رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فشل «اتحاد المبادرات الشعبية» للصلح بين الفصائل السورية

أرشيفية
أرشيفية

كشفت الاتهامات المتبادلة بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا فشل مفاوضات الصلح بين الفصائل المسلحة والتي كانت تهدف إلى الوصول إلى اتفاق يرضي الطرفين، وبدأت تحرير الشام بشن هجوم كعادتها على تحرير سوريا عقب انتهاء المفاوضات مباشرة، وعاد الاقتتال العسكري مرة أخرى بينهما.

وأكد عمر حذيفة الشرعي بفصيل "فيلق الشام" أن المفاوضات الأخيرة التي ترأسها بعنوان «لجنة اتحاد المبادرات الشعبية» أن صقور الشام وجبهة تحرير سوريا استجابوا للصلح بين طرفي النزاع لوأد القتال وحقن الدماء، فيما لم تستجب "هيئة تحرير الشام" ولم تتنازل، وشنت العديد من الهجمات العسكرية على مواقع تابعة لجبهة تحرير سوريا في معرة النعمان في جنوب إدلب بسوريا.

وبعد الاتفاق بين كل من "جبهة تحرير سوريا وصقور الشام" من جهةٍ و"هيئة تحرير الشام" من جهة أخرى، على هدنةٍ دامت قرابة أسبوع وانتهت ليل الجمعة الماضي، تقدم الشرعي في فيلق الشام "عمر حذيفة" للصلح بين طرفي النزاع، وقدم شهادته على ما تم خلال الجلسة الأخيرة بين الطرفين.

وأكد الشرعي بفيلق الشام، عبر "التليجرام"، أنه تم الاتفاق في مناطق الجنوب بإدلب السورية على عودة المقرات إلى جبهة تحرير سوريا، وعودة جميع المقاتلين إلى مقارهم في جميع القطاعات قبل الاقتتال الأخير، وعودة المهجرين في كل المناطق إلى بيوتهم من كلا الطرفين، بالإضافة إلى إلغاء حواجز "معرة شورين، والمقالع، والرامي، والبياضة، والحامدية، وخان شيخون، والمعصرة".

ونوه إلى أنه فيما يتعلق بالشمال من المدينة في مناطق سيطرة حركة نور الدين زنكي، فسيكون الاتفاق فيما بينهم توافقي وعليه فستكون القرارت المتخذة في حال التوافق ملزمة لكلا الطرفين، مؤكدًا أنه حال عدم الوصول للتوافق في الشمال بين الطرفين تعتبر القرارات المتخذة بما يتعلَّق بالجنوب لاغيةً وغير ملزمة للجميع.

في الجهة المقابلة، شنّ القيادي الشرعي بهيئة تحرير الشام مظهر الويس، الملقب بـ"أبو عبدالرحمن الشامي" عبر "التليجرام"، هجومًا حادًا على الشرعي بفيلق الشام عمر حذيفة، وأكد أن ما ذكره حول جلسات المفاوضات تنقصه بعض الأمور، مؤكدًا أن أخطر قضية قام "عمر حذيفة" بترويجها هو تصوير النزاع على أنه نزاع مقرات ومواقع، بالإضافة إلى نشر رؤيته التي نراها قاصرة وغير دقيقة ومبتورة، موضحًا أن سبب المعركة والنزاع هو فصيل نور الدين زنكي، ودخول الأحرار وصقور الشام فيها دخول خاطئ، وأقحم "أحرار الشام" نفسه في المعركة لتحقيق أطماعه.

فيما أكد حسام إبراهيم الأطرش، الشرعي بـ"جبهة تحرير سوريا"، أن ما كتبه "عمر حذيفة" لا يمثل شخصه وإنما يمثل لجنة "اتحاد المبادرات الشعبية"، لافتًا إلى أن كل ما يكتب يتم عرضه على اللجنة كاملة في غرفة إلكترونية تجمعهم، موضحًا أن الطعن والهجوم على الشرعي بفيلق الشام هو طعن بكل المشايخ وبكل اللجان وبكل الفعاليات المدنية والشعبية، التي تسعى للصلح ووأد الخلاف.

ولفت الشرعي بجبهة تحرير سوريا، عبر "التليجرام"، أن ما نشره "مظهر الويس"، ليس من كتابته وإنما من كتابة وصياغة وسبك أبو محمد الجولاني، مستدلًا بذلك على عدد من العبارات التي كان يستخدمها الجولاني خلال جلسات المفوضات، مؤكدًا أن "مظهر" ليس لديه من المدارك العقلية ما يؤهله لسبك هذا الكلام، مطالبًا إياه بأن لا تكون آلة يتاجر بها الجولاني حسب هواه.

وأوضح "الأطرش" أن المشكلة داخل هيئة تحرير الشام، في إجراء المفاوضات على أنه المنتصر، بالإضافة إلى استرداد المناطق التي خسرها عسكريًا بالمفاوضات، منوهًا أن هيئة تحرير الشام تريد فقط حفظ ماء الوجه.

يذكر أن الاشتباكات بين "تحرير الشام" و"تحرير سوريا"، تجددت في عدد من القرى والبلدات بمدينة إدلب السورية، بعد انتهاء الهدنة لتعود سلسلة المواجهات الداتمية بين الطرفين مرة أخرى.