رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«طلقة في الرأس».. صراع جديد بين هيئة تحرير الشام والزنكي

أبو خليل القراصي
أبو خليل القراصي

أثار اغتيال القيادي في هيئة تحرير الشام بسوريا، أبو خليل قراصي، جدلًا كبيرًا في الأوساط الشرعية للتنظيمات والجماعات الإرهابية، وذلك بسبب طريقة الاغتيال نفسها، وهي إطلاق النار على رأسه.

لم يتبع ذلك الأسلوب في سوريا، سوى تنظيم "داعش الإرهابي"، الذي تعتبره أغلب الجماعات "خوارج"، كونه قد لجأ لأفعال يعتبرونها بعيدة عن الشرع ومنها "طريقة الإعدامات" للمخالفين له.

يعد لجوء جماعة "نور الدين الزنكي"، المتحدة مع جماعة أحرار الشام في جبهة "تحرير سوريا"، بقيادة حسن صوفان، إلى ذلك النهج - وهو إطلاق الرصاص على رأس الأسير- أمرًا مخالفًا وخروج عن اتفاقيات عدة بين تلك التنظيمات.

وذكرت هيئة تحرير الشام، في بيان لها، اليوم الثلاثاء، أن جماعة "الزنكي" شنت هجومًا على مواقع لهيئة تحرير الشام في ريف حلب الغربي، حيث استطاعت السيطرة على قرية عاجل وجمعيتي السعدية والفرسان، وداهمت منزل "أبو خليل القراصي"، وأسرته لتعدمه بعد ذلك.

وقال المدعو سعيد القرشي، أحد القيادات الأمنية في الهيئة: "عصابة الزنكي يقاتلوننا على أننا خوارج وبغاة وهناك منهم من كفّرنا والدليل على هذا ما سرّب من مقاطع وصوتيات لهم فهم يستبيحون دمائنا بناء على ما سلف، وأبو خليل تم اعتقاله من بيته وهو مصاب ولم يكن في المعركة أصلًا، وهذا الفعل تترفع عرب الجاهلية عن فعله، ليتفاجئ الكثير من المتابعين بعد ذلك من نشر صورة لأبي خليل وهو مقتول بطلقة بالرأس وتظهر علامات تعذيب على رأسه ووجهه".

وعقب نشر صورة "أبو خليل قراصي"، سارع عدد من شرعيي الجماعات المسلحة في سوريا، إلى إصدار فتاوى بشأن طريقة الإعدامات.

ورد ما يعرف بـ"الشيخ عبد الرزاق المهدي"، في فتوى له عبر موقع تليجرام، عند سؤاله عن حكم تصفية الأسرى المسلمين فأجاب: "هذا عمل لا يجوز ومن يقوم بتصفية الأسير فهو مجرم يستحق العقوبة من أي طرف كان".

وسادت حالة من الاقتتتال الكبير بين هيئة تحرير الشام وحركة نور الدين الزنكي، التي انفصلت عنها، منذ عدة أشهر، لاسيما في ريف حلب الغربي، إثر اتهامات بالاستيلاء على مقراتها وخيانتها.

وتعود جذور الخلاف إلى يوليو الماضي، إثر انشقاق "الزنكي" عن تحالف "الهيئة"، بعد اقتتال الأخيرة مع حركة أحرار الشام، وتطورت الحرب بين الجانبين، في بلدة تلعادة بريف إدلب الشمالي، والذي انتهى بسيطرة "تحرير الشام"، على كامل البلدة، وطردها لمقاتلي الحركة منها، وتتالت المناوشات بين الجانبين إلى أن وصل إلى مرحلة الحرب الحقيقية في نوفمبر الماضي.