة في أي مجتمع عقدة نقص مريعة لأنه أمر لم يكن لك شأن فيه، بل خلقك الله إبنًا لفلان من الناس، وعلى أساس ذلك جعل الله الأفضلية للتقوى وليس للنسب، وأي اعتبار لمكانة معينة لأي هاشمي لأنه هاشمي فقط هي دعوة للفوضى وانتقاص حقيقي من مبدأ الشرع الجماعي للأمة، ومن حق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتقديس مخالف للفطرة الإسلامية، إنه أمر يشبه ما كان يدعي به جنكيز خان عندما أوهم المغول أنه جاء من رحم ذئب أسود، وأن دماء الذئب تسري في عروقه، وأن السلالة المغولية ستحكم العالم. ما الذي فعله هذا المجنون سوى خراب آخر للعالم، ومثله هتلر واليوم يأتي الخميني بعمامته السوداء الهاشمية لإحياء العرقية الهاشمية ومحاولة تسليحها باسم المذهب أو العرق.

هل تم منع كتابك من التداول؟
لم يمنع الكتاب من التداول، وإذا تم منعه في أي حالة من الحالات سيكون منتشرًا على مواقع التنزيل الإليكتروني.

هل ترى هناك مؤامرة على الكتاب تحديدا لمنع تداوله؟
ليس هناك مؤامرة بالمعنى الحرفي للكلمة، لكن هناك غضبا هاشميا من تناول الكتاب الجريء لقداستهم المزعومة، حيث يوثق الكتاب معركتنا الإسطورية معهم في ساحة عربية لها امتداد وتأثير كبير في العالم العربي وهي اليمن، رمزية اليمن اليوم تمثل حقيقة جوهرية لمعنى هزيمة الهاشمية اللهبية التي رعاها أبو لهب الجديد "علي خامنئي"، إن الهاشمية أخطر من الإخوان في تصوري، لأنها قائمة على أساس عنصري عرقي، أما الإخوان فتنظيم يستطيع أي مسلم بلوغ قمته او اختراقه أو التشكيك فيه أو حتى التعايش معه، لكن الهاشمية إذا ما تحولت إلى تنظيم شامل فإنها ستكون أم الكوارث.

ماذا تقول لغضب بعض المسلمين على الكتاب وما جاء فيه؟
سؤالك غير دقيق. المسلمون ليسوا غاضبين مني. قل الهاشميين المتطرفين، وفي هذا أود أن أؤكد أن الهاشمي الذي ينتمي إلى وطنه ويرفض أي قداسة له أو لعائلته هو محل احترام وتقدير ولا يمكن الإساءة إليه لعرقه أو لونه أو شكله، ما أتعرض له اليوم أنني قلت بملء الفم: أنا يمني وتلك هويتي، وأنا مسلم وتلك عقيدتي، ومن حقي أن أمنع أي مخلوق يسعى إلى حكم اليمن لأنه يقول أن جده علي بن أبي طالب رضي الله عنه. ليس في اليمن قرية اسمها بني هاشم، وليس من حق أحد اعتبار أن اليمن ملك ورثها عن أبيه الذي لا يعترف بيمنيته أصلًا. فكيف يمكنني اعتبار هذا المستوطن حاكمًا وجبت طاعته وفق الدستور والقانون.

كيف ترى التدخل الإيراني في اليمن؟
التدخل الإيراني في اليمن قائم على مبدأ إحياء الزيدية في اليمن الشمالي تحديدًا ومن هذا المنطلق يمكن اعتبار الزيدية التي اختفت بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م الرافعة المذهبية للهاشميين لأن تعديلاتها التي أنشأها يحيى حسين قاسم طباطبا الشهير بالهادي تولت حصر الإمامة في البطنين، وأما مناطق اليمن ألأخرى فنشاهد توحشا هاشميا مرتفعا موال للحوثي بالرجال والفكرة أو حتى قائم على تشويه الشرعية الحكومية ومقاصد التحالف العربي، أنا احدثكم كشاهد عيان، إن الهاشميين يقتلوننا بإسم الحوثي الذي يؤدي وظيفة السفاح فقط.

كيف ترى مستقبل الحوثيين في اليمن؟
ليس هناك مستقبل للحوثي، لكن الأمر مرهون بمدى قدرة اليمنيين على التوحد ووعيهم في معرفة نقطة ضعف الحوثية وهي الهاشمية، عندما تكون اليمانية كهوية هي سلاحنا سننتصر فكرًا ومعركة، وعندما نتباطئ في ذلك ستطول المعركة وتصبح كلفتها باهظة الثمن، وبالتالي أفضل حل هو القضاء على الحوثية كحركة مسلحة عن الهاشميين، والقضاء على امتداداتها الفكرية وتجريم الهاشمية والولاية الدينية كاساس للاستقرار المستقبل.